بدأ العد العكسي لسقوط حكومة حسان دياب، إلا إذا أمكن تجميد سعر صرف الدولار الأميركي عند آخر سعر لصرفه في الأسواق اللبنانية، وهذا الأمر يتطلب معجزة، فيما الزمن ليس زمن معجزات!
بدأ العد العكسي لسقوط حكومة حسان دياب، إلا إذا أمكن تجميد سعر صرف الدولار الأميركي عند آخر سعر لصرفه في الأسواق اللبنانية، وهذا الأمر يتطلب معجزة، فيما الزمن ليس زمن معجزات!
عندما أقرت حكومة حسان دياب في جلستها الأخيرة، فرض ضريبة الخمسة آلاف ليرة لبنانية على كل صفيحة مازوت، ترك أحد الوزراء مقعده، وإقترب من دياب هامساً في أذنه عبارة دالة: "دولة الرئيس 20 سنتاً طيّروا حكومة سعد الحريري. خمسة آلاف ليرة بيحرقو البلد". رنّت العبارة في أذن دياب، فإقترح على الحكومة أن تبحث في جلسة لاحقة كيفية تنفيذ القرار!
حتماً لا تكفي الحجج التي ساقها سليمان فرنجية في إطلالاته لإسقاط العهد. لكنها حتماً تكفي وتزيد لإعلان أن المعركة على رئاسة الجمهورية قد بدأت قبل أوانها. ما فعله فرنجية انما كان يستكمل آخر حلقات المعركة. أما البداية، فقد افتتحها جبران باسيل. فما أن وصل العماد ميشال عون إلى سدة الرئاسة، حتى راح الصهر يشق مساره إلى وراثة ثانية تروم سدة الرئاسة الأولى هذه المرة.
يقول الشاعر العربي الكبير نزار قباني: "ما دخل اليهود من حدودنا وانما.. تسربوا كالنمل من عيوبنا". هذه نماذج من الأواني المستطرقة للفساد والإسئثار من بيروت إلى بغداد.
لطالما كان الكاتب العربي الكبير محمد حسنين هيكل يدعو إلى تفادي التصادم المباشر مع الاميركيين وأن يحاول العرب قدر المستطاع المناورة والمراوغة لتقليل تأثيرهم وتجنب اعطائهم فرصة الانقضاض، والا فهو الانتحار. المرحلة التي تمر بها منطقتنا، ليست حراجتها من صنع الاميركيين وحدهم، بل هي نتاج سياسات سياسية وإقتصادية وإجتماعية، أدت إلى تصدعات صار بمقدور الخارج أن يتسلل منها، سواء بعنوان صندوق النقد أو غيره من المسميات.. وما أكثرها.
لا معنى سياسياً حقيقياً لما أسمى "اللقاء الوطني المالي" في بعبدا، أبعد من الحضور غير المفاجىء لرئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع. لماذا؟
لا تهدأ ماكينة التيار الوطني الحر. يريدها جبران باسيل على صورته. تعدد الجبهات والملفات. ورشة تنظيمية داخلية لا تتوقف. مواجهة كورونا. ملفات حكومة حسان دياب. الملفات الخارجية، ولا سيما الإغتراب اللبناني. العلاقات مع الحلفاء والأصدقاء. إنشغال بصياغة خطة مواجهة دفاعاً عن العهد وحكومته.
دبّ الهلع في قلوب بعض مؤيدي القيادة السورية من أن تكون روسيا قد غيّرت موقفها وتخلّت عن دورها الداعم لسوريا. هؤلاء أنفسهم غالوا كثيرا في الحديث سابقا عن وقوف الرئيس فلاديمير بوتين الى جانب الرئيس بشار الأسد ومحور بيروت ـ طهران. أما معارضو هذه القيادة و"المحور"، فقد بدأوا بتوزيع الحلوى مكرّرين خطأ تحليلاتهم السابقة بأن موسكو قرّرت التخلي عن الأسد وان سقوطه بات وشيكاً. في الحالتين، تبدو قراءة الاستراتيجية "البوتينية" قاصرة عن فهم ما يفّكر به فعلاً سيد الكرملين، عشية استقباله غداً (الخميس) نظيره التركي رجب طيب أردوغان.
كاد خطاب الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله أن يكون خطاباً عادياً جداً، في مناسبة مرور أربعين يوماً على إغتيال قائد فيلق القدس الجنرال قاسم سليماني ونائب رئيس الحشد الشعبي العراقي أبو مهدي المهندس، والذكرى السنوية لعدد من قادة الحزب وأبرزهم عماد مغنية وعباس الموسوي وراغب حرب، لولا البعد المحلي الذي إحتل حيزاً هاماً في نهاية الخطاب.
نجحت ماكينة تيار المستقبل الإعلامية في الترويج لخطاب سعد الحريري في الذكرى الـ 15 لإستشهاد رئيس الوزراء اللبناني السابق رفيق الحريري. قالت إنه سيكون خطاباً "إستثنائياً" و"جديداً" و"ثورياً" و"تاريخياً"، و"سيسمي الأشياء بأسمائها"، و"لن يترك للصلح مطرحا مع أحد"، فإذا به خطاب عادي يحتمي بمناسبة سنوية يتيمة، بينما هناك شارع لا بل شوارع، في البيئة الحريرية، باتت تغرد في مكان آخر.