
تاريخياً، البلقان برميل بارود. توترات ونزاعات وحروب آخرها عام 1999 عندما دمّر حلف شمال الأطلسي (من دون تفويض من الأمم المتحدة) صربيا وإنتزع منها تنازلاً غير رسمي عن إقليم كوسوفو وأقام سلاماً هشاً محروساً بالآلاف من جنود الحلف.
تاريخياً، البلقان برميل بارود. توترات ونزاعات وحروب آخرها عام 1999 عندما دمّر حلف شمال الأطلسي (من دون تفويض من الأمم المتحدة) صربيا وإنتزع منها تنازلاً غير رسمي عن إقليم كوسوفو وأقام سلاماً هشاً محروساً بالآلاف من جنود الحلف.
قبل ثلاثين سنة كنا نناقش بجرأة سيناريوهات المستقبل واثقين من أن ما في حوزتنا من معلومات عن تاريخ التطور الإنساني وتجاربنا لا بد أن يسمح لنا باستشراف ما هو آت إلى درجة معقولة. كثيراً ما تداولنا عابرين شئون الماضي ولم نتوقف يوماً عندها أكثر مما تستحق.
تدفع جملة من المؤشرات إلى الإعتقاد بأن الحرب الروسية-الأوكرانية في طريقها لتتحول نزاعاً طويل الأمد. من الإلتزامات الغربية المتصاعدة بدعم أوكرانيا "مهما إستلزم الأمر"، إلى عدم القدرة على حسم ميداني لمصلحة أحد الطرفين، فضلاً عن إنعدام أي فرصة حتى اليوم أمام الديبلوماسية كي تشق طريقها نحو تسوية سلمية.
هل يحتاج العالم إلى "أقطاب" لكي يستقيم وتجري فيه الأمور بشكل متوازن، وفق ما تقتضي مصالح شعب كل دولة تُقدّم نفسها قطباً؟ ألا يعد تفريخ أقطاب دولية زيادة في الضغط على الشعوب وسحب الامتيازات والمكتسبات التي حقّقتها بفضل نضالاتها الطويلة والمتراكمة من جيل إلى آخر؟
يتوجه الأتراك، اليوم، إلى صناديق الإقتراع لاختيار رئيس جديد للبلاد وبرلمان، وسط توقعات في أن ينجح الرئيس رجب طيب أردوغان على الأقل في فرض "جولة إعادة"، وأن ينال حزبه "العدالة والتنمية" وحلفاؤه الأغلبية في البرلمان. ويشرح سونر كاجابتاي(*) كيف أن النفوذ الواسع على وسائل الإعلام، وقانون توزيع مقاعد البرلمان، والأصدقاء الأقوياء؛ مثل السعودي والروسي؛ يمكن أن يساعد أردوغان في الفوز باصعب انتخابات له.
من يود أن يفهم حجم التحوّل الذي أحدثه حزب العدالة والتنمية في المجتمع التركي خلال عشرين سنة مضت من إمساكه بالحكم، عليه أن يتابع أجواء التنافس الإنتخابي، عشية الإنتخابات الرئاسية والتشريعية المقررة يوم الأحد في 14 أيار/مايو المقبل.
إستهداف قبة "مجلس الشيوخ" في الكرملين بطائرتين مُسيّرتين ليل الثالث من أيار/مايو الجاري، لا يزال حدثاً يجري تقليبه من كافة الأوجه. التجرؤ على رمز القوة الروسية، بقدر ما شكّل ضربة معنوية كبيرة، فإن الهدف كان البعث برسالة بليغة: موسكو لم تعد آمنة.
خلال وداع نظيره الروسي فلاديمير بوتين، قال الرئيس الصيني شي جين بينغ الذي زار موسكو في العشرين من شهر مارس/آذار الماضي ان هناك تغييرات "لم تحدث منذ مئة عام.. عندما نكون معاً فإننا نقود هذه التغييرات". هذه العبارة قالها بينغ وهو يهم بالخروج من ضيافة نظيره الروسي وهو يعلم ما الذي يُكتب للعالم الجديد.
برغم محاولات ضخ الكيمياء، في شرايين العلاقة بين ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان والرئيس الأميركي جو بايدن، ظلت البرودة سمة تميز العلاقة بين الرجلين، وذلك على عكس ما كانت عليه العلاقة بين الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب وصهره جاريد كوشنير من جهة وولي العهد السعودي من جهة ثانية.
تندرج توترات الشرق الأوسط في سياق أكثر شمولية مما تظهر عليه. في الخلفية تتصادم رؤيتان للمنطقة، صينية جديدة وأميركية تتمسك بالترتيبات القديمة وتدافع عن المصالح التقليدية للولايات المتحدة التي تعود إلى لحظة السويس عام 1956.. رُبما حانت اللحظة الصينية الآن.