من يقرأ هذا التقرير سيقول إن السياسيين في وادٍ والناس في وادٍ آخر. هذا الأمر صحيح. الدليل هو إنشداد الطبقة السياسية إلى جداول أعمال لا تأخذ في الحسبان صرخة الناس ووجعهم وإنهيار قيمة رواتبهم وسرقة ودائعهم ومدخراتهم.
من يقرأ هذا التقرير سيقول إن السياسيين في وادٍ والناس في وادٍ آخر. هذا الأمر صحيح. الدليل هو إنشداد الطبقة السياسية إلى جداول أعمال لا تأخذ في الحسبان صرخة الناس ووجعهم وإنهيار قيمة رواتبهم وسرقة ودائعهم ومدخراتهم.
لم تنجح ثورة في دولة عربية منذ اندلاع موجات "الربيع العربي" الا بدعم الجيش. هذا حصل في تونس ومصر والجزائر والسودان لاسباب كثيرة أبرزها ان خيار الجيوش هو بديل خيار الفوضى.
لمناسبة مرور مائة يوم على نيل حكومة حسان دياب ثقة مجلس النواب، إنبرى شريط تلفزيوني، مصدره السراي الكبير، عُمّم على وسائل التواصل الإجتماعي، عنوانه "صرخة وطن"، وتتكرر في ثوانيه الخمسين صورة شخصيتين راهنتين: رئيس الحكومة اللبنانية حسان دياب وقائد الجيش اللبناني العماد جوزف عون. فهل يمكن أن تكون للشريط "قصة إخراجية" أبعد؟
حتماً لا تكفي الحجج التي ساقها سليمان فرنجية في إطلالاته لإسقاط العهد. لكنها حتماً تكفي وتزيد لإعلان أن المعركة على رئاسة الجمهورية قد بدأت قبل أوانها. ما فعله فرنجية انما كان يستكمل آخر حلقات المعركة. أما البداية، فقد افتتحها جبران باسيل. فما أن وصل العماد ميشال عون إلى سدة الرئاسة، حتى راح الصهر يشق مساره إلى وراثة ثانية تروم سدة الرئاسة الأولى هذه المرة.
يدخل لبنان إعتباراً من يوم غد الجمعة في مرحلة شبيهة بإعلان حالة الطوارىء، وتحديداً تلك التي شهد لبنان مثيلا لها في العامين 1982 و1983 مع بداية عهد الرئيس اللبناني الأسبق أمين الجميل وشملت، وقتذاك، بيروت الكبرى.
تعاني الحكومة اللبنانية برئاسة حسان دياب حصاراً متعدد الأوجه يكاد فقدها القدرة على مواجهة التحديات المحيطة بها من كل جانب. فهي، بالنسبة لكثيرين من أصحاب القرار، أقرب إلى ضرورة ظرفية قاهرة يمكن الاستغناء عنها بمجرد أن تسمح الظروف بذلك.
إنتهت التسوية الرئاسية. لن يكون سعد الحريري رئيسا للحكومة طوال عهد الرئيس اللبناني ميشال عون. مَنْ قلب المعادلة هو الحريري صاحب المصلحة في إستمرارها، فرئيس الجمهورية لا يتزحزح من مقعده طوال ست سنوات، أما رئيس الحكومة، فقد يكون عمر حكومته يوما واحدا أو بضع سنوات.