منذ 17 تشرين الأول/اكتوبر 2019، يسمع اللبنانيون نغمة "الانتخابات النيابية المبكرة". مرّت الأشهر والسنوات، لا الانتخابات بكّرت موعدها، ولا التغيير الموعود من خلالها يلوح في الأفق!
منذ 17 تشرين الأول/اكتوبر 2019، يسمع اللبنانيون نغمة "الانتخابات النيابية المبكرة". مرّت الأشهر والسنوات، لا الانتخابات بكّرت موعدها، ولا التغيير الموعود من خلالها يلوح في الأفق!
نحن في لبنان. هذا ليس انتماء. من حقنا أن نغضب، ولكننا لم نفعل. من حقنا أن نرفع قبضاتنا. لم نفعل. من حقنا ان نرتكب العنف. لم نفعل. من حقنا ان نعيش. قبلنا بالفتات. من حقنا ان نرفض الظلم. فتدربنا على اليأس. من حقنا ان نكون فقط. فضلنا الغياب والحسرة. من حقنا ان نقول هذا وطننا. عبث. بعناه للطوائف. من حقنا ان ننجو من الهاوية. نحن فيها نُقلّد المتسولين، خبزاً وتشرداً ودموعاً يابسة.
هناك من لم يستسلم بعد. هناك من يخوض معركة انقاذ ما تبقى من مؤسسات محتلَة. الخراب يجتاح كل ما كان من قبل. لكل شيء مواقيت. لا تزال الجامعة اللبنانية، ببعض عقولها ونبلها، تراهن على تحييد الجامعة من قدرها المحتوم.
جدّدت منظمة العمل الشيوعي نفسها بهوية جديدة تحت مسمى "منظمة العمل الديمقراطي العلماني". في الجزء الأول من هذه المقالة قاربنا المقدمات النظرية التي تضمنتها وثيقة المؤتمر الخامس للمنظمة، بالإضافة إلى الشق العربي. في الجزء الثاني والأخير، نقد وتقييم للمقاربة اللبنانية.
حتى الآن، لم تقدّم قوى الإعتراض اللبناني، نموذجاً في التفكير والأداء، يلامس لا الأزمات الكبرى ولا لحظة التغيير التاريخية ولا البدائل المطلوبة. أين مكمن الأزمة وهل الفرصة متاحة؟
قريباً، يرتكب لبنان فعلاً مزمناً: انتخابات في بلد تتحكم فيه دكتاتورية الطوائف. هي استنساخ مفضوح لعملية تجديد القديم فقط. لا علاقة البتة بين الانتخاب والديموقراطية؛ فالديموقراطية لا تتعايش مع الطائفية والطائفيين. أما من سيرتكبون قريباً عملية الاقتراع، بعناوين التغيير والتجديد وتحرير لبنان من "الطغمة" و.. و.. فسيعودون بخفي حنين.
طبقةُ السّلطةِ الظّالمة والمُفسدة لا تتعب من الاصطناع، اصطناعِ الواقع والحقيقة، منذ القدَم وفي كلّ الثّقافات. إنّه من وسائل استكبارها وطغيانها المفضّلة.
التغيير حاصلٌ لا محالة في لبنان في العام 2022. هل هذا واقعٌ موضوعي، أم هو تجريدٌ لواقع موضوعيّ معيّن، أم هو تجريدٌ (Abstraction) "لواقع بلا أصل وبلا واقع" واقعٍ فوق-واقعي (A hyperreal)، على حدّ تعبير عالم الاجتماع والفيلسوف جان بودريلارد؟ هل تسبق تلك "الخريطة" المشتهاة الواقعَ-الإقليمَ اللّبناني، بل وتُنشئه؟ أو على الأقل، هل هناك من يريد لها ذلك؟
هي جريمة العصر، لكن لا تستطيع هذه الحكومة، أو أي حكومة أخرى، أن تتعاطى مع انفجار 4 آب/أغسطس على أنه جريمة، سواء كانت حاصلة عن إهمال مقصود أو غير مقصود، وسواء كانت متعمدة أم لا.
تعكس وسائل التواصل الاجتماعي، وأبرزها تويتر، الثقافة السائدة، ومن أهم الأمور التي تسترعي الانتباه، وجود تيارات متضاربة بين اللبنانيين في كل حدث محلي، وهذه التيارات لا تقتصر على النقاش، بل تشمل الإهانات والشتائم السلبية والتهديدات وغيرها من المظاهر التي تشير إلى وجود نزعة متعصبة بين الفئات المختلفة، سياسياً ودينياً.