
لقبُ "الجسر" ينطبق تماما على المرشّح الأوفر حظا لتولي رئاسة الحكومة سمير الخطيب بعد الاستشارات النيابية التي حدّد موعدها الإثنين المقبل، في حال حظي بدعم رئيس الحكومة المستقيل سعد الحريري للعبور من مرحلة التكليف الى التأليف. لماذا؟
لقبُ "الجسر" ينطبق تماما على المرشّح الأوفر حظا لتولي رئاسة الحكومة سمير الخطيب بعد الاستشارات النيابية التي حدّد موعدها الإثنين المقبل، في حال حظي بدعم رئيس الحكومة المستقيل سعد الحريري للعبور من مرحلة التكليف الى التأليف. لماذا؟
لم يتأخر "الشارع المسيحي" في الانخراط المباشر في حركة الاحتجاج غير المسبوقة ضد الطبقة السياسية الحاكمة في لبنان. خرجت الجموع في أكثر من منطقة على امتداد ما كان يعرف في زمن الحرب الأهلية بـ"المنطقة الشرقية"، رافعة مطالب اقتصادية – اجتماعية جامعة. مع ذلك، لا يمكن انكار المحاذير التي يمكن أن تفرزها مرحلة ما بعد استقالة حكومة سعد الحريري، على النحو الذي يبدد وحدة المطالب بين الساحات، لصالح رهانات وإشتباكات سياسية يغلب عليها الطابع الرئاسي، بدليل ما حصل في أكثر من ساحة وآخرها في بكفيا.
غالى أهل الانتفاضة الشعبية اللبنانية في وصف ما قاموا به على مدى أسبوعين بـ"الثورة"، وغالى الخائفون مما يجري في وصفه بـ"الانقلاب" أو "المؤامرة"، وها هو لبنان يستعيد شيئا فشيئا مبارزة الشارع، قبيل الاتفاق على شكل ومضمون التسوية السياسية المقبلة.
إنتهت التسوية الرئاسية. لن يكون سعد الحريري رئيسا للحكومة طوال عهد الرئيس اللبناني ميشال عون. مَنْ قلب المعادلة هو الحريري صاحب المصلحة في إستمرارها، فرئيس الجمهورية لا يتزحزح من مقعده طوال ست سنوات، أما رئيس الحكومة، فقد يكون عمر حكومته يوما واحدا أو بضع سنوات.
يراقب العالم ما يجري في لبنان ليقرر في أي إتجاه يسير، تماما كما حصل في ثورات عربية أخرى، حتى ولو أن المؤشرات جميعا حتى الآن تؤكد دعم بقاء الرئيس سعد الحريري على رأس الحكومة، دون إستبعاد تعديل وزاري أو الانتقال الى حكومة تكنوقراط.