
طالما أن الحديث السياسي عن عام إنقضى صار من الماضي، فلنتحدث عن عام سيأتي. ماذا ينتظرنا في العام 2022؟
طالما أن الحديث السياسي عن عام إنقضى صار من الماضي، فلنتحدث عن عام سيأتي. ماذا ينتظرنا في العام 2022؟
تتجاوز المسألة إسم وزير أو قوله. هو سؤال لبنان وأصل وجوده. هو أمر برسم فرنسا التي تتشدق بحرية التعبير وحقوق الإنسان، ولكنها تُقرر فجأة أن تستجيب لطلب خليجي (سعودي تحديداً) بإقالة وزير ماروني.. فقط لأنه قال ما قاله عن حرب اليمن، أي ما تقوله فرنسا وعواصم غربية عديدة.
بينما كان ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان، يستقبل- مزهواً ومبتهجاً - قادة دول مجلس التعاون الخليجي في مطار الرياض، الثلائاء، ومن ثم يترأس القمة الخليجية الأهم، كان الإهتمام بغياب العاهل السعودي "يلوح في الأفق بشكل كبير"، بحسب مارتن تشولوف في تقرير نشرته صحيفة "الغارديان" البريطانية (*).
إذا كان الفراغ قاتلاً ويستدرج تلقائياً من يملأه، فإن براغماتية السياسة تفتح الباب أمام أولوية حفظ مصالح الدول، وبالتالي لا تستطيع أن تكون ملكياً أكثر من الملك نفسه.
سؤالان بقيا بلا إجابة عن حادثة مقتل الصحافي السعودي جمال خاشقجي في قنصلية بلاده في إسطنبول قبل ثلاث سنوات: من الذي أمر بقتله، وماذا حدث للجثة؟ في مقاله في موقع "ميدل إيست أي"(*) يعرض الكاتب البريطاني ديفيد هيرست كيف تلعب مصالح الحكومات دوراً في إبقاء هذين السؤالين في خانة الإجابات المحظور إعلانها، وتدفع بها لتكون ضمن غياهب النسيان.
يعتقد المفكر السياسي الأمريكي فرانسيس فوكوياما أن الإنسحاب الأمريكي من أفغانستان قد لا يُمثل نهاية العصر الأمريكي ولكن التحدي الذي يواجه المكانة العالمية للولايات المتحدة بشكل أكبر هو الإستقطاب السياسي في الداخل الأمريكي.
ما أن هدأ غضب الفرنسي جراء الإلغاء المفاجئ لصفقة الغواصات النووية الفرنسية لأستراليا، حتى بدأ إيمانويل ماكرون يستعيد ما تيسر له من قوة منحتها له التسوية مع الولايات المتحدة.. وها هي تباشيرها تطل مع "الصفقات" في كل من أبو ظبي وجدة.
كتب الباحث في "مركز القدس للشؤون العامة والسياسة" فريدي إيتان (دبلوماسي إسرائيلي سابق وأكاديمي وكاتب صحافي) مقالة تحليلية نشرها في موقع "مركز القدس" تناولت أبعاد زيارة الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون الأخيرة إلى الإمارات والسعودية. ماذا يقول في تحليله؟
في الجزء الثاني والأخير من هذا التحليل الشامل الذي نشره المؤرخ والأكاديمي الأميركي فالي نصر، في موقع "فورين أفيرز"، ثمة إستنتاج أن الولايات المتحدة إذا قررت فك إرتباطها بصراعات الشرق الأوسط وإذا إنهارت المفاوضات النووية بينها وبين إيران، فإن الأمر يُنذر بتوترات إقليمية سيكون إستقرار لبنان والعراق أول ضحاياها.
شعار إدارة جو بايدن للشرق الأوسط بسيط للغاية: "إنهاء كل الحروب الواقعة". فالبيت الأبيض منشغل بإدارة "التحدي الصيني"، ويسعى بالتالي إلى فك إرتباط أميركا بصراعات الشرق الأوسط، الأمر الذي يُنذر بفراغ ستملؤه الخصومات الطائفية، وهذا يعني أن المنطقة مقبلة على مزيد من العنف وعدم الإستقرار. هذا التقرير أعده فالي نصر، عميد جامعة هوبكنز الأميركية ونشره موقع "فورين أفيرز"(*) .