
في العام 2003، أصدر المرشد الأعلى للجمهورية الإسلامية الإيرانية، آية الله السيّد علي خامنئي، فتوى تُحرّم صنع وإنتاج أسلحة نووية. فهل تضطره التطورات الراهنة أن يعيد النظر فيها؟
في العام 2003، أصدر المرشد الأعلى للجمهورية الإسلامية الإيرانية، آية الله السيّد علي خامنئي، فتوى تُحرّم صنع وإنتاج أسلحة نووية. فهل تضطره التطورات الراهنة أن يعيد النظر فيها؟
في الأسابيع التي تلت اغتيال رئيس حركة "حماس"، إسماعيل هنية، في طهران، واغتيال القائد العسكري في "حزب الله"، السيّد فؤاد شكر، في بيروت، جرت تكهنات كثيرة حول احتمالية تحول الحرب الإسرائيلية الدائرة حالياً على أرض غزَّة إلى حرب إقليمية مفتوحة (...). وإذا وقعت هذه الحرب فذلك يعني أن إسرائيل ستخوض قتالاً شرساً على سبع جبهات في آن واحد، لكن الأخطر من هذه كلها هي الجبهة الثامنة، أي الجبهة الداخلية المتضعضعة حالياً، كما يقول الباحث الإسرائيلي أساف أوريون، في مقال له نشرته "فورين أفيرز".
تأخرت إيران كثيراً في الرد علی الكيان الإسرائيلي علی خلفية انتهاك سيادتها واغتيال ضيفها رئيس المكتب السياسي لحركة حماس إسماعيل هنية أثناء مشاركته في مراسم التنصيب وتأدية الرئيس الإيراني مسعود بزشكيان اليمين الدستورية، وهذا الأمر يطرح الكثير من الأسئلة خصوصاً غداة "عملية الأربعين" التي نفذّها حزب الله انتقاماً لدماء قائده الميداني فؤاد شكر.
قُتل الضيف إسماعيل هنية. نُقلت الرسالة بسرعة فائقة إلى القائد الأعلى الإيراني علي خامنئي ورئيس الجمهورية الجديد مسعود بزشكيان. صاروخ وصل وانفجر في غرفة رئيس المكتب السياسي لحركة حماس بمقر استضافته شمال طهران.
في هذا الفصل من كتابه "انهض واقتل أولاً، التاريخ السري لعمليات الاغتيال الإسرائيلية، بعنوان "بكبسة واحدة، توقف وتشغيل"، يتناول الكاتب رونين بيرغمان كيفية نشوء حركة "حماس" وتطورها من حركة دعوية إخوانية لتصبح قوة سياسية وعسكرية في الأراضي الفلسطينية المحتلة.
كان اغتيال رئيس المكتب السياسي لحركة حماس إسماعيل هنية على أرض طهران قراراً إسرائيلياً مُحدّداً، بالزمان والمكان، حسب صحيفة "نيويورك تايمز" الأميركية.. والهدف ليس الانتقام من "طوفان الأقصى" فحسب بل القول إن قادة إيران الجُدد "في متناول اليد، وإن إسرائيل قادرة على أن تصل إليهم بسهولة.. ومتى أرادت".
أنهت إيران استحقاق الرئاسة بصورة تتناغم مع متوالية الانتخابات الرئاسية الإيرانية في العقدين الأخيرين: رئيس إصلاحي/ أو معتدل ثم رئيس أصولي/ أو مبدئي، والعكس صحيح.
إيران أصبحت من أكبر عناصر التهديد لمصالح الولايات المتحدة وحلفائها في الشرق الأوسط. كما أصبحت فاعلاً دولياً مؤثراً، برغم العقوبات الأميركية والغربية الطويلة الأمد. وهي اليوم "أكثر قوة ونفوذاً وخطورة وتهديداً مما كانت عليه قبل 45 عاماً"، بحسب صحيفة "وول ستريت جورنال" الأميركية(*).
من المتوقع أن تحتدم المنافسة، يوم الجمعة المقبل، بين المرشحَين المتأهلَين إلى الجولة الثانية من الانتخابات الرئاسية الايرانية، مسعود بزشكيان وسعيد جليلي، في ظلّ مسعى كل منهما لرفع نسبة الناخبين المشاركين في التصويت واستخلاص العبر من نتائج الجولة الأولى التي حملت بعض المفاجآت؛ وإن كانت لم تخرج عن السياق العام للإنتخابات الماضية.
في انتظار مشهدية اليوم الإنتخابي الطويل، غداً (الجمعة)، تشهد إيران حالة من حبس الأنفاس في انتظار من سيُعلن فوزه من الدورة الأولى للانتخابات الرئاسية المسبقة بالأغلبية المطلقة من أصل المشاركين في الانتخابات، وهو احتمال ضعيف للغاية إلا إذا بلغت نسبة التصويت رقماً قياسياً (60% وما فوق)، فإذا لم ينل أحد من المرشحين الستة هذه الغالبية، تكون إيران على موعد مع دورة انتخابية ثانية الأسبوع المقبل.