العقل Archives - 180Post

kant.jpg

يعتبر عددٌ من الفلاسفة والمفكّرين والمؤرّخين أنّ عمانوئيل كانط هو "أعظم فلاسفة العصر الحديث" على حدّ تعبير عبد الرّحمن بدوي.. وقد يذهب البعض منهم إلى أنّه أعظم الفلاسفة على الاطلاق. لماذا أودّ العودة إلى مناقشة أهميّة فلسفة كانط؟ ليس للتّكرار أبداً، وإنّما لإعادة التّشديد على أهميّة أن تقوم "ثورة كانطيّة أو شبه كانطيّة" ضمن ما نسميّه عادة بالعقل الاسلاميّ؛ وكذلك، لمحاولة تعميق ما يُمكن تسميته بالجسر المعرفيّ-المنهجيّ بين الطّروحات الكانطيّة - المعرفيّة تحديداً - وبين منهجيّة البحث ضمن العلوم الاسلاميّة أو الأبحاث الاسلاميّة/الدّينيّة الموضوع و/أو المعطيات.

one-1.jpg

ليس ذا نبوءة مادّيّة-تاريخيّة ماركسيّة أو ما شابه ذلك أبداً، ولا هو منظّرٌ إلحاديّ، ولا حتّى علمانيّ متطرّف، ولا من تلامذة البروفسور خزعل الماجديّ ونظراء هؤلاء العلماء المعاصرين (على سبيل المثال لا الحصر بالطّبع). بل هو سالكٌ "صوفيٌّ" (Mystique) كما يُقدّم نفسه، مغربيُّ الأصل، وعربيُّ الثّقافة بشكل أساسيّ، واسلاميّ البُعد الحضاريّ إلى حدّ ما.

one.jpg

قديماً تأمل اليونانيون الكون من حولهم فوجدوا كل ما فيه في حالة حركة، ففسّروا تلك الحركة بأنها سعي نحو الكمال. لذا، كان الإله عندهم هو الذي لا يتحرك، لأنه لا ينشد كمالاً خارجه. ولما كانت كل حركة تنشد الكمال، ولا كمال إلا لله، فغاية كل حركة اللحاق به.

IMG-20220101-WA0226.jpg

حاجات كثيرة قد تتوه عن الإنسان ومن أهمها التصالح مع الذات، بمعنى الانسجام بين ما يتبناه من خطوط فكرية تطبع شخصيته وبين مشاعره وسلوكياته اللحظوية، لكن يبقى الحوار البنّاء وحده، مهما اندرجت تحته موضوعات المعرفة من فلسفية ودينية وسياسية وغيرها، كفيل بأن يؤدي إلى الانفتاح الجدي على أصالة التراث الأخلاقي والروحي، بما يجعلنا نرتقي في دنيا كل لحظة فيها تتقلب على تغييرات في النظرة مع قضايا الحياة والتعامل معها، وإذا لم يتخل الإنسان عن أنانياته فمن الصعب تحقيق حوار جدي، فضلاً على أن يكون بناءً بينه وبين ذاته والعالم من حوله.

429b35a2db8cc50b01e4581cd9ac0825.jpg

الكلام عن الفكر الديني في الإسلام وانقسامه إلى اتّجاه يتبع الرأي والعقل وآخر يتبع المأثور والنقل هو من العموميّات التي يشوبها الكثير من العيوب، وينتج عنها سوء فهم كبير للفكر الإسلامي عامّة والأدوات التي استنبطها المفكّرون الكلاسيكيّون من أجل الوصول إلى النتائج التي أرادوها.