ثورة 17 تشرين Archives - Page 3 of 4 - 180Post

FB_IMG_1635656886604.jpg

الدولة انتظام. الانتظام يحفظ الجميع. نقيض الدولة هو النزاع. النزاع يدمّر المجتمع. يستقيم أمر الدولة عندما يستوعبها الفرد، كل فرد، في ضميره؛ عندها تتماهى الدولة مع الفرد ومع كل أفراد المجتمع. تنغرز في وعيهم. يشكّلون أجزاءها ومكوناتها.

different_classes__adn_iglesias_toledo.jpg

بسبب التدجين يكاد كل فرد في لبنان يصاب بعقدة ذنب وعقدة ارتياب. كل واحد يخجل من نفسه بسبب إنحيازه الطائفي غير المبرر، والذي يبطّن كرهاً للآخر من غير طائفة. يصاب بالارتياب لأنه يعرف أن الآخر أيضاً يستبطن المشاعر نفسها ضده.

صورة-لقاء-المافيا.jpg

"لا تكون اللعبة ممتعة، إذا كانت لا تتضمّن بعض المخاطرة. إذاً، إلعبْ ألعاب الدم. فهي تزخر بخطر الموت وكميّة كبيرة من الدماء. وإذا كنتَ تستمتع بالدم الكارتوني والشجاعة، فإطّلع على هذه الألعاب الدمويّة". هكذا يدعو موقعٌ إلكتروني أولادنا، لزيارة عالم الدم "الممتع". نعم. إنّه لأمرٌ رهيب.

l_e_b_a_n_o_n___nayer_129312e8122d.jpg

ما هي نتائج زيارة الموفد الرئاسي الفرنسي باتريك دوريل الى لبنان؟ أين وصلت مساعي مبادرة الرئيس ايمانويل ماكرون؟ ما هو تصور باريس لاخراج لبنان من أزماته السياسية والاقتصادية والمالية المتراكمة؟

122008274_1644155949072174_454503750591861013_o-1280x853.jpg

في 17 أكتوبر، ثار اللبنانيّون على أنفسهم وعلى الواقع المأزوم الذي باتوا معه رهائن. ما عادوا يريدون أن يكونوا طُفيْليّين في بلدٍ طُفيْلي. أشعلت السلطة، بأناملها، شرارة غضب شعبي مكتوم تلقّفته الشوارع والساحات، على كامل خارطة الوطن، ما أعطى الدليل الحسّي على نضج العامل الموضوعي للتغيير. لتغيير النظام الذي فقد كلّ شرعيّةٍ لبقائه. لإسقاط نظامٍ لا يعترف بشعبه، ولا يعرف أن يتعاطى إلاّ مع "شوارع طائفيّة". فإذا به، ذات تشرين، يجد نفسه بمواجهةٍ مع هذا الشعب.

FB_IMG_1601796564494-1280x943.jpg

في الشتاء المنصرم، أعادت منصّات التواصل الاجتماعي الترويج لرقصة "حاملي النعوش" الغانيّة، عبر مقطع فيديو صادم أثار أصداءً مدوّية. يُظهِر هذا الفيديو، بضعة شبّان ببزّاتهم السوداء وقبّعاتهم البيضاء وأحذيتهم البيضاء والسوداء ونظّاراتهم السوداء، وهم يحملون نعشاً ويراقصونه بطريقةٍ بمنتهى الغرابة. وهُم لا يكتفون بهزّ النعش، فحسب. بل، وعلى وقْع الأنغام المعدنيّة لأغنية "astronomia"، يبدؤون استعراضهم. فيقذفون قبّعاتهم في العالي ويسقطون على الأرض ويدورون ويتلوّون، حتى أنّهم يرمون النعش في الهواء كوداعٍ أخير للميت بأسلوبٍ يحضّره، باعتقادهم، للحياة الأخرى.