
إلى أين تأخذ "الترامبية السياسية" الولايات المتحدة؟ السؤال طرح نفسه بإلحاح ظاهر فى الانتخابات النصفية الأمريكية.
إلى أين تأخذ "الترامبية السياسية" الولايات المتحدة؟ السؤال طرح نفسه بإلحاح ظاهر فى الانتخابات النصفية الأمريكية.
الحقيقة المؤكدة في الولايات المتحدة الأميركية هي أن البلاد مقسومة عامودياً بين الديموقراطيين والجمهوريين، ومن لا يرى ذلك فهو بالتأكيد إما مصاب بالعمى السياسي أو لا يفقه السياسة الأميركية.
يعتقد الكثير من الخبراء أن العلاقات الاستراتيجية القائمة منذ ثمانية عقود بين السعودية والولايات المتحدة الأمريكية تتعرض لاختبار عنيف، قد يهز ثوابت العلاقة الخاصة الممتدة والتى صمدت أمام عواصف كبيرة منها أزمة حرب أكتوبر/تشرين 1973، وأزمة 11 سبتمبر/أيلول 2001، وأزمة مقتل الكاتب الصحفى جمال خاشقجى 2018.
مع اقتراب موعد انتخابات التجديد النصفي للكونغرس الأميركي، يبدو أن ولي العهد السعودي محمد بن سلمان قد صعّد هجومه على الديموقراطيين، ويندرج قرار تخفيض إنتاج النفط عبر "أوبك بلاس" في خانة أبرز الإشارات والمؤشرات بهذا الإتجاه.
يستعصي التنبؤ بمستقبل العلاقات بين أمريكا والسعودية، ولا شك أنّ ما فعله مؤخراً ولي العهد محمد بن سلمان، المتمرّد أو الأمير الأحمر، يداعب مخيّلتنا كقوميين يحلمون بأن تقوم للعرب قائمة، ويصير لهم وزن في هذا العالم. ولكن بعيداً عن أمانينا السرابية، لا بدّ من السعي إلى فهم المتغيّرات التي غيّرت صورة العلاقة بين واشنطن والرياض.
يؤكد قرار تحالف "اوبك بلس" النفطي بخفض الإنتاج، في هذا التوقيت بالذات، ان زيارة الرئيس الاميركي جو بايدن للسعودية في منتصف شهر تموز/يوليو الماضي لم تنجح في إعادة الدفء للعلاقات "الاستراتيجية" السعودية ـ الاميركية، بل جعلتها أكثر "برودة"، في هذا الزمن الطاقوي الصعب، دولياً.
مع دخول الحرب الروسية على أوكرانيا شهرها الثامن دون ظهور أى بوادر على إيقافها فى المستقبل القريب، يزداد قلق الشعب الأمريكى من خطر تورط بلاده فى حرب لا يرى أنها تخدم مصالحه المباشرة.
عند ظهور دونالد ترامب على مسرح السياسة الأمريكية عام 2015 مرشحا للرئاسة، هاجمته نخبة المراكز البحثية الجمهورية المحافظة فى واشنطن وخارجها. اصطف خبراء وباحثو تلك المراكز أمثال "مؤسسة هيريتيج"، "معهد أمريكان إنتربرايز"، "معهد هادسون"، "معهد هووفر" وراء المرشحين التقليديين أمثال السيناتور تيد كروز أو حاكم ولاية فلوريدا السابق جيب بوش. وشارك الكثير من هؤلاء الخبراء فى التوقيع على عرائض تؤكد أن المرشح ترامب لا يملك مقومات أساسية ليصبح رئيسا وقائدا أعلى للقوات المسلحة الأمريكية.
«لا أحد فوق القانون»، تتكرر هذه العبارة فى الولايات المتحدة دائما عند توافر شكوك فى ارتكاب أحد كبار المسئولين أو أفراد عائلاتهم مخالفات أو جرائم يحاسب عليها القانون.
جرت انتخابات 2020 الرئاسية بين رجلين فى السبعينيات من العمر، أحدهما الرئيس السابق دونالد ترامب (يبلغ اليوم 76 عاما) والآخر الرئيس الحالى جو بايدن (يبلغ 80 عاما بعد شهرين)، ويبدو أن انتخابات 2024 ستجرى بينهما إلا إذا توفى أحدهما أو كلاهما، وهكذا وكأن أمريكا والعالم لا ينقصهما إلا تكرار مشاهد انتخابات 2020 مرة أخرى.