بالنسبة إلى حزب الله، ما زالت الحرب بينه وبين "إسرائيل" في ما تسمى "الجبهة الشمالية" هي حرب إسناد لغزة. بالنسبة للدولة العبرية صارت "حرباً وجودية" تتجاوز بأهدافها وأبعادها الحرب المستمرة على أرض قطاع غزة منذ حوالي السنة.
بالنسبة إلى حزب الله، ما زالت الحرب بينه وبين "إسرائيل" في ما تسمى "الجبهة الشمالية" هي حرب إسناد لغزة. بالنسبة للدولة العبرية صارت "حرباً وجودية" تتجاوز بأهدافها وأبعادها الحرب المستمرة على أرض قطاع غزة منذ حوالي السنة.
لم تشغل قضايا السياسة الخارجية إلا حيزاً ضئيلا من كل المناظرات الرئاسية التى جمعت الرئيس السابق دونالد ترامب سواء بجو بايدن أو خليفته كامالا هاريس. ويتفق هذا مع القول الشهير إن كل السياسات محلية، بل ومحلية جدا فى الحالة الأمريكية.
أعاد الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله الأمور إلى سياقها الطبيعي، وكرّس تثبيتها حيث يجب أن تكون، تماماً مثلما أعاد رمي كرة النار الإسرائيلية في الملعب الإسرائيلي في انتظار الرد الآتي "من حيث يحتسب العدو ومن حيث لا يحتسب". ماذا عن الأهداف واللاءات.. والرد الآتي؟
التفجيرات التي حصلت في يوم "الثلاثاء الأسود" في عدد من المناطق اللبنانية واستهدفت عدداً كبيراً من المقاومين الذين يحملون جهاز النداء الآلي "بايجر" حدث غير مسبوق من حيث الحجم أو من حيث طبيعة العمل التخريبي.
عاشت البشرية حوالي القرن، أو أقل قليلاً، في ظل مرحلة نشأنا على تسميتها بمرحلة "السلم الأمريكي". الزعم سائد بأن هذه التسمية مدينة بابتكارها لصاحب إحدى أشهر مجلات القرن الماضي، وهي مجلة "لايف" الأمريكية.
أعلنها كيان الاحتلال الصهيوني "حرباً وجوديةً" مفتوحة، غايتها استكمال إبادة أو تهجير أبناء وبنات أمتنا من فلسطين وتثبيت الاحتلال حتى خارجها، كما في الجولان، بل توسعة كيان الاحتلال إلى أبعد حدٍّ ممكن، وإلحاق "الهزيمة الاستراتيجية" التاريخية بأمّتنا لتحقيق الهيمنة المطلقة "من النيل إلى الفرات".
من المبكر الحديث عن تداعيات الحدث الأمني غير المسبوق المتمثل بتفخيخ وتفجير الآلاف من أجهزة النداء الآلي (Pagers)، التي تستخدمها مؤسسات حزب الله، لكن من يعرف المقاومة في لبنان يُدرك أنها لا يُمكن أن تتأثر سلباً بهكذا عمليات، بل هي قادرة على توظيفها وتعبئة المزيد من مواردها في سبيل تحقيق أهدافها وأولها الوقف الفوري للحرب ضد الشعب الفلسطيني على أرض قطاع غزة.
كيف يبدو المشهد الراهن بخاصة أنه بعد أقل من شهر من الزمن ستبلغ الحرب على غزة عامها الأول: لم تستطع إسرائيل تحقيق أهدافها التى رفعتها منذ اليوم الأول للحرب.
لم يحسم السباق المحتدم إلى البيت الأبيض بعد، لكنه دخل أخطر منعطفاته بعد المناظرة الرئاسية التى جمعت المرشحين الديمقراطية «كامالا هاريس» والجمهورى «دونالد ترامب».
لا تشبه حرب الإبادة والتدمير التي يشهدها الفلسطينيّون منذ سنةٍ تقريباً في غزّة والضفة احتلالاً عاديّاً أو أيّ مرحلة من مراحل العدوان الإسرائيلي التي تكرّرت منذ عقود. ولا تشبه العمليات الحربية الدائرة في جنوب لبنان ما سبقها. ولا مثيلَ سابقاً للعربدة العسكريّة الإسرائيليّة على سوريا المنهَكة بصراعاتها الداخليّة وامتداداتها الدوليّة. المشهد يُنذر بكارثة بحجم كارثة "النكبة" سنة 1948.