عنوان هذه المقالة لا يأتي من فراغ. الوقائع السياسية تتزاحم. الهواجس كثيرة والتوقيت دقيق وحساس.
عنوان هذه المقالة لا يأتي من فراغ. الوقائع السياسية تتزاحم. الهواجس كثيرة والتوقيت دقيق وحساس.
مرت إحتفالية الطائف في لبنان بهدوء. ما كان مرسوماً لها سعودياً أنجز بنسبة كبيرة، بإستثناء الثغرة التي تسبب بها غياب الرئيس حسين الحسيني، بسبب أوضاع صحية مُدعاة، لكن قرار السعودية المفاجىء بـ"الإحتفال" بإتفاق الطائف لمناسبة عامه الثالث والثلاثين، في قصر الأونيسكو يستوجب مراجعة ولو أنها سريعة.
كيف تبدو صورة المشهد الرئاسي اللبناني من زاوية المنظار الفرنسي ـ الأوروبي ـ الفاتيكاني المتابع للمستجدات الداخلية والمواكب للمتغيرات الدولية والإقليمية؟
أربعون عاماً على ذكرى مجزرة صبرا وشاتيلا الأليمة. الأليمة مرتين: مرة بسبب فظاعة القتل، ومرة ثانية بسبب غياب أي نوع من أنواع العدالة لأرواح هؤلاء الضحايا الأبرياء العُزل، برغم مرور أربعة عقود على المذبحة.
تميزت الحقبة اللبنانية الممتدة منذ مطلع ثمانينيات القرن الماضي حتى يومنا هذا بأحداث كبرى، تخللتها عهود وحروب وإجتياحات وتبدل وصايات.. أين يتموضع "بني معروف" وأين موقعهم في "لعبة الأمم" وما هي الأولويات الجنبلاطية اليوم؟
أن يقول وليد جنبلاط ما قاله، فهو حتماً قد فاجأ كثيرين، لبنانياً وربما خارجياً. حزب الله وحده لم يُفاجأ أبداً. هذا الكلام كان قد سمعه من جنبلاط شخصياً قبل الإنتخابات النيابية وبعدها.. لا بل أكثر من ذلك، تفهم حاجته إلى رفع سقف خطابه غب الموسم الإنتخابي!
في كل تعبير لحزب الله عن إبراز قوة الردع في مواجهة إسرائيل – العدو للبنان تذكيراً لمن سها ذلك عن باله، تتصاعد أصوات مرجعيات دينية وقوى سياسية في البيئة المسيحية اللبنانية في طليعتها البطريرك الماروني، القوات اللبنانية والكتائب اللبنانية، معترِضة ومندِّدة ومشكِّكة. الأحرى متبرّمة من فائض قوة حزبٍ إسلامي إيديولوجي وعقائدي يختلف عنها شديد الإختلاف.
أُجريت الانتخابات النيابية اللبنانية فى العام 2022 تحت وطأة أزمة اقتصادية طاحنة وصفها البعض بأنها: إفلاس غير معلن للدولة. وبعد تراكم فى الأحداث، بداية من ثورةٍ هزت النظام السياسى وإن لم تسقطه، إلى أزمة صحية عالمية طاحنة أثَرت فى المداخيل الإنتاجية المحدودة أصلا، وضربت قطاع السياحة أحد مصادر الدخل، وتزامن ذلك مع انفجار مرفأ بيروت بكل ما خلَفه من دمار طال البشر والحجر.
يجري همس لبناني كثير حول تسوية كبرى في طريقها الى لبنان، بتفويض أميركي وبرعاية فرنسية ـ سعودية ـ ايرانية. يطرح ذلك سؤال من سيحجز لنفسه مقعدا على طاولة التسوية من زعماء الطوائف اللبنانية وماهية جدول الأعمال.
من الآن وحتى ليل 31 تشرين الأول/أكتوبر المقبل، موعد خروج الرئيس ميشال عون من قصر بعبدا، خمسة أشهر يستحيل تصوّر ما يمكن أن تشهده من أحداث.