
في زمن الحرائق والغرائق التي تعم العالم، تُهدّدنا الرأسمالية بالبربرية، أي العودة إلى ما قبل الحضارة في حال استحال استمرارها. ما إصرارها على استمرار ارتفاع الإتبعاثات الحرارية إلا تأكيداً لوجهة نظرها.
في زمن الحرائق والغرائق التي تعم العالم، تُهدّدنا الرأسمالية بالبربرية، أي العودة إلى ما قبل الحضارة في حال استحال استمرارها. ما إصرارها على استمرار ارتفاع الإتبعاثات الحرارية إلا تأكيداً لوجهة نظرها.
حاجات كثيرة قد تتوه عن الإنسان ومن أهمها التصالح مع الذات، بمعنى الانسجام بين ما يتبناه من خطوط فكرية تطبع شخصيته وبين مشاعره وسلوكياته اللحظوية، لكن يبقى الحوار البنّاء وحده، مهما اندرجت تحته موضوعات المعرفة من فلسفية ودينية وسياسية وغيرها، كفيل بأن يؤدي إلى الانفتاح الجدي على أصالة التراث الأخلاقي والروحي، بما يجعلنا نرتقي في دنيا كل لحظة فيها تتقلب على تغييرات في النظرة مع قضايا الحياة والتعامل معها، وإذا لم يتخل الإنسان عن أنانياته فمن الصعب تحقيق حوار جدي، فضلاً على أن يكون بناءً بينه وبين ذاته والعالم من حوله.
أثارت حوادث حرق المصحف الشريف ردود أفعال متعددة ومتباينة عربياً وإسلامياً ودولياً، وترجمت رسمياً في بعض الحالات باستدعاء سفراء أو قطع علاقات دبلوماسية أو طرد سفير هذا البلد وعدم استقبال آخر في بلد ثان؛ في الوقت الذي دافعت فيه دول غربية عن هذا الفعل من زاوية "حرية المعتقد والرأي"؛ في حين توقف علماء السياسة والعلاقات الدولية أمام هكذا ظاهرة لمحاولة الإجابة علی سؤال يتعلق بتأثير "الدين" على العلاقات الدولية؟ وهل يمكن قبول أو رفض هذ المفهوم، أم يجب ان يؤخذ في الاعتبار بعد عقود من إزاحة "الدين" عن الحياة السياسية؟
هل بدأت عدوى الحروب الدينية (الطائفية والمذهبية والإثنية) في إقليم المشرق المتوسطي، تلفح وجه الصهيونية وإسرائيل؟ وإذا كان الأمر كذلك، أي إذا كان هناك "وحدة مصير" (…) قيد العمل بين إسرائيل ودول المشرق، فلماذا يحدث ذلك، وما يعنيه هذا في سياق التطورات الانقلابية العالمية الراهنة؟
الدين العميق يسبر غور الإنسان ويصله بالله؛ الدين السياسي يبقى على السطح. يقيم علاقات أفقية. هو علاقة قمعية. التناقض الأساسي ليس بين الدين السياسي المعتدل والدين السياسي المتطرّف، بل هو بين الدين السياسي بجميع أطيافه وبين دين الناس، أي الدين التاريخي العميق. دينان مختلفان حول الله، التاريخ، الإنسان الآخر، التطور، الدولة، العمل السياسي، والحرية، حتى ليكادان يكونان دينين مختلفين.
أثناء تطبيقهم مهارة حلّ المشكلات، غالباً ما يسأل الأطفال أسئلة إشكاليّة مهمّة. مثل: "ما الفائدة من تعلّم هذه المهارة ونحن لا نحلّ ولا نربط؟ ولسنا أصحاب قرار؟ لا في أمورنا الشخصيّة البسيطة، ولا في مشكلات العالم المعقّدة". هل يسأل سياسيّو لبنان أنفسهم هكذا أسئلة، يا ترى؟ وماذا عن نوّابنا أبطال مسرحيّة "بيت عنيا" الهزليّة؟
على المجتمع أن يهتمّ بدراسة الأديان وألا يهملها. فهم الدين ودوره في عالمنا الحالي ليس من الكماليّات، بل من الضروريّات لكي يساعدنا ذلك في فهم المشاكل وإيجاد حلول لها، وبالتالي إضعاف تُجّار الدين واحتكارهم له.
أبدأ من حيث ستكون نهايتنا: الجحيم مستقبل البشرية. إنما لا بد من العودة إلى اليوتوبيات الفاحشة. عالم مُروَّض بأفكار وفلسفات وشعارات، وعالم يدب على جبهته، يتقدم إلى حتفه، والدليل الراهن، تنصيب الحروب في الأولويات..
الدين الذي أساسه الإيمان هو علاقة مع الله. علاقة بين الفرد والله. الدين الذي أساسه العقيدة والطقوس والممارسات هو علاقة بين البشر.
في كتابه الجديد، بعنوان “تأملات 2022 في الحرية والسياسة والدولة” لمؤلفه الفضل شلق (الدار العربية للعلوم ـ ناشرون؛ 2023)، يسرح الكاتب في حقل سياسي فكري مترامي الأطراف. يناقش قضايا الإمبريالية والحرية والإستبداد والدين والمعرفة، كما تشي عناوين هذه المقالة.