
حتى الآن، لم تقدّم قوى الإعتراض اللبناني، نموذجاً في التفكير والأداء، يلامس لا الأزمات الكبرى ولا لحظة التغيير التاريخية ولا البدائل المطلوبة. أين مكمن الأزمة وهل الفرصة متاحة؟
حتى الآن، لم تقدّم قوى الإعتراض اللبناني، نموذجاً في التفكير والأداء، يلامس لا الأزمات الكبرى ولا لحظة التغيير التاريخية ولا البدائل المطلوبة. أين مكمن الأزمة وهل الفرصة متاحة؟
قريباً، يرتكب لبنان فعلاً مزمناً: انتخابات في بلد تتحكم فيه دكتاتورية الطوائف. هي استنساخ مفضوح لعملية تجديد القديم فقط. لا علاقة البتة بين الانتخاب والديموقراطية؛ فالديموقراطية لا تتعايش مع الطائفية والطائفيين. أما من سيرتكبون قريباً عملية الاقتراع، بعناوين التغيير والتجديد وتحرير لبنان من "الطغمة" و.. و.. فسيعودون بخفي حنين.
طبقةُ السّلطةِ الظّالمة والمُفسدة لا تتعب من الاصطناع، اصطناعِ الواقع والحقيقة، منذ القدَم وفي كلّ الثّقافات. إنّه من وسائل استكبارها وطغيانها المفضّلة.
التغيير حاصلٌ لا محالة في لبنان في العام 2022. هل هذا واقعٌ موضوعي، أم هو تجريدٌ لواقع موضوعيّ معيّن، أم هو تجريدٌ (Abstraction) "لواقع بلا أصل وبلا واقع" واقعٍ فوق-واقعي (A hyperreal)، على حدّ تعبير عالم الاجتماع والفيلسوف جان بودريلارد؟ هل تسبق تلك "الخريطة" المشتهاة الواقعَ-الإقليمَ اللّبناني، بل وتُنشئه؟ أو على الأقل، هل هناك من يريد لها ذلك؟
هي جريمة العصر، لكن لا تستطيع هذه الحكومة، أو أي حكومة أخرى، أن تتعاطى مع انفجار 4 آب/أغسطس على أنه جريمة، سواء كانت حاصلة عن إهمال مقصود أو غير مقصود، وسواء كانت متعمدة أم لا.
تعكس وسائل التواصل الاجتماعي، وأبرزها تويتر، الثقافة السائدة، ومن أهم الأمور التي تسترعي الانتباه، وجود تيارات متضاربة بين اللبنانيين في كل حدث محلي، وهذه التيارات لا تقتصر على النقاش، بل تشمل الإهانات والشتائم السلبية والتهديدات وغيرها من المظاهر التي تشير إلى وجود نزعة متعصبة بين الفئات المختلفة، سياسياً ودينياً.
وأنا أهم بمغادرة بيروت بعد قضاء فترة إجازة قصيرة فيها، إستذكرت حديثي مع أخي المقيم في كندا عن الهجرة وضياع الهوية.
أي حياة نحيا؟ ماضينا ركام وذكريات صامتة ومؤلمة. حاضرنا، جدران واهية تنهار. الحياة العادية مستسلمة، سنترك مكانها لحياة شقية، يصبح فيها كل شيء خطيراً جداً. لا دفاعات لنا. معرضون من كل الجهات للمذلة والشقاء والفقر واللا جدوى.
تتراكم الأسئلة اللبنانية، لكنها تكاد تلتقي عند سؤال الصيغة التي ستحكم لبنان في المرحلة المقبلة.
لم تحُل معارضة الزعماء العروبيين في لبنان دون إقدام الجنرال الفرنسي غورو في الأول من أيلول/سبتمبر 1920، وهو على رأس ادارة الإنتداب الفرنسي على إعلان قيام دولة لبنان الكبير، تلبية لرغبة بابوية هدفها تمكين الكنيسة المارونية من رعاية بناء كيان لدولة تستقل فيها عن حكم التيارات القومية والإسلامية في سوريا الكبرى. دولة تضمن في تركيبها الطوائفي شرعية استمرار الحضور الكولونيالي الفرنسي في لبنان والمشرق.