
مرة أخری يستفيق المجتمع الدولي علی أحداث كان شهد مثيلاً لها قبيل الحرب العالمية الثانية؛ لكأن التطورات الراهنة أرادت دقّ ناقوس الخطر وإدخال المجتمع الدولي في حالة انذارٍ قصوی ربطاً باللحظة الجيوسياسية التي تلف العالم بأسره.
مرة أخری يستفيق المجتمع الدولي علی أحداث كان شهد مثيلاً لها قبيل الحرب العالمية الثانية؛ لكأن التطورات الراهنة أرادت دقّ ناقوس الخطر وإدخال المجتمع الدولي في حالة انذارٍ قصوی ربطاً باللحظة الجيوسياسية التي تلف العالم بأسره.
سواء إندلعت الحرب في أوكرانيا أم نجحت الديبلوماسية في تفاديها قبل ساعة الصفر، فإن العالم يقف على عتبة بركان جيوسياسي كبير لا يقل في تأثيراته عن ذاك الذي هز العالم قبل ثلاثين عاماً بزوال الإتحاد السوفياتي وتربع الولايات المتحدة على عرش الأحادية العالمية.
لطالما لجأت دول العالم الثالث إلى الدول الكبرى للضّغط على صندوق النقد الدولي بهدف تسهيل شروطه التّفاوضيّة، لكن في حالة لبنان يبدو الأمر معاكساً؛ تضغط الدول الكبرى على الصّندوق للاستجابة للبنان وهو في مكان آخر، لماذا؟
تشي مجموعة من المعطيات أن عناصر الإتفاق النووي بين الولايات المتحدة وإيران باتت شبه مكتملة في إنتظار وضع اللمسات الأخيرة على مسودة الإتفاق التي نشرت وكالة "رويترز" أبرز عناوينها في الساعات الأخيرة، قبل أن تسارع طهران إلى النفي.
لولا إسرائيل، وجوداً وجيشاً ومشروعاً وغازاً وأطماعاً، لكان لبنان محذوفاً من أدنى سلم الإهتمام الأميركي والروسي والصيني و"الشرقي" و"الغربي" وما بينهما. هكذا إستنتاج قد يبدو مُتسرعاً بالنسبة إلى البعض لكن مهمة الوسيط الأميركي عاموس هوكستين الأخيرة تشي بأن إستنتاجاً من هذا النوع حتماً في محله. لماذا؟
خلا البيان الختامي الذي أعقب لقاء القمة بين الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ونظيره الصيني شي جين بينغ في الرابع من الشهر الجاري، من الإشارة إلى الأزمة الأوكرانية، وهو أمر يدفع إلى طرح العديد من التساؤلات حول موقف الصين أو خيارها تجاه تفاقم حدة الصراع بين روسيا وحلف "الناتو" حول مستقبل أوكرانيا ومصيرها.
أضاعت حكومة نجيب ميقاتي ستة أشهر على مفترق جملة ملفات اقتصادية وإجتماعية كان اللبنانيون ينتظرونها منها بسذاجة اليائس. والأخطر، هو فشل جولة محادثات مع صندوق النقد الدولي، بسبب تماهي الفريق الحكومي مع رغبات حاكم مصرف لبنان رياض سلامة التمييعية غير المتصلة بأي نية حقيقية للاعتراف بالجريمة المرتكبة بحق المودعين، الأمر الذي جعل الصندوق يعطي مهلة أخيرة هي الحادي والثلاثين من آذار/ مارس.
أبحث عن المؤامرة ولا أجدها. بالمؤامرة نتنصل من المسؤولية. ما يحدث في لبنان ليس نتاج مؤامرة أو مؤامرات. ما يحدث هو سياسات معلنة، مزمنة، وفاتكة.
لا أريد مناقشة نتائج المفاوضات النووية الجارية حالياً في العاصمة النمساوية واحتمالاتها، طالما أن المراوغة وعدم المصداقية الغربية هي التي تحكم عالم اليوم الذي لا يعرف إلا لغة القوة والمصالح والالتفاف علی الشرعية الدولية.
قد تكون الجسور الجوية التي أقامها الغرب مع كييف أكبر من طاقة أوكرانيا على إستيعابها. ربما يحتاج الجيش الأوكراني إلى أشهر أو سنوات عدة للتدرب على الأسلحة الحديثة التي تتقاطر عليه من الولايات المتحدة وبريطانيا وكندا وأوستراليا. وعلى رغم ذلك، عيون الروس شاخصة أبداً إلى مسيرات "بيرقدار" التركية التي قلبت المعادلات الميدانية في ليبيا وفي أذربيجان في الأعوام الأخيرة.