
لا مبالغة متعمدة في صياغة عنوان هذا المقال، فالواقع شاهد على دور باكستان في الوصول بطالبان إلى تحقيق حلم استعادة الحكم في كابول. لم يكن خافيا خلال العقود السابقة، وليس بخافٍ اليوم، هذا الدور بكثير من تفاصيله ومشكلاته.
لا مبالغة متعمدة في صياغة عنوان هذا المقال، فالواقع شاهد على دور باكستان في الوصول بطالبان إلى تحقيق حلم استعادة الحكم في كابول. لم يكن خافيا خلال العقود السابقة، وليس بخافٍ اليوم، هذا الدور بكثير من تفاصيله ومشكلاته.
تبدو تركيا الدولة الوحيدة التي "ربحت" الحرب الأفغانية حتى الآن، وإذا استمرت آلية عمل دبلوماسية الأبواب المفتوحة الجارية بين أنقرة وحركة "طالبان"، على وتيرتها الحالية، فلا شك أن الحضور التركي سيتكرس في بوابة آسيا الوسطى، تماما مثلما تكرس الحضور المذكور في بلاد القفقاس بعد حرب ناغورنو قره باخ بين أذربيجان وأرمينيا في العام الماضي.
إذا كان بلد مثل أفغانستان هو "مقبرة الإمبراطوريات" تاريخياً، فإن حكمه وإدارته من أهله هو من أصعب المهام "ومن المُرجح أن تجد طالبان أن حكم أفغانستان أصعب بكثير من احتلالها"، كما يقول كارتر ملكاسيان، الكاتب الأميركي في "فورين أفيرز" ومؤلف كتاب "الحرب الأميركية في أفغانستان".
"ستعمل بعض القوى على تأجيج الصراع الأفغانى ليطال دول الجوار، لكن موسكو وعت جيداً دروس تجربة عشر سنوات من الغزو السوفييتى لأفغانستان».
ثمة علاقات تاريخية وثيقة بين الفصائل الإسلامية التي قاتلت في أفغانستان، منذ ثمانينيات القرن الماضي، وبين جماعة "الإخوان المسلمين" في سوريا، وبالتالي ليس مستبعداً أن تسعى الجماعة إلى "إستثمار" لحظة إمساك حركة "طالبان" بالسلطة، أملاً بقطف ثمار الحرب السورية.
مارك أ. ثيسن، هو كاتب أميركي. في مقالته الأخيرة في "واشنطن بوست" (صفحة الرأي)، يقارن بين الإنسحاب الأميركي من كابول والإنسحاب الأميركي من سايغون، ليخلص إلى أن ما نراه "هو أسوأ بكثير من فيتنام.. إنه تكرار لبيروت 1983"!
عند دخول قوات «طالبان» العاصمة الأفغانية كابول بدأت تتردد على نطاق واسع دعوات دولية لاعتراف مشروط بالحركة، التى كانت تدمغ بـ«الإرهاب» حتى أيام قليلة مضت!
في تقرير لها من بغداد، تعرض الكاتبة سعاد الصالحي، وهي مراسلة "ميدل إيست آي" للشؤون السياسية والأمنية في العراق، لآفاق العلاقة بين إيران وطالبان، وتحديداً إمكانية التعايش بين الحركة التي تحكم أفغانستان والأقلية الشيعية (الهزارة) في أفغانستان في ضوء الإتفاقات المبرمة بين الجانبين.
وصف الرحالة الإيطالي ماركو بولو أفغانستان بأنها سقف العالم.. ومع ذلك، لا تقاوم الإمبراطوريات إغراء الذهاب إلى هناك، وعبثاً تبحث بعد ذلك عن إستراتيجيات خروج باهظة جداً.
لا يزال الانتصار المدوي الذي حققته حركة "طالبان" على الولايات المتحدة مدار نقاش وجدل وانتقادات واسعة للإدارة الامريكية من حلفائها قبل خصومها. هذا النقاش إزداد إشتعالاً مع تفجير مطار كابول وسقوط جنود أميركيين قتلى على مسافة أقل من أسبوع من تاريخ الإنسحاب الأمريكي النهائي.