أُرهقت محاولات التحول إلى اللامركزية عبر تاريخ سوريا بإرث ثقيل من المخاوف والهواجس والتنميط السلبي الذي وصل حد الاتهام ومقاومة أي طرح دون التعمق في فهم اللامركزية، شكلاً ومضموناً وممارسة.
أُرهقت محاولات التحول إلى اللامركزية عبر تاريخ سوريا بإرث ثقيل من المخاوف والهواجس والتنميط السلبي الذي وصل حد الاتهام ومقاومة أي طرح دون التعمق في فهم اللامركزية، شكلاً ومضموناً وممارسة.
لم يظهر اسم سوريا بوصفها كياناً سياسياً/إدارياً حتى فترة التنظيمات العثمانيّة، وتحديداً عام 1865 حين بدّلت السلطنة العثمانية اسم "ولاية الشام"، إلى "ولاية سوريا".
عادة ما يحتفي السوريون بتنوعهم، وبـ«فسيفساء سوريا العظيمة»، من دون أن يخوضوا في تفاصيلها، لكأنها فسيفساء خطيرة! لا أحد يتحدث عن مكونات هذا التنوع، ولا أحد يجيب عن معنى الفسيفساء. هي فسيفساء خبيئة، خطيرة، وربما في ذهن بعضهم خبيثة!
بتاريخ 17 كانون الثاني/ يناير 2022 نشر موقع 180postبحثاً مُهمّاً للباحث الدكتور عقيل سعيد محفوض بعنوان "الفيدرالية حل أم مشكلة لسوريا" (*)، وهو برأينا يفتح الباب لمزيد من التعاطي الموضوعي والعلمي مع قضية غلب على المتعاطين معها، إيجاباً وسلباً، الجانب العاطفي.
ينظر السوريون، أو شريحة قد تكون كبيرة منهم، إلى الفدرالية، كما لو أنها "شأن الآخرين" حيال بلدهم، وجزء من "منظور دولي" للتعاطي مع الحدث السوري؛ ومن غير الواضح إلى أي حد يقبلون-يرفضون الفكرة، ربما لانشغالهم عنها بأمور أكثر أولوية، تتمثل في تَدَبُّر الحرب، وتَدَبُّر سبل العيش.