لمناسبة مرور عدة أسابيع على إنطلاقة الحراك وإستقالة حكومة سعد الحريري، كتب الخبير المالي والإقتصادي الدكتور غازي وزني مقالة لموقع ومجلة 180، بعنوان "إما إنقاذ لبنان أو إنهياره". نعيد نشره اليوم، لمناسبة تسمية وزني وزيراً للمالية في حكومة حسان دياب.
لمناسبة مرور عدة أسابيع على إنطلاقة الحراك وإستقالة حكومة سعد الحريري، كتب الخبير المالي والإقتصادي الدكتور غازي وزني مقالة لموقع ومجلة 180، بعنوان "إما إنقاذ لبنان أو إنهياره". نعيد نشره اليوم، لمناسبة تسمية وزني وزيراً للمالية في حكومة حسان دياب.
لا يستطيع أحد في لبنان أن ينزع عن الحراك الشعبي الذي بدأ شهره الرابع، طابعه الإجتماعي المحق. غير أن هذا الإقرار بالمشروعية، لا يجعل بعض المؤسسات، وتحديداً الأمنية، تغمض عيونها، لا سيما وأن تجارب بلدان أخرى، مثل لبنان، أبرزت إمكان دخول قوى ومجموعات على خط هكذا أنواع من الحراك، بعضها مشروع في السياسة، وبعضها الآخر، "يستبطن عناوين أمنية تمس الأمن القومي لهذا البلد أو ذاك"؟
إذا إفترضنا حسن النية، يمكن القول إن سلوك فريق الأكثرية النيابية الحالية (8 آذار/مارس) ينم عن خلل كبير في الإدارة السياسية. تأليف حكومة اللون الواحد يفسح في المجال أمام إستنتاج أن هؤلاء ليسوا عبارة عن "بيت بمنازل كثيرة"، بل منازل بحسابات متعددة، والأخطر أن لا ثقة بين كل هذه المكونات، برغم ما يوحي به ظاهر الأمور. هل هناك من تفسير آخر؟
هذه محاولة لطرح أفكار قد تعيد تزخيم الانتفاضة الشعبية في لبنان، على عتبة المائة يوم.
لم يعد بالإمكان الحديث عن وسائل التواصل الاجتماعي بوصفها أدوات تواصل أو تفاعل فقط. نحن أمام ظاهرة ستتمحور حولها في السنوات القادمة الكثير من الدراسات والبحوث. لا بل أننا أمام ثورة حقيقية، يمكن اعتمادها كمعيار للتحديد الزمنى للتّحوّلات الاجتماعية، كأن يقال: ما قبلها شيء، وما بعدها شيءٌ آخر. تماما كما هو الحال مع الثورتين الصناعية والتكنولوجية. عليه، فإن مقاربة أي حدث عام مستجد، بغير لحاظ دور هذه الوسائل إما في تسبُّبه أو في التطورات اللاحقة به، تبقى مقاربة ناقصة مختزلة، يضيع معها التشخيص الدقيق، ويغرق معها الاستشراف والتحليل في ضبابية معينة.
الأرقام الإقتصادية والإجتماعية والمالية ومعها الحكايات المتداولة والوقائع المعيوشة، تشي أننا أمام مرحلة جديدة من الإنتفاضة. الخشية، كل الخشية، ألا يبقى للناس إلا العنف.
"كيف نختَار قادتَنا. نصيحة ميكافيلي للمواطنين". هذا عنوان كتاب ألّفهُ الإيطالي ماوريتسيو فيرولي، وفيه يقدم سيرة مغايرة لصاحب كتاب "الأمير"، المنظر السياسي الإيطالي نيكولو ميكافيلي.
لو قارنا مواقف وكيل وزارة الخارجية الاميركية للشؤون السياسية ديفيد هيل خلال جولته على رؤساء الجمهورية ميشال عون والمجلس النيابي نبيه بري ومجلس الوزراء المستقيل سعد الحريري، لوجدنا أنه إستخدم العبارات ذاتها والمحتوى ذاته وربما الترتيب نفسه.
لا يمكن لأي متتبع للحراك الا ان يلاحظ انه غير قادر على التوافق بين اطرافه على واحدة من عدة اوراق عمل قابلة للتطبيق يفاوض عليها على طريقة خذ وطالب، متجاهلاً أن مضيه في طلب امتثال "الفاسدين" للمطالب المتناقضة التي تهتف بها حناجر اطرافه، لن ينتج سوى الانهيار. فإذا كان بعض من الحراك قد بات جزءاً عضوياً من قوى سياسية ذات اجندات خاصة، فإن اهل الحراك "الاصليين" ينتمون الى مراوح متنوعة تصل في تفاوتها بين مختلف فئات اليمين (بعض منها لا يخجل بعلاقة تبعية مع "الغرب" ويطالب بالخصخصة لكل مرافق الدولة).. وبين مختلف فئات اليسار (وبعضها ما زال غارقاً في دهاليز النظريات القديمة العصية على التطبيق، ويطالب بتأميم كل مرافق القطاع الخاص، بما فيها المصارف التجارية).
أما وأن حسان دياب قد كُلّف بتشكيل الحكومة اللبنانية الجديدة، فإن سؤال التأليف المؤجل على الأرجح، هو الأساس، ربطاً بمعطيات الداخل والخارج، المتشابكة والمعقدة.. والمتدحرجة.