كانت كلمات رئيس الحكومة اللبنانية سعد الحريري كافية ووافية ومقتضبة. الأزمة السياسية "وصلت إلى طريق مسدود.. ولا بد من صدمة كبيرة".
كانت كلمات رئيس الحكومة اللبنانية سعد الحريري كافية ووافية ومقتضبة. الأزمة السياسية "وصلت إلى طريق مسدود.. ولا بد من صدمة كبيرة".
في حديث جانبي مع أحد نواب حزب الله خلال مجلس عزاء. قال:"قلت لسماحة السيد حسن نصرالله ممازحاً. يا سيد: الناس عنا عم تخلط بين الله وحزب الله". يريد بهذه العبارة القول: (إنّ الله على كل شيء قدير، أمّا حزب الله فمحدود القدرة، ولا يملك أن يُقدّم للناس كل ما يأملونه منه).
يطرح الحراك الشعبي في لبنان، في يومه الثاني عشر، الكثير من الأسئلة، خاصة مع تبلور ميزان قوى جديد يختلط فيه الشارع بالسياسة والأمن والإقتصاد، كما الداخل بالخارج. هذه محاولة جديدة لتفكيك الصورة.
يطرح الوضع الذي وصلنا إليه الكثير من الإشكاليات المتصلة بعلاقة الهبة الشعبية اللبنانية غير المسبوقة بالمقاومة.
يطرح الحراك اللبناني الحالي أسئلة كثيرة، خاصة وأن لبنان لطالما كان تاريخيا مجرد ساحة أو وظيفة أو دور.
خلال الأسبوع الحالي، أصدرت الحكومة السعودية بياناً هنأت فيه الامبراطور الياباني الجديد على توليه العرش، وثانٍ أدانت فيه تفجير شاحنة في أفغانستان، وثالث حول محادثات مع البرازيل بشأن حقوق الملكية الفكرية... فيما غاب أيّ موقف منها حول ما يجري في بلد (لبنان) تمارس فيه المملكة نفوذاً منذ عقود، وحيث تحولت الاحتجاجات ضد الطبقة السياسية إلى ثورة أخرى في الشرق الأوسط.
خرج رئيس الحكومة اللبنانية سعد الحريري، من إجتماعه بالرئيس اللبناني ميشال عون، اليوم الجمعة، بإنطباعين متناقضين، أولهما، أن لا خوف على الأمن والإستقرار، وثانيهما، أن الأزمة السياسية مقيمة حتى إشعار آخر.
أعفى حزب الله جمهوره من كل ميادين وساحات الحراك الشعبي.. ما لم يدركه خطاب الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله أن ثقة الشارع اللبناني بالطبقة السياسية في لبنان معدومة، لذلك، تبدو إستعادتها مهمة شاقة وطويلة وبحاجة إلى صدمات متتالية وليس إلى مسكنات. أقله هذا ما يشي به حراك الشارع منذ ثمانية أيام حتى الآن، والمنتظر أن يتسع أكثر فأكثر في الساعات المقبلة، حسب تقديرات مجموعات الحراك.
إنقضى الأسبوع الأول على اكبر انتفاضة شعبية جامعة يشهدها لبنان منذ تأسيسه قبل مئة سنة.
لقد فتننا لبنان دائما، وحيّرنا بقوّته وهشاشته في آن، وظللنا مشدودين لمتابعة أحواله، حتّى في أشدّ أوقاته عبثا.