وقعت تطورات خلال الأسابيع القليلة الماضية تنذر بآثار لم تكن لتخطر أبعادها على بال صُنّاع السياسة قبل عقدين أو ثلاثة، أذكر هنا من هذه التطورات:
وقعت تطورات خلال الأسابيع القليلة الماضية تنذر بآثار لم تكن لتخطر أبعادها على بال صُنّاع السياسة قبل عقدين أو ثلاثة، أذكر هنا من هذه التطورات:
في عالم يعج بالتحولات الإستراتيجية، لم تبقَ اليابان بعيدة عن مواكبتها بتغيير في عقيدتها الدفاعية والتحلل من قيود الحرب العالمية الثانية شأنها شأن ألمانيا. والمفارقة أن هذا التطور تدفع إليه الولايات المتحدة التي تحتاج إلى طوكيو وبرلين، كحليفين أساسيين لإحتواء الصعود الصيني ومنع روسيا من إستعادة نفوذها.
علمتني سنوات الممارسة الدبلوماسية والأكاديمية والإعلامية درساً له قيمته المعتبرة. علمتني أن للسياسة دورات كدورات الاقتصاد. علمتني أيضاً أن للدول أمزجة كأمزجة البشر متقلبة ومتراوحة.
رحل تسوتومو ياماجوشى عن عالمنا عام 2009 عن 93 عاما مصابا بمرض السرطان، بعد أن نال اعترافا رسميا من الحكومة اليابانية بأنه «نيجيو هيباكوشا» (شخص تعرض للقنبلة النووية مرتين)، ليصبح الياباني الوحيد الذى يحمل هذا الاعتراف الرسمى، بينما حصل آخرون على لقب «هيباكوشا» بسبب نجاتهم من أحد الانفجارين النوويين اللذين تعرضت لهما اليابان فى نهاية الحرب العالمية الثانية.
ساذج وقصير النظر كل من يعتقد أن رئيسة مجلس النواب الأميركي نانسي بيلوسي قامت بكل هذه "الهمروجة التايوانية" من دون تنسيق مع دوائر الأمن القومي الأميركية ومن دون علم البيت الأبيض.
لن تقع الحرب بين ضفتي مضيق تايوان، لكن الصين لن تدع زيارة رئيسة مجلس النواب الأميركي نانسي بيلوسي لمدينة تايبيه تفلت من يدها، ذلك انها الفرصة المناسبة لبيجينغ لاستغلال الخطأ الاستراتيجي الأميركي من اجل التعبئة والحشد وفعل ما يلزم كي تعود الصين واحدة.
أعادت الحرب الدائرة في أوكرانيا نظرية "المجال الحيوي" إلى واجهة الإهتمام الفكري والسياسي والميداني، وفتحت باب النقاش واسعاً حول أحقية الدول العظمى أو الكبرى بفرض مفاهيمها ومصالحها وما تعتبره متطلبات أمنها الإستراتيجي على الدول الأقل شأناً وقوةً.
أكيهابارا؛ حيٌ تكنولوجيٌ رائعٌ في قلب طوكيو باليابان، يُطلقُ عليه مسمى المدينة الكهربائية Electric town. أحد أكثر مزارات اليابان جذباً للسائحين من أنحاء العالم. هل هو حي تاريخي أثري قديم ينتمي إلى إحدى حقب التاريخ الياباني العريق؟ لا. إنه حيٌ لا ينتمى لا إلى الماضي ولا إلى الحاضر. أكيهابارا في الحقيقة ينتمي للمستقبل.
كنا قد أنهينا المقالة السابقة بالصدمة التى تعرض لها اليابانيون بعد هزيمتهم فى الحرب العالمية الثانية وإعلان الإمبراطور أنه مجرد إنسان بلا أى صفات مقدسة، ثم اللقاء الذى تقابل فيه مع الجنرال ماك آرثر قائد قوات التحالف التى قامت باحتلال اليابان مع الإمبراطور والفارق الشاسع فى البنية الجسدية بين الاثنين!
فى مؤشر جديد على إخفاق نظام منع الانتشار النووى، وتعثر الجهود الرامية إلى تجنيب البشرية ويلات مواجهات نووية مروعة، يخيم شبح الحرب النووية على الأفق الدولى الملبد بغيوم حرب باردة ثلاثية بين واشنطن، وموسكو، وبكين.