تتصاعد وتيرة التصريحات حول التصعيد العسكري المحتمل في مناطق شمال غرب سوريا مع استمرار الغارات والهجمات، وسط حالة من القلق على مصير الهدوء النسبي الذي حقّقته التفاهمات الدولية في سوتشي ومحادثات أستانا.
تتصاعد وتيرة التصريحات حول التصعيد العسكري المحتمل في مناطق شمال غرب سوريا مع استمرار الغارات والهجمات، وسط حالة من القلق على مصير الهدوء النسبي الذي حقّقته التفاهمات الدولية في سوتشي ومحادثات أستانا.
"اختلف الأردنيون على الموضوع السوري، لكن لا يصح أن يختلفوا على الموضوع اللبناني، بما فيهم الإسلاميين"، بذلك يلخص أمين عام حزب الشراكة والإنقاذ سابقًا سالم الفلاحات موقفه في حوار مع موقع "180 بوست". تستمد تصريحات الفلاحات أهميتها من كونه كان في فترة 2006-2008 مراقبًا عامًا للإخوان المسلمين في الأردن، وهي الفترة التي شهدت ظاهرة انفصال حركة حماس عن إخوان الأردن.
تتعقد الأزمة السورية بسبب إندماج ثلاث ساحات من الصراعات على أرض سوريا: الصراع بين أطراف محلية؛ الصراع بين أطراف خارجية (إقليمية ودولية)؛ الصراع بين الإقليمي، الدولي والمحلي.
ما يزال النقاش حول الهوية في سورية متردداً، ويثير مدارك تهديد أكثر منه مدارك طمأنينة ويقين. ولم يغير من ذلك تزايد الحديث عنه في السنوات الأخيرة. ويبدو الكلام في العموميات وأقرب لـ"الاحتراز" أو "التملص" أو "الهروب"، منه لـ"الانهمام" في الأسئلة والقضايا الأكثر حيوية في موضوع الهوية وفي الظاهرة السورية ككل.
تُمثّل الإشارات المتبادلة بين الحكومتين السورية والتركية منعطفاً في مسار التوازنات الإقليمية الجديدة. وبرغم أن هذه الإشارات لم تقترب بعد من مستوى التطبيع الكامل، وبرغم أنه من غير المتوقع أن تُفضي إلى تحركات سريعة في هذا الاتجاه، إلا أن مثل هذه التحركات ستؤثّر حتماً على مسار الحل السوري، وهذا من شأنه أن يُشكّل حرجاً كبيراً للقوى السورية المعارضة على تنوعها. فتركيا شكّلت داعماً أساسياً للمعارضة، سياسياً وعلى الأرض، في حين ظلّ الداعمون الغربيون مُتردّدين.
ما تزال "الجماعة الإسلامية" في لبنان تعاني مأزقاً بنيويّاً لطالما وَسَم مسيرتها التاريخيّة، إذ لم تحسم أمر المصالحة بين الوطنيّ والأمميّ في سلوكها وخطابها.
أُرهقت محاولات التحول إلى اللامركزية عبر تاريخ سوريا بإرث ثقيل من المخاوف والهواجس والتنميط السلبي الذي وصل حد الاتهام ومقاومة أي طرح دون التعمق في فهم اللامركزية، شكلاً ومضموناً وممارسة.
عشية السابع عشر من تشرين الثاني/نوفمبر 1970، أي قبيل ساعات من تنفيذ "الحركة التصحيحية" في سوريا، فوجىء عددٌ كبيرٌ من الفنانين السوريين في دمشق بإتصال من وزارة الإعلام طلب إليهم التوجه على جناح السرعة إلى صالة المسرح العسكري (المكان ذاته الذي إعتُقل فيه صلاح جديد ورفاقهُ من البعثيين قبل ساعات من هذا اللقاء).
يواصل الحدثُ السوريُّ التأكيد على طابعه الرئيسِ وهو: صعوبة الإمساك بما يجري. ومن يستطيع القول (أو مجرد الادّعاء) بأنه قرأ الحدث قراءة مطابقة أو أن الأمور تسير وفق تقديراته وتوقعاته؟ وقد مثلت الحربُ السوريّةُ ـ ولا تزال - ذروة الرهانات السياسية والتدفقات الميديائية والإعلامية حول العالم. وتشكلت أو تراكمت طبقات فوق أخرى من القراءات والتقديرات والمواقف والأفعال وردود الأفعال، جعلت التوصل إلى مقاربة موضوعية مسألة بالغة الصعوبة وأقرب للاستحالة.
لفت الأنظار تسارع الأحداث في إدلب إلى درجة الصدام بين الجيش التركي والجماعات المسلحة التي احتوتها تركيا ودعمتها على مدى أكثر من اثني عشر عاماً من بدء الحرب المركبة في سوريا. واللافت للنظر هو الدينامية التي تتحرك بها الحكومة التركية لتنفيذ ما يمكن أن نسمّيه توافقاً دولياً وإقليمياً على إخراج سوريا من كارثتها عبر المصالحة بين البلدين، فأي معنى لهذه الدينامية المتسارعة وما آفاقها في المستقبل القريب؟