الاردن Archives - 180Post

IRAN-ATTACK2024-copy.jpg

شكّل الرد الإيراني على قصف "إسرائيل" لقنصليتها في دمشق تحولاً مفصلياً في الصراع القائم في المنطقة منذ قرابة نصف قرن بين طهران وتل أبيب، كما أنه سيُشكلُ عنصر تأثير في ساحات قطاع غزة والضفة الغربية وجنوب لبنان، وهذا الأمر ستظهر مفاعيله تباعا في الآتي من الأيام، ولكن قبل ذلك لا بد من الوقوف امام المشهد الذي سبق ورافق وتبع الرد الإيراني.

1-20.jpg

أوقع الهجوم الناجح الذي استهدف فجر الأحد (28-1-2024) قاعدة عسكرية أميركية قرب الحدود السورية- الأردنية أكبر حصيلة خسائر معلن عنها بين الجنود الأميركيين في سوريا والعراق منذ فترة طويلة، وألقى عبئاً إضافياً ثقيلاً على الإدارة الأميركية التي درجت مؤخراً على مواصلة تأكيد حرصها على تقليص الخسائر السياسية والبشرية الناجمة عن تدخلاتها وسياساتها في المنطقة.

GettyImages-1749906973.jpg

منذ السابع من تشرين الأول/أكتوبر والولايات المتحدة تدير بتوازن دقيق، دعمها للحرب الإسرائيلية على قطاع غزة والعمل في الوقت نفسه لمنع اندلاع حرب واسعة النطاق في الشرق الأوسط. في الإمكان القول إن هذه السياسة، التي نجحت إلى حد كبير في ضبط التوترات، آخذة في التآكل يوماً بعد يوم، لمصلحة تعميم الإضطراب من غزة عند شواطىء المتوسط إلى حدود باكستان في جنوب آسيا.    

unnamed-1.jpg

يوما بعد آخر تتكشف تفاصيل جديدة حول كواليس الخلاف داخل العائلة المالكة في الأردن، ولا سيما ما يتصل بـ"الفتنة" المنسوبة لولي العهد السابق الأمير حمزة بن الحسين وعدد من الشخصيات النافذة لتقويض حكم الملك عبد الله الثاني. يستعيد تقرير جديد للصحافيين مارتن شولوف وميشيل صافي، نشرته صحيفة "الغارديان" البريطانية أمس، ملابسات ما حصل، ليخلص إلى احتمال أن تكون "الفتنة" الأميرية جزءاً من خطة واسعة لتشكيل الشرق الأوسط تحمل توقيع "أقرب حلفاء الأردن".

1_10-1280x745.jpg

نشر موقع Middle East Eye تقريراً يكشف بعضاً من خفايا الصراع الدائر في الأردن، وعليه، منذ "المحاولة الانقلابية" التي كشفت عنها السلطات الأردنية قبل أكثر من أسبوعين، والتي تقول إن الأمير حمزة بن الحسين وباسم عوض الله منخرطان فيها. المثير في التقرير إنه يكشف عن دور سعودي مباشر في ما جرى، وذلك نقلاً عن مصادر مقربة من التحقيق، تحدثت عن رصد رسائل مشفرة بين عوض الله وولي العهد السعودي.

jordan-king-abdullah-crown-prince-hussein-1280x870.jpeg

بفارق ثلاث سنوات ونيّف على موقعة "الريتز" السعودية، يشهد الوطن العربي اليوم موسماً جديداً من مسلسل "لعبة العروش"، الذي انطلق بأولى حلقاته في الأردن يوم أمس، وبشكل مفاجئ، حين تم الكشف عن حركة "انقلابية" غامضة، وُضع بسببها ولي العهد السابق الامير حمزة بن الحسين قيد الاقامة الجبرية، فيما تم توقيف مسؤولين آخرين، على رأسهم باسم عوض الله، الرئيس السابق للديوان الملكي، والمعروف بقربه من ولي العهد السعودي محمد بن سلمان.

pal.jpg

من يستمع إلى كلمة أمير قطر تميم بن حمد آل ثاني، أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة، يستشعر لوهلة أن قطر أضحت عاصمة الممانعة العربية، التي تضع فلسطين وقضيتها كبوصلة وحيدة لسياساتها وتحالفاتها الخارجية، وليس أن الدوحة وفي موازاة موجة التطبيع الخليجي الإسرائيلي الأخيرة قد اسدت لتل أبيب خدمات مهمة ترقى إلى مستوى الخدمات الاستراتيجية، سواء في ما يخص قطاع غزة أو العلاقات الثنائية، وتتفوق في بعض أوجهها على نظيرتيها الإماراتية والبحرينية، والتي أتت في المقام الأول، وفي التوقيت الراهن، كخدمة دعائية وانتخابية لكل من دونالد ترامب وبنيامين نتنياهو، أكثر من كونها ضرورة حيوية وأمنية لإسرائيل، كما فعلت وتفعل قطر.

000_gy0kn_0-1280x863.jpg

يقول المثل الشعبي "هبلة بتكحل عمياء، وطرشا بتِتْسَمّع ع الباب". مثل يعبر عن حالة الفوضى التي تحكم السلوك العام، الذي لا يحقق فائدة تُرجى، إنما هو بكل تفاصيله عبث وفوضى. في السلوك السياسي، فإن الغضب والرفض إن لم يتم بناؤهما على منطق ووعي، فليسا أكثر من فوضى، ولأن الأردن بطبيعته الجيوسياسية، الفوضى فيه غير ممكنة حالياً، حتى الآن، فإننا إذا أردنا توصيف الوضع السياسي فيه فلا نجد أبلغ من هذا المثل الشعبي ليعبر عن الحالة.