
فجّرت الحرب الأوكرانية الأحقاد الدفينة بين روسيا وأوكرانيا، وصولاً إلى تكريس طلاق سياسي وديني بعد أربعة قرون من التعايش القسري والأخوة الزائفة.
فجّرت الحرب الأوكرانية الأحقاد الدفينة بين روسيا وأوكرانيا، وصولاً إلى تكريس طلاق سياسي وديني بعد أربعة قرون من التعايش القسري والأخوة الزائفة.
كل عام جديد يحمل معه تحديات وأزمات العام الذى قبله. كان عام (2022) هو عام تقوض النظام الدولى، الذى نشأ عقب الحرب العالمية الثانية وطرأت عليه تحولات عميقة عند سقوط سور برلين وانفراد الولايات المتحدة بقيادة العالم. فى ذلك العام تَبَدَّى اضطراب غير مسبوق فى العلاقات الدولية وموازين القوى وحسابات الدول.
الآن، وقد بدأت الأقلام والألسنة في مداعبة الحلول "التوافقية" التي قد تنهي الحرب الروسية-الأوكرانية، فلنجتهد في محاولة تصور مشهد النهاية "المرحلية" لهذا الفصل من المواجهة الروسية-الغربية، بافتراض أن رغبة جميع الأطراف هي عدم التصعيد إلى مستويات خطيرة.
تحت طبقة الحفاوة التي أحيطت بها زيارة الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي لواشنطن وخطابه أمام الكونغرس، وازنت الولايات المتحدة بعناية، بين حدود الدعم العسكري والمالي المقدم إلى أوكرانيا، وحدود عدم الوصول إلى صدام مباشر بين روسيا وحلف شمال الأطلسي.
أدّت الحرب الأوكرانية إلى حالة استقطاب دولي، لم نشهد مثيلاً لها منذ الحرب العالمية الثانية، ما زاد من المسافة بين الشرق والغرب، ودفع إلى مزيد من التحولات المتسارعة، بما يمكن أن تمثله نتائج الحرب في أوكرانيا، والتي يمكن أن تدفع بها نحو تجاوز الحدود، خارج ساحة الصراع الحالية.
وقعت تطورات خلال الأسابيع القليلة الماضية تنذر بآثار لم تكن لتخطر أبعادها على بال صُنّاع السياسة قبل عقدين أو ثلاثة، أذكر هنا من هذه التطورات:
"الروس لا يتوقفون عن القتال. تدلنا آلاف السنين من التاريخ على أن الروس قادرون على الاستمرار في القتال، في ظروف ربما لن تحتملها أقوام أخرى”.
كما كان متوقعاً، إختارت مجلة "التايم" الأميركية الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلنسكي و"الروح الأوكرانية" شخصية العام 2022. هذا التقليد تتبعه هذه المجلة منذ العام 1927، وكان يُسمى حينذاك بـ"رجل العام"، وكان من بين من إختارتهم دكتاتور المانيا أدولف هتلر في العام 1938.
يطرح رئيس شعبة الإستخبارات العسكرية الإسرائيلية (أمان) سابقاً الجنرال عاموس يادلين في مقالة مطولة نشرها موقع "N12" التحديات الإستراتيجية التي تواجه العلاقة الأميركية ـ الإسرائيلية مع تشكيل حكومة بنيامين نتنياهو السادسة وهي: إيران، أوكرانيا، الصين، والقضية الفلسطينية، ويُرفق التوصيف بتوصيات محددة. في ما يلي أبرز ما تضمنته مقالة يادلين:
في عالم يعج بالتحولات الإستراتيجية، لم تبقَ اليابان بعيدة عن مواكبتها بتغيير في عقيدتها الدفاعية والتحلل من قيود الحرب العالمية الثانية شأنها شأن ألمانيا. والمفارقة أن هذا التطور تدفع إليه الولايات المتحدة التي تحتاج إلى طوكيو وبرلين، كحليفين أساسيين لإحتواء الصعود الصيني ومنع روسيا من إستعادة نفوذها.