
أيُّ تاريخٍ سيتغافل عن هذا الهوان؟ أيُّ سجلّ قادر على محو حقيقة أنّ منظومات الحكم العربية، ومعها جوقاتٌ من نخبٍ مُترفة، تركت أطفالًا يموتون قصفاً وجوعاً في غزة من دون أن ترتجف لها جفون؟
أيُّ تاريخٍ سيتغافل عن هذا الهوان؟ أيُّ سجلّ قادر على محو حقيقة أنّ منظومات الحكم العربية، ومعها جوقاتٌ من نخبٍ مُترفة، تركت أطفالًا يموتون قصفاً وجوعاً في غزة من دون أن ترتجف لها جفون؟
عدو اليهود المزمِن اللدود والتاريخي، ليس الإسلام ولا مسيحية الشرق، بل هو المسيحية الأوروبية التي أذاقتهم الأمرّين على يد ملوك أوروبا وأمرائها وكنائسها، وعلى مدى مئات السنين.
..إذا صارت كبرى وسمح التاريخ بذلك، فالتاريخ يقف اليوم عند المفارقة الكبرى: الصراع بين الاحتلال ومقاومة لا يتوقف، والنصر في هذا الصراع كان على مرّ التاريخ حليف المقاومة، في معظم الأحيان.
بعد حرب "طوفان الأقصى"، اتضح بجلاء أن مشروع إسرائيل الكبرى لم يعد مجرد فكرة، بل أصبح خطة استراتيجية طويلة المدى لإعادة تشكيل الشرق الأوسط وفق مصالح إسرائيلية بحتة. لم يقتصر هذا المشروع على المواجهة العسكرية المباشرة، بل امتد ليشمل إعادة رسم خرائط النفوذ، واستغلال الانقسامات الداخلية للدول العربية، والسيطرة على الموارد الاستراتيجية والطرق الحيوية، بما يضمن تثبيت نفوذ دائم في المنطقة.
أظن، وبعض الظن في أيامنا الراهنة اجتهاد مستحق وضروري، أظن أن التاريخ، حسب ما وصل منه إلينا وحسب بعض منه نعيشه بأشخاصنا أو بأوهامنا وأحلامنا، ربما لم يشهد أو يعايش بيئة متدهورة محيطة بمواقع صنع السياسات بالشرق الأوسط كالبيئة الراهنة.
ما زالت المفاوضات غير المباشرة لوقف حرب غزة تراوح مكانها، برغم المحاولات العديدة التى تبذلها الأطراف الوسيطة؛ إذ أبلغت حماس الوسطاء باستعدادها لقبول مقترح التهدئة الأخير، وهو المقترح الذى يدعو إلى وقف إطلاق النار لمدة ستين يومًا بدايةً. بالطبع كان الردّ الإسرائيلى رافضًا. وقد عبّر رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو بوضوح عن المبادئ/ الشروط الخمسة التى تؤدى إلى وقف الحرب، وهى: إعادة جميع الأسرى، نزع كلى للسلاح فى غزة، منع تصنيع الأسلحة فى القطاع أو تهريبها إليه، سيطرة أمنية إسرائيلية كاملة على القطاع بما فى ذلك محيطه الأمنى المباشر (حزام أمنى)، وتشكيل حكومة مدنية بديلة لإدارة القطاع لا تضم حماس ولا السلطة الفلسطينية. بمعنى آخر، تريد إسرائيل منح سلطات بلدية إدارية محدودة ومقيّدة للإدارة الفلسطينية التى ستُشكَّل للقطاع غداة الحرب.
"لم تعُد السياسة اليوم مجرّد مسألة أفكار، بل أصبحت حرباً عاطفيّة مشفّرة بلغة الخوارزميّات". هكذا عبّر الكاتب جيوليانو دا إمبولي عن تلاعب "مهندسو الفوضى" (عنوان كتابه) بوسائل التواصل الاجتماعي الرقميّة وبالمعطيات الشخصيّة لتغيير معنى السياسة سعياً إلى دفع الشعبويّة إلى الصدارة وإثارة المشاعر حول العالم.
في خضم تلويح رئيس وزراء "إسرائيل" بنيامين نتنياهو مؤخراً بـ"إسرائيل الكبری"، يكثر الحديث راهناً عن عدوان جديد يريد كيان الاحتلال شنّه علی إيران في أيلول/سبتمر القادم علی خلفية ما تم تسريبه بأن كمية اليورانيوم مرتفعة التخصيب (60%) ما زالت في مكان آمن في إيران.. وأن إسرائيل تنتظر تفعيل آلية "سناب باك" في نهاية آب/أغسطس الحالي.
برغم التوضيحات الصادرة عنه، إلا أن توم برّاك ليس موفداً أميركياً عادياً. هو الناطق باسم دونالد ترامب. وعندما يقول إن لبنان إذا لم يتحرك بسرعة كبيرة، كما هو حال سوريا، "فقد يصبح بلاد الشام مرة أخرى" فهو يعني ما يقول جيداً. لم يكتفِ بهذه العبارة بل أضاف إليها: "يقول السوريون لبنان منتجعنا الساحلي. لذا علينا أن نتحرك. وأنا أدرك مدى إحباط اللبنانيين. وهذا الأمر يُحبطني أيضاً".
مصر الحضارة، ومصر الدولة، كِلتاهما هدف تُركِّزُ عليه العينُ الصهيونية. كان ذلك في صلب تفكير الصهاينة منذ بداياتهم. مَن يراجعْ ولو بعضاً من وثائق المؤتمرات الصهيونية يتأكدْ مِنَ الأمر. ومن يُعِدْ دراسةَ مقرَّراتِ مؤتمر " كامبل بنرمان" [عام 1907] يبلغ ِاليقينَ.