
يُحسب لهيئة تحرير الشام بقيادة أحمد الشرع أنها ملأت الفراغ الذي تركه النظام البائد، حين انهار بدون مقاومة منخوراً من الداخل، فحقنت دماء المواطنين المهدورة بالمجان على مدى أكثر من عقد.
يُحسب لهيئة تحرير الشام بقيادة أحمد الشرع أنها ملأت الفراغ الذي تركه النظام البائد، حين انهار بدون مقاومة منخوراً من الداخل، فحقنت دماء المواطنين المهدورة بالمجان على مدى أكثر من عقد.
تستحق بعض الإجراءات الإقتصادية، التي أطلقتها حكومة تيسير الأعمال الحالية في سوريا سريعاً، بعض النقاش، لا سيما وأنّ الأحوال المعيشيّة في شتّى أنحاء البلاد متدهوِرة منذ زمنٍ طويل والنشاطات الاقتصادية متدنيّة إلى أقصى الحدود. نقاشٌ برغم ضرورة تفهّم أنّه لا يُمكِن الحكم على سياسات مضى عليها أقلّ من شهر مقابل تركة ثقيلة لسنينٍ وعقود. كما لا معنى لرسم طموحات كبيرة دون تبيان الاستراتيجيّات للوصول إليها والأولويّات التي تجب معالجتها.
في سنة 1154، سقطت مدينة دمشق بيد نور الدين زنكي من دون قتال يذكر، بعد أن سبقتها محاولات فاشلة لاحتلالها بالقوّة. ساعد هذا الإنجاز نور الدين ليُصبح سلطاناً بلا منازع وأعطاه من القوة ما مكّنه، تدريجيّاً، من توحيد الحكم الإسلامي في بلاد الشام والجزيرة. هل يُعيد التاريخ نفسه في سوريا اليوم مع أحمد الشرع، وهل نحن أمام نور الدين جديد؟
إنه الصراع الضارى على سوريا مجددا. فى ثمانينيات القرن الماضى، أصدر الكاتب البريطانى الراحل «باتريك سيل» كتابا مرجعيا عنوانه: «الصراع على سوريا» عن الفترة ما بين عامى (1945) عند نهاية الحرب العالمية الثانية و(1958) مع بداية الوحدة المصرية السورية. يوحى العنوان الفرعى لذلك الكتاب بمنهجيته واتساع نظرته: «دراسة فى السياسة العربية بعد الحرب».
لم يعتد اللبنانيون التعامل مع خطر مماثل للتفكك السوري الراهن بعدما تفجّر المجتمع السوري في العام 2011 بصواعقَ خارجية وداخلية.
دمشق ليست مجرد مدينة عربية أخرى. لعلها، باعتبار التاريخ، أقدم مدن العرب. ولعلها، باعتبار الجغرافيا، قلب هذه الأمة. ولعلها، باعتبار السياسة الإقليمية العربية، العاصمة النشاز إن صح التعبير. ولعلها، حسب مشاركين في جلسة حوارية، ولاعتبارات عدة، تستحق أن تكون موضوع نقاش.
لا أعلم إن كان هناك من كان قادراً على التنبؤ بانهيار نظام بشار الأسد بهذه السرعة. فلو أن أحداً خاطبني قائلاً بأن المعارضة المسلحة ستصل إلى دمشق يوم 8 كانون الأول/ديسمبر 2024، وبأن الأسد سيكون قد غادرها، لضحكت بغرور الباحث، وقلت: كم قتلتنا وتقتلنا الرغبوية!
من اعلان جامعة الدول العربية أنها لم تعد تُصنف حزب الله "منظمة إرهابية" وانعقاد لقاء هو الأول من نوعه منذ ثماني سنوات بين الأمين العام المساعد للجامعة حسام زكي ورئيس "كتلة الوفاء للمقاومة" محمد رعد، إلى ما يجري من حراك بين أنقرة ودمشق يُتوقع أن يُتوج بتطبيع العلاقات بين العاصمتين، مروراً باللقاء القيادي الأول من نوعه منذ سنوات بين حزب الله والجماعة الإسلامية، ثمة ما يستدعي التدقيق والتحليل.
من الواضح أنّ المنطقة العربيّة آتية إلى تحوّلات كبرى غداة "طوفان الأقصى"، وليس بعيداً عن التصوّر أن تؤدّي إلى حربٍ واسعة تشمل الضفّة الغربيّة ولبنان وسوريا والعراق واليمن وربّما غيرها.
كما أن لاحتلال فلسطين أثر مهم على انتكاسة نهضة الأمة العربية، فإن لبدء نهوض المقاومة العربية في فلسطين أثر مهم في حماية المحيط العربي. وبما أن "إسرائيل" هي ذراع للأطلسية في منطقتنا، فإنه لا يمكننا قراءة المشهد الحاصل في عملية "طوفان الأقصى" إلا في ضوء عالم جديد يتشكل حالياً.