هل دفع قائد مجموعة "فاغنر" يفغيني بريغوجين ثمن تمرده المسلح على النظام في روسيا في نهاية حزيران/يونيو الماضي، أم تمكنت أجهزة معادية منه رداً على أدوار لعبها في أوكرانيا وفي بلدان عربية وإفريقية عدة؟
هل دفع قائد مجموعة "فاغنر" يفغيني بريغوجين ثمن تمرده المسلح على النظام في روسيا في نهاية حزيران/يونيو الماضي، أم تمكنت أجهزة معادية منه رداً على أدوار لعبها في أوكرانيا وفي بلدان عربية وإفريقية عدة؟
تدفع جملة من المؤشرات إلى الإعتقاد بأن الحرب الروسية-الأوكرانية في طريقها لتتحول نزاعاً طويل الأمد. من الإلتزامات الغربية المتصاعدة بدعم أوكرانيا "مهما إستلزم الأمر"، إلى عدم القدرة على حسم ميداني لمصلحة أحد الطرفين، فضلاً عن إنعدام أي فرصة حتى اليوم أمام الديبلوماسية كي تشق طريقها نحو تسوية سلمية.
بعد عام على الحرب الأوكرانية تتكشف طبيعتها، مباشرة وصريحة، باعتراف الرئيسين الأمريكى «جو بايدن» والروسى «فلاديمير بوتين». إنه الصراع الدامى على مستقبل النظام الدولى، حساباته وموازين القوى والمصالح فيه.
قارن كثيرون بين تعامل أوروبا بترحيب مع اللاجئين الأوكرانيين وسلوكها السلبي إزاء اللاجئين السوريين ومن قبلهم العراقيين، برغم إستثناء بعض حملات التعاطف التي قامت بها منظمات إنسانية ومنظمات مجتمع مدني في أوروبا تضامناً مع الشعب السوري تحديداً.
في 24 شباط/ فبراير 2022 بدأت روسيا عملية عسكرية واسعة النطاق في أوكرانيا. تسعة عشر يوماً من المعارك وجّهت خلالها القوات الروسية ضربات صاروخية وجوية دقيقة استهدفت قواعد عسكرية واجهزة رادار ووسائل دفاع جوي ومطارات وقواعد بحرية وبنى تحتية عسكرية تجاوز عددها الالفين بعد مضي حوالي الأسبوعين على العملية.
قد تكون الجسور الجوية التي أقامها الغرب مع كييف أكبر من طاقة أوكرانيا على إستيعابها. ربما يحتاج الجيش الأوكراني إلى أشهر أو سنوات عدة للتدرب على الأسلحة الحديثة التي تتقاطر عليه من الولايات المتحدة وبريطانيا وكندا وأوستراليا. وعلى رغم ذلك، عيون الروس شاخصة أبداً إلى مسيرات "بيرقدار" التركية التي قلبت المعادلات الميدانية في ليبيا وفي أذربيجان في الأعوام الأخيرة.
لم يترك التوقيت الذي إندلعت فيه إضطرابات كازاخستان، الكثير من الخيارات أمام الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، سوى المسارعة إلى إخماد الحريق في الحديقة الخلفية لروسيا قبل الجلوس إلى طاولة المفاوضات في جنيف مع المسؤولين الأميركيين للبحث في خفض التصعيد في أوكرانيا.
من الغابات التي تفصل بيلاروسيا عن بولندا ولاتفيا وليتوانيا إلى الحدود الروسية - الأوكرانية وإلى مياه البحر الأسود وصولاً إلى القوقاز، يدور سباق جيوسياسي بين روسيا والغرب، قد يكون الأخطر منذ إنتهاء الحرب الباردة قبل 30 عاماً.
من كواليس الحكم في روسيا، تتسرب معلومات عن استقالة محتملة لوزير الخارجية سيرغي لافروف. ليس حديث الاستقالة بالأمر الجديد، فرئيس الدبلوماسية الروسية سبق أن أبدى رغبته في التقاعد أكثر من مرة. ومع ذلك، فإنّ المعضلة الحقيقية تبقى في ايجاد البديل.
أظهر العام 2020 أن الفضاء السوفياتي يبقى بركاناً مشتعلاً. بعد ما يقرب من 30 عاماً على انهيار الاتحاد السوفياتي، ما زال ينفث الحروب والثورات والاضطرابات. يمكن أن يحدث أي شيء هناك، إلا شيئاً واحداً: إنشاء دول مستقرة، بناء مؤسسات اجتماعية قوية، ضمان فصل السلطات. كل ذلك يعني أن العواصف ستكون مستمرة.