
هذه المرة اختلفت الصورة فى مجلس الأمن الدولى. بدت العدوانية الإسرائيلية فى وضع مساءلة، لكنها لم تستوفِ شروط الردع، ولم يصدر بحقها أى إجراء يناسب خطورة الهجوم على العاصمة القطرية الدوحة لاغتيال وفد «حماس».
هذه المرة اختلفت الصورة فى مجلس الأمن الدولى. بدت العدوانية الإسرائيلية فى وضع مساءلة، لكنها لم تستوفِ شروط الردع، ولم يصدر بحقها أى إجراء يناسب خطورة الهجوم على العاصمة القطرية الدوحة لاغتيال وفد «حماس».
هزَّت أحداث "طوفان الأقصى"، في 7 تشرين الأول/أكتوبر 2023، إسرائيل حتى النُخاع، ما جعل قادتها يتبنون نهجاً أمنياً جديداً، وفق مبدأ "انهض واقتل أولاً"(*)، بحيث لا مكان في هذا النهج لأي خطوط حمراء، ولا اعتبار لأي طرف بما في ذلك أقرب الحلفاء. وحدها القوة المُفرطة الاستباقية سيدة الموقف أينما دعت الحاجة لذلك. إن ما تسعى إليه إسرائيل اليوم هو صياغة نظام إقليمي جديد يحمي مصالحها أولاً وآخراً، حتى لو تطلب ذلك منها فتح جبهات مُتعددة ولمدى غير منظور، بحسب تقرير نشره مسؤولان كبيران في معهد "مسغاف" للأمن القومي الإسرائيلي في مجلة "فورين أفيرز" .
حذَّر الكاتب والصحافي الفرنسي آلان غريش(*) من أن "حمَّام الدمّ" مستمر والحرب ستطول ما لم يتم التوصل لمشروع يحفظ حقوق الفلسطينيين. وقال في مقابلة أجرتها معه "مؤسسة الدراسات الفلسطينية"، إن على الغرب التوقف عن معاملة الفلسطينيين كـ"مواطنين من درجة ثانية"، وتركهم يقررون مصيرهم بأنفسهم. وإن السياسة التي تنتهجها إسرائيل "لا تُنتج سلاماً ولا اتفاقات مُستدامة، بل قد تنتهي بعواقب وخيمة على نفسها". وأشار إلى أن هدف نتنياهو هو إبقاء جبهات الحرب مفتوحة مع إيران، ولبنان، وسوريا، وأنه يسعى لإعادة رسم خريطة المنطقة بحيث تكون إسرائيل القوة المهيمنة الوحيدة. وتوقع أن أي عملية إسرائيلية جديدة ضدَّ إيران لن تنجح، وأن الانقلاب على نظام طهران من الخارج "مستبعد ومرفوض من الإيرانيين أنفسهم". وفي ما يلي نصُّ المقابلة:
لا أفق سياسياً لما بعد الحرب على غزة، كلام عام ومبهم، مفاوضات معطلة وفوضى لافتة للانتباه فى خطط الرئيس الأمريكى «دونالد ترامب».
فى محاولته لتضليل الرأى العام العالمى والإسرائيلى لجأ بنيامين نتنياهو إلى حيلته القديمة وهى شيطنة الآخر، فنشر هو والآلة الإعلامية الخطيرة التابعة للنفوذ اليهودى فى العالم من الأكاذيب ما جعل الرأى العام العالمى يرفض كل ما يتعلق بحماس وكل ما تقوله حماس، وبذلك أعطى نتنياهو الفرصة لتكذيب كل ما يقال عن قتل المدنيين والأطفال وتدمير المستشفيات وحصار غزة ومنع دخول الطعام والدواء والوقود باعتبارها بيانات كاذبة صادرة عن حماس أو عن وزارة الصحة التابعة لحماس.
بعد حرب "طوفان الأقصى"، اتضح بجلاء أن مشروع إسرائيل الكبرى لم يعد مجرد فكرة، بل أصبح خطة استراتيجية طويلة المدى لإعادة تشكيل الشرق الأوسط وفق مصالح إسرائيلية بحتة. لم يقتصر هذا المشروع على المواجهة العسكرية المباشرة، بل امتد ليشمل إعادة رسم خرائط النفوذ، واستغلال الانقسامات الداخلية للدول العربية، والسيطرة على الموارد الاستراتيجية والطرق الحيوية، بما يضمن تثبيت نفوذ دائم في المنطقة.
تبدو مقولة "أنا ضدّ الانقسام ومع التوافق الوطني" بديهية لكل فلسطيني. مع ذلك، تدفعنا البداهة نفسها إلى تفكيك هذه العبارة ووضعها في سياقها التاريخي وبحث دلالتها في إطار المشروع التحرري الفلسطيني، فلا تبقى مفهوماً هلامياً مائعاً، يوظف في غير موضعه، وبل من أجل إضعاف الحالة الفلسطينية على وجه التحديد.
نشرت القناة N12 الإسرائيلية تسريباً لتسجيلات يتحدث فيها رئيس شعبة الاستخبارات العسكرية السابق (الشاباك)، أهارون حاليفا، قبل عدة أشهر، عن إخفاقات 7 تشرين الأول/أكتوبر وحرب الإبادة في قطاع غزة. وفي ما يلي أبرز تلك التسجيلات، التي ترجمتها حسابات إسرائيلية من العبرية إلى العربية على قناة تلغرام.
ما زالت المفاوضات غير المباشرة لوقف حرب غزة تراوح مكانها، برغم المحاولات العديدة التى تبذلها الأطراف الوسيطة؛ إذ أبلغت حماس الوسطاء باستعدادها لقبول مقترح التهدئة الأخير، وهو المقترح الذى يدعو إلى وقف إطلاق النار لمدة ستين يومًا بدايةً. بالطبع كان الردّ الإسرائيلى رافضًا. وقد عبّر رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو بوضوح عن المبادئ/ الشروط الخمسة التى تؤدى إلى وقف الحرب، وهى: إعادة جميع الأسرى، نزع كلى للسلاح فى غزة، منع تصنيع الأسلحة فى القطاع أو تهريبها إليه، سيطرة أمنية إسرائيلية كاملة على القطاع بما فى ذلك محيطه الأمنى المباشر (حزام أمنى)، وتشكيل حكومة مدنية بديلة لإدارة القطاع لا تضم حماس ولا السلطة الفلسطينية. بمعنى آخر، تريد إسرائيل منح سلطات بلدية إدارية محدودة ومقيّدة للإدارة الفلسطينية التى ستُشكَّل للقطاع غداة الحرب.
فى صباح لم يبدأ بعد، برغم أن الصباحات والمساءات فى غزة متشابهة حد الوجع المُزمن، فلا شىء سوى مزيد من القتل والتجويع والمرض والصواريخ ورصاص القناصة يصطاد الأطفال كما الكبار وهم يقفون طوابير طلباً لمساعدات قد لا تصل، بل هى مصيدة أخرى ضمن خدع حرب الإبادة.