
كتب مراسل "ميدل إيست آي" في طهران تقريراً تناول فيه إنقسام إيران في كيفية التعامل مع ظاهرة حركة طالبان الصاعدة في ضوء القرار الأميركي بالإنسحاب من أفغانستان. ماذا تضمن التقرير؟
كتب مراسل "ميدل إيست آي" في طهران تقريراً تناول فيه إنقسام إيران في كيفية التعامل مع ظاهرة حركة طالبان الصاعدة في ضوء القرار الأميركي بالإنسحاب من أفغانستان. ماذا تضمن التقرير؟
منذ نشوء حركة “طالبان“ عام 1994، وتحولها إلى قوة ضاربة بعد عامين من نشوئها، وقدرتها على استقطاب عشائر “الباشتون" برعاية الجارة الباكستانية، كان ثمة سؤال كبير يرافق تمددها العسكري في انحاء أفغانستان: هل تشكل “طالبان“ الضد الإسلامي النوعي لإيران، مثلما كانت حالة الضدين الشيوعيين في روسيا والصين، أم أن البراغماتية يمكن أن تتغلب على الإيديولوجيا؟
يفرض الإنسحاب الأميركي وسرعة تساقط المناطق الأفغانية بأيدي حركة "طالبان"، تغييراً جيوسياسياً في جنوب آسيا، سيتردد صداه من روسيا إلى الصين وإيران وباكستان وجمهوريات آسيا الوسطى والهند. ومن حيث "انتهت مهمة أميركا" وفق تعبير جو بايدن، فهل يكون ذلك إيذاناً ببدء متاعب الآخرين؟
غادر الجيش الأميركي سراً قاعدة باغرام القريبة من كابول من دون تحذير حلفائهم الأفغان. الآن، باتت حركة "طالبان" من الناحية العملية مسيطرة بالفعل على معظم أراضي أفغانستان. سيستمر النظام الموالي لأميركا في أفغانستان، وفقاً لأكثر التقديرات تفاؤلاً، لمدة أقصاها ستة أشهر.
قبل عشرين عاماً، بدأ عصر الإنفلاش الأميركي في العالم فكانت حربا أفغانستان والعراق. اليوم، تترك الولايات المتحدة أفغانستان والعراق بلدين مدمرين، بعدما أخفقت في مهمة "بناء الأمم"، وتواضعت أهدافها إلى مجرد البحث عن السبل الكفيلة بحماية سفارتيها في كابول وبغداد وتجنيبها "لحظة سايغون".
الأكيد أن حركة "طالبان" ليست الطرف الوحيد الذي يحدد مستقبل ما بعد إنسحاب القوات الأميركية من افغانستان. هناك لغم دس بعناية وبات جاهزاً للتفجير، إسمه تنظيم "الدولة الاسلامية" (داعش) واخطر فروعه على الاطلاق "ولاية خراسان".
مثلما أحدث الغزو الأميركي لأفغانستان عقب هجمات 11 أيلول/سبتمبر 2001 على الولايات المتحدة، تحولاً جيوسياساً على مستوى المنطقة والعالم، فإن قرار الرئيس الأميركي جو بايدن بالإنسحاب "من دون شروط" بدءاً من الأول من أيار/ مايو المقبل ولغاية 11 أيلول/سبتمبر المقبل، سيدخل أفغانستان والمنطقة في تحولٍ جيوسياسي جديد.
لم يكن بدء القوات العسكرية الأمريكية في الانسحاب من أفغانستان مفاجئا في توقيته وأسبابه، فقد درجت الإدارات المتعاقبة خلال العشر سنوات الأخيرة على تبني ذلك الخيار.
نشرت مجلة "فورين أفيرز" مقالاً لكارتر ملكاسيان، مؤلف كتاب "تاريخ الحرب الأميركية في أفغانستان" والمستشار الأول السابق لرئيس هيئة الأركان المشتركة، تضمن سؤالين هما: ما الذي يعنيه الانسحاب الأميركي بالنسبة إلى أفغانستان؟ وكيف تستعد حركة طالبان لاستغلال خروج أميركا؟
قد لا تعود المحادثات الأفغانية الأفغانية المتوقفة حتى الخامس من كانون الثانيِ/يناير المقبل إلى العاصمة القطرية، ما ينذر بفقدان الدوحة لدور طالما سعت لاستثماره في سياستها الخارجية الى اقصى حد، ولا سيما في مرحلة العزلة الخليجية.