
مضى عام كامل على حرب أوكرانيا وأظن أننا ما نزال بعيدين عن نهاياتها. أسميها حرب أوكرانيا لاعتقادي أنه لم يكن هناك موقع آخر غير أوكرانيا يصلح لأداء الفصل الأول من فصول مهمة بعينها.
مضى عام كامل على حرب أوكرانيا وأظن أننا ما نزال بعيدين عن نهاياتها. أسميها حرب أوكرانيا لاعتقادي أنه لم يكن هناك موقع آخر غير أوكرانيا يصلح لأداء الفصل الأول من فصول مهمة بعينها.
قبل ثلاثين عاماً يوم كانت واشنطن تُصنّع السياسات وتُصنّع أنظمة إقليمية حول العالم، صاغت إدارة الرئيس الأمريكي الأسبق جورج بوش الأب أحد أهم السياسات في تاريخ العلاقات الدولية، وهي سياسة "الإحتواء المزدوج" لصاحبها ريتشارد هاس، مدير السياسات ورئيس مجلس العلاقات الخارجية ومؤلف كتاب "عالم في حالة من الفوضى: السياسة الخارجية الأمريكية وأزمة النظام القديم".
إنها نهاية حقبةٍ تاريخيةٍ عاشتها أسواق الطاقة الأوروبية. حقبة دامت 23 عاماً وانتهت بفعل الحرب الروسية - الأوكرانية التي فضحت مكامن الخلل في سياسة الطاقة الأوروبية.
لا يقل الإهتزاز الذي أحدثه ظهور المنطاد الصيني في سماء الولايات المتحدة، في العلاقات الأميركية-الصينية عن الأضرار التي ترتبت على زيارة رئيسة مجلس النواب الأميركي السابقة نانسي بيلوسي إلى تايوان في آب /أغسطس من العام الماضي.
مع مرور سنة كاملة على إندلاع الحرب الروسية الأوكرانية، ما تزال نتيجة هذه الحرب "العُظمى" أسيرة المزيد من التكهنات، ما يجعل الصراع الناشب عصياً على منطق الحروب عبر التاريخ.
تشير معظم التوقعات إلى أن السنة الثانية من الحرب الأوكرانية ستكون أكثر عنفاً وتدميراً من سابقتها. الأسلحة الغربية الجديدة التي تتدفق على كييف، هي من مقدمات التصعيد الميداني المنتظر. وفي المقابل، تتهيأ روسيا لهجوم واسع بعد إعادة تجميع قواتها ورفدها بمئات الآلاف من جنود التعبئة الجزئية، معطوفة على سلسلة تغييرات في القيادة الميدانية للحرب.
اعتاد اللبنانيون التعلق بحبال الهواء وطرق أبواب الأمل المجهولة، لعلها تُفضي إلى حلول لأزماتهم التي تدنو إلى قعر لا قعر له. هكذا عوّدتهم الطبقة السياسية على مر العقود، بهروبها من تحمل مسؤولياتها ورهن الاستحقاقات الوطنية بالمشيئة الخارجية.
أنتوني بلينكن في القاهرة يتحدث مع المصريين عن ضرورة إقناع الفلسطينيين بالتوقف عن أي أعمال عسكرية ضد إسرائيل حتى في حال استمر الإسرائيليون في قتل الفلسطينيين. المصريون من جانبهم يتمنون على أمريكا أن توقف إسرائيل عن قتل الفلسطينيين وتوفير الحرج عليهم وغيرهم من العرب.
في تشرين الثاني/نوفمبر 1956، قام مدير وكالة الأنباء المجرية، قبل وقت قصير من تدمير مكتبه بقذائف مدفعية، بإرسال تلكس موجه للعالم أجمع يحمل رسالة يائسة يعلن فيها عن بدء الهجوم الروسي على بودابست. خُتمت الرسالة بهذه الكلمات: “نحن سنموت من أجل المجر ومن أجل أوروبا”.
إذا كان ما تريده إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن في الشرق الأوسط غير معروف، فإن ما لا تريده هو الأكثر وضوحاً. في هذا السياق، تضغط واشنطن بقوة على إسرائيل لمنع إنفجار شامل في الأراضي الفلسطينية أو الذهاب إلى تصعيد في الإقليم، بينما تنشغل أميركا بكليتها في النزاع الأوكراني.