
كثٌر الحديث خلال الأسابيع الماضية عن تفاهمات أُبرمت بين طهران وواشنطن بشأن امكانية احياء "الإتفاق النووي" المُوقع عام 2015 بين إيران والمجموعة السداسية الدولية.
كثٌر الحديث خلال الأسابيع الماضية عن تفاهمات أُبرمت بين طهران وواشنطن بشأن امكانية احياء "الإتفاق النووي" المُوقع عام 2015 بين إيران والمجموعة السداسية الدولية.
في تشرين الثاني/نوفمبر الماضي، وفي عز "طوفان الأقصى"، جرى الحديث عن تقرير سري للوكالة الدولية للطاقة يتحدث عن ازدياد مخزون إيران من اليورانيوم المخصب بنسبة 22 مرة عن الحد الأقصى الذي يُجيزه الإتفاق النووي الذي تم توقيعه في العام 2015 وخرج منه الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب في العام 2018.
تمر العلاقات الأميركية-الإيرانية بأدق مرحلة منذ عام 2018، تاريخ إنسحاب الرئيس السابق دونالد ترامب من خطة العمل الشاملة المشتركة (الإسم الرسمي للإتفاق النووي لعام 2015)، وتنشيط "حرب الظل" بين إسرائيل وإيران مؤشر ينذر بتطورات قد تكون أخطر هذه المرة، نظراً إلى الأوضاع الداخلية السائدة في كل من الجمهورية الإسلامية وإسرائيل.
لا يجرؤ أحد في العالم على إعلان نهاية الاتفاق النووي بشكل رسمي، المسألة مرتبطة بشكل كبير في إبقاء حد أدنى من الرقابة الدولية على برنامج إيران النووي الذي تقول الوكالة الدولية للطاقة الذرية إنه شهد تخصيباً بنسبة 83.7 بالمئة، أي أقل بقليل من النسبة المطلوبة للتخصيب عسكرياً (90%).
يصل المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية رافائيل غروسي، اليوم (الجمعة)، إلى طهران في مهمة يأتي توقيتها قبيل بدء موعد إنعقاد مجلس محافظي الوكالة الدولية في السادس من آذار/مارس في فيينا، في إجتماع سيناقش ملف تخصيب اليورانيوم الإيراني بدرجة تصل إلى 84%.
أن تزيح إيران الستار عن قاعدة عسكرية جوية تحت الأرض باسم "عقاب 44"، تضم مقاتلات حربية مجهزة بصواريخ بالستية وصواريخ "كروز" بعيدة المدى، ليس هو الخبر. التوقيت هو الأساس، ذلك أن عملاً من هذا النوع يستغرق سنوات عدة.
يسود صمت دبلوماسي تام بين طهران وواشنطن ولا رسائل تنتقل عبر وسطاء. يبدو أنّ هناك نوعاً من "إرهاق المفاوضات" بين جميع الأطراف. تقول إيران إنّ الكرة في ملعب الولايات المتحدة، والأخيرة تقول عكس ذلك.
تشهد منطقة الشرق الأوسط تطورات تشي بأننا مقبلون علی صيف حار شديد السخونة. هذه التطورات متصلة بشكل أساسي بالملفين الإيراني والإسرائيلي اللذين يسيران بسرعة قياسية كأنهما علی موعد مع أحداث وتقلبات وممرات لا بد منها.
كل الطرق إلى إحياء الإتفاق النووي في فيينا بين إيران والقوى الكبرى، تبدو مقفلة حتى هذه اللحظة. إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن تشعر أنها إستنفدت ما في جعبتها من تنازلات، في حين أن إيران لم تعد واقعة تحت إلحاح الحاجة إلى رفع العقوبات الإقتصادية، بفضل التعاون الإستراتيجي مع الصين وروسيا.
منذ ثمانية عشر شهراً تتزاحم التقديرات حول المدة التي تفصل إيران عن العتبة النووية. دائماً ما طُرح السؤال: ما هي العتبة النووية؟ تقنيًا، هي مرحلة يتوفر فيها، لدى جهة ما، كمية من اليورانيوم المخصب بنسب تترواح بين 20% و60%، ليعاد تخصيبها على مستوى 90%، وهي النسبة التي تجعل اليورانيوم جاهزا لتحويله إلى رأس حربي نووي.