برغم هدوئه وثباته وثقته في نفسه، يثير الدبلوماسي الجزائري رمطان لعمامرة (67 عاماً) الكثير والقليل من اللغط في الآن ذاته. فأحياناً يبدو في الواجهة كأبرز سياسي، وأحياناً أخرى، يتوارى عن الأنظار مثل أبسط مواطن.
برغم هدوئه وثباته وثقته في نفسه، يثير الدبلوماسي الجزائري رمطان لعمامرة (67 عاماً) الكثير والقليل من اللغط في الآن ذاته. فأحياناً يبدو في الواجهة كأبرز سياسي، وأحياناً أخرى، يتوارى عن الأنظار مثل أبسط مواطن.
في نسخة منقحة للمشهد السوري، تزداد الأزمة الليبية تعقيداً. الصراع على النفوذ في ليبيا ليس بعيدا عن الطمع بالنفط الليبي، تماما كما كان حاضراً في طيات الأزمة السورية، ويبقى الخاسر، هنا وهناك، الليبيون والسوريون أنفسهم. في الجزء الأول من هذه المقالة، ركزنا على البعد الجزائري. في الجزء الثاني والأخير أدناه، مقاربة للبعد المغاربي وتحديدا التونسي.
في نسخة منقحة للمشهد السوري، تزداد الأزمة الليبية تعقيداً. الصراع على النفوذ في ليبيا ليس بعيدا عن الطمع بالنفط الليبي، تماما كما كان حاضراً في طيات الأزمة السورية، ويبقى الخاسر الأكبر هنا وهناك الليبيون والسوريون أنفسهم.
لا تريدُ الدولة المصرية تأكيداً عملانياً جديداً لصوابية نظرتها لتحديات الأمن القومي المصري، ولركائز مقاربتها للأمن القومي العربي، لكي تنتظر القرار العثماني الخطير بإرسال قوات تركية إلى ليبيا المجاورة والمفتوحة معها على آلاف الكيلومترات عبر صحراء لا يمكن ضبطها.
لم يُثر أحمد قايد صالح أيّ جدل كبير طيلة حياته، فالرجل كان يعيش في الظل إلى حدّ ما، ولم يكن يُؤثر عنهُ أيّ تدخلٍ واضح الملامح والقسمات في مجريات الحياة السياسيّة الجزائريّة، ولكن الحال انقلبت منذ اشهر، حين تصدّر قائد الأركان المشهد السياسي في البلاد، بعدما أجبر الحراك الشعبي الرئيس عبد العزيز بوتفليقة على التنحي.
انتهت الانتخابات الرئاسيّة الجزائريّة الأولى بعد "حراك 22 فيفري"، بفوز المرشح عبد المجيد تبون (74 عاماً)، بنسبة 58.15% من الأصوات، حسبما أعلن رئيس السلطة الوطنية المستقلة للانتخابات محمد شرفي، خلال مؤتمر صحافي عقده في المركز الدولي للمؤتمرات.
عاش الجزائريون فترات طويلة، وهم متأكدين، من فوز هذا الرئيس وخسارة ذلك. فكانت الإنتخابات مجرد تمرين سياسي للنظام في حدّ ذاته، أكثر ممّا هي استفتاء وجودي على كينونته وسلامة بقائه ضمن السائد والممكن، لكنّهم الآن مشتّتون أكثر من أيّ وقت مضى في تحرّي من هو مرشح السلطة. وآية ذلك كله؛ هو ذاك الخلاف العميم وغير الواثق من تحديد مرشح السلطة بعينه واستثناء آخر.
يتوجه الناخبون الجزائريون، أو ربما قلّة منهم، يوم غد إلى صناديق الاقتراع في انتخابات رئاسية ستنتهي نظرياً باختيار خلفٍ لعبد العزيز بوتفليقة، ولكنها ستفضي عملياً إلى نسخة جديدة من الرئيس المخلوع، لتُعيد انتاج النخبة الحاكمة نفسها التي يهدف الحراك الشعبي المستمر منذ أشهر إلى إطاحتها.
ليس السؤال لماذا يثور الشباب العربي اليوم، وانما لماذا تأخرت ثورته حتى الآن؟ كل شيء في هذا الوطن العربي الكبير يثير الغضب والنقمة ويحث على التمرّد والثورة: الفقر، البطالة، الأمية، الفساد، انعدام الأفق، وأبواب مخلّعة تدخل منها كل رياح الفتن في مجتمعات مفكّكة أخضعها القمع المتلطّي خلف أوهام ايديولوجية، ونهشها التهييج الطائفي والمذهبي، فقُتلت فيها كل المشاريع التنويرية وماتت الأحزاب فوق شعارات جوفاء. لكن هل كل ما يحدث بريء؟
تكسو المشهد السياسي في الجزائر حالة من الغموض، قبل أقل من شهرين من موعد الانتخابات الرئاسية، التي لا تسمح فيها حالة الشارع الملتهبة للمرشحين بالقيام بحملات انتخابية طبيعية والتواصل مع الناخبين بشكل فعال، وذلك في ظل إصرار السلطة على تجاهل المطالب الشعبية.