
لم يكد يمر شهر على الإتفاق الذي أعلن عنه من بكين في العاشر من آذار/مارس الماضي، بين السعودية وإيران، حتى تبدت ملامح إنفراجات إقليمية عديدة، أبرزها الإنفراج في العلاقة السعودية السورية.
لم يكد يمر شهر على الإتفاق الذي أعلن عنه من بكين في العاشر من آذار/مارس الماضي، بين السعودية وإيران، حتى تبدت ملامح إنفراجات إقليمية عديدة، أبرزها الإنفراج في العلاقة السعودية السورية.
في كتابه "انهض واقتل أولاً، التاريخ السري لعمليات الاغتيال الإسرائيلية"، يزعم الكاتب رونين بيرغمان ان الرئيس السوري بشار الأسد كان يعمل سرا على برنامج سوريا النووي مع حليفته إيران بعد ان كان اشتراه من كوريا الشمالية من دون معرفة حليفته روسيا!
برغم قسوة الزلزال التركي السوري في السادس من شباط/فبراير الماضي وما خلّف من ضحايا ودمار ومآسٍ، إلا أنه هزّ أركان المقاطعة السياسية لسوريا التي سعى العديد من عواصم العرب إلى محاولة كسرها منذ سنوات من دون طائل، فهل تفضي "دبلوماسية الزلازل" إلى إعادة لم الشمل العربي؟
في كتابه "انهض واقتل اولاً، التاريخ السري لعمليات الإغتيال الإسرائيلية"، يستعرض الكاتب رونين بيرغمان في فصل بعنوان "جبهة التشدد" الرؤية الصهيونية لتولي بشار الأسد رئاسة سوريا خلفاً لوالده الرئيس الراحل حافظ الأسد.
أصدرت مجموعة من الباحثين في "معهد أبحاث الأمن القومي" في جامعة تل أبيب ما يُسمى "التقدير الإستراتيجي" للعام 2023، وهو تقليد إعتاد عليه المعهد سنوياً، وتضمن تحديد مصادر التهديد للأمن القومي الإسرائيلي. وقد نشر موقع المعهد الفصل المخصص للجبهة الشمالية مع كل من لبنان وسوريا وتضمن الآتي:
بين الإنسانى والسياسى تبدت مفارقات فادحة بعد الزلزال المروع، الذى ضرب مناطق شاسعة فى تركيا وسوريا، وأعلنت تحديات وجودية عن نفسها مجدداً.
بعد الإتصالات الهاتفية من ملوك ورؤساء عرب ولا سيما الإتصال الهاتفي الأول بين الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي والرئيس السوري بشار الأسد غداة الزلزال المدمر الذي ضرب تركيا وسوريا، ساد لوهلة الإعتقاد بأن المنطقة قد تكون على عتبة زلزال سياسي أملته الكارثة الطبيعية من شأنه أن يخرج دمشق من عزلتها العربية والدولية، لكن برغم هول النكبة، فإن "ديبلوماسية الزلازل" بقيت محدودة الأثر.
كتب الزميلان زيدون الزعبي وسمير عيطة مقالاً في 180post بعنوان: "كسر الاستعصاء المكسيكي في سوريا" بتاريخ التاسع من كانون الثاني/يناير 2023، أثارا فيه جملة من القضايا الإشكالية بطريقة صريحة تصف الواقع كما هو دون رتوشٍ أو زينة تجمّله.
التطبيع الاقليميّ شرط بديهيٌّ لنقل سوريا من وضعها المأزوم والسيّء حاليًا، على مختلف المستويات، إلى وضعٍ أقلَّ سوءًا. وبمعزل عن شروط تحقّق هذا الأمر بعبارته المقلقة، هذا ما يسمعه المسؤولون السياسيون في سوريا، وما تقوله جهرًا وإخفاتًا، فئة وازنة من السوريين.
على الرغم من اكتشاف الرئيس بشار الأسد مخاطر هشاشة الجغرافيا السورية، قبل بدء الحرب عام 2011، ودعوته إلى إقامة مشروع "البحار الخمسة" للدول المتشاطئة على بحار قزوين والأسود والأبيض المتوسط والأحمر والخليج، فإن هذا المشروع جاء متأخراً، إذ لم يستطع السوريون اكتشاف فضائهم الحقيقي، وخاصةً بعد عام 1963، وسيطرة أصحاب الدعوة إلى الهوية القومية العربية على السلطة السياسية منذ ذلك التاريخ، ممثلين بـ"حزب البعث العربي الاشتراكي"، الذي عجز حينها عن فهم طبيعة الجغرافيا السورية، ونتائجها التاريخية والديموغرافية.