إذا كان لا بد من تسبيب مراوحة أزمة لبنان مكانها منذ أكثر من سنتين، فسيأتي المصرفيون على رأس قائمة المتسببين بإجهاض الحلول بلا منازع. فإذا بالبلد عالق في شرنقة مصالح كبيرة لفئة قليلة، ولا عزاء للملايين الآخرين.
إذا كان لا بد من تسبيب مراوحة أزمة لبنان مكانها منذ أكثر من سنتين، فسيأتي المصرفيون على رأس قائمة المتسببين بإجهاض الحلول بلا منازع. فإذا بالبلد عالق في شرنقة مصالح كبيرة لفئة قليلة، ولا عزاء للملايين الآخرين.
يسلط الخبير الإقتصادي المغربي فؤاد عبدالمومني الضوء على تفاقم الأزمة الإجتماعية في المغرب، في تقرير نشره موقع "أوريان 21" باللغتين الفرنسية والعربية (ترجمة الزميل حميد العربي من أسرة الموقع نفسه)، وهذا ما تضمنه:
لبنان بلد الأزمات المتراكمة، وما من أزمة حلت بهذا الوطن، إلا وسكنت فيه ولأجل غير محدد، من دون الحاجة الى إذن مسبق أو إلى تأشيرة من دوائر الهجرة والجوازات، ولما لا لطالما أبواب لبنان مشرعة دائماً لاستقبال الأزمات على أنواعها، فالأزمة التي تدخل الى لبنان يمكنها السكن والاستقرار وحتى التملك فيه، إلى ما شاء صُناعها.
مئة إصابة بإطلاق النار إحتفالاً بالسنة الجديدة في العراق المخضب بكل الدماء. مئة مليون دولار تقدير كلفة إطلاق النار، للمناسبة نفسها، في لبنان الغارق في الإفلاس.
درجت أقلام ومحابر وحناجر مستشارين، محسوبة على بعض أهل السياسة في لبنان، على اتهام الشعب اللبناني بالفساد، وراحت هذه الأصوات المكتوبة او المنطوقة، تكيل أسباب الإنهيارات الأخلاقية والسياسية والإقتصادية إلى عامة اللبنانيين، بإعتبارهم مقيمين على ثقافة الفساد بأشكالها كافة، الأمر الذي أدى إلى وقوعهم في حفائر حفروها، فوقعوا في التهلكة العظيمة: فقرا وعوزا ومذلة.
يجري الحديث عن امكان لجوء مصرف لبنان الى طباعة ورقة نقدية جديدة من فئة 500 ألف ليرة، تساوي بأسعار اليوم في السوق الموازية 25 دولاراً أميركياً فقط. قد ينفي مصرف لبنان ذلك، لكن المسار الحتمي هو بهذا الاتجاه، شئنا أم أبينا، كما حصل في زيمبابوي، على سبيل المثال لا الحصر.
إن استقراء الواقع اللبناني يفيد بتحقّق مجموعة مرتكزات أو لنقل "وقائع دامغة وحقائق" بات النظر فيها وتمحيصها والتدقيق فيها ضرورة لكل باحث ومهتم بالشأن اللبناني وبالإسهام في تعديله. هذه المرتكزات أشبه بأرضية حاكمة لأي مقاربة تحسينية مفترضة للواقع اللبناني الصعب، ويمكن تقسيمها إلى مستويين، عامة ومباشرة آنية.
هل لا يزال لبنان حيَّاً؟ يبدو كأنه ميت يسير على قدميه. إنه يشبه المستحيل. أمامه نهاية الطريق. يتيمٌ تخلى عنه الجميع. لِمَ لا؟ إنه متعبٌ ومرهقٌ وحزينٌ، يثير الشفقة والغضب معاً. يسير منحنياً إلى كارثته!
علينا أن نختار، إما نكون بشراً، او نعاجاً. القضاء نعجة لبنان المثالية. يطيع ولا يُطاع. ليس امامه إلا الافلاس. المشاهد الاخيرة لمهزلة العدالة وخراب القضاء، كانت مهينة. دلَّت بوضوح فاجر. أن الطغمة الحاكمة من زمان، تصر على أن "الامر لي". لقد أجهز القضاء على نفسه علناً. انه لأمر معيب ولا يمكن له بعد الآن إخفاء عوراته.
بعد أسابيع قليلة من السكون، عاد موضوع مكتب رئيس الوزراء السوداني عبدالله حمدوك إلى الأضواء بعد تداول أخبار الاستقالة المفاجئة للموظفة الأممية السابقة رانيا حضرة من وظيفتها برفقة موظفة أخرى.