
تشهد فرنسا بعد أيام قليلة انتخابات مهمة جداً. السؤال لمن يُصوّت اللبنانيون المجنسون وهم يشكلون جالية لا بأس بها؟ وهل يُسقطون خلافاتهم الموروثة من لبنان على هذه الانتخابات؟
تشهد فرنسا بعد أيام قليلة انتخابات مهمة جداً. السؤال لمن يُصوّت اللبنانيون المجنسون وهم يشكلون جالية لا بأس بها؟ وهل يُسقطون خلافاتهم الموروثة من لبنان على هذه الانتخابات؟
قبل أسبوع عن موعد الدورة الأولى للانتخابات النيابية المسبقة للجمعية الوطنية الفرنسية (البرلمان) يوم الأحد في 30 حزيران/يونيو الحالي، ومع تقدم الحملة الانتخابية، تزداد علامات الاستفهام حول مستقبل فرنسا السياسي.
من خلال متابعتي هذه الأيام لنشرات الأخبار والبرامج المواكبة لمجريات حملة الانتخابات التشريعية المُسبقة بفرنسا التي دعا إليها قبل أوانها الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، وجدتُ نفسي أحيانا في حالة شرود ذهني، حيث أفتقد إلى التركيز لما يقوله المذيعون والمحلّلون بهذا الشأن، وقليل الانتباه إلى ما أسمعه من تصريحات ترد على ألسنة رموز وقادة التحالفات الانتخابية على اختلاف مشاربها.
لا شكّ أنّ الحريّات، الفردية والجماعية، قيمة إنسانيّة سامية. إنّها طموح جميع المجتمعات البشريّة بمعنى ألاّ يستبدّ أحداً بقرارات وخيارات هذه المجتمعات. ولا تنحصر الديموقراطية فقط بإجراء انتخابات "حرّة"، بل هي أوّلاً وأساساً صون هذه الحريّات.
كيف يبدو المشهد السياسي الداخلي في فرنسا، قبل أقل من أسبوعين على موعد الدورة الأولى للانتخابات النيابية المبكرة المُقررة يوم الأحد في 30 حزيران/يونيو الحالي؟
تصعيدٌ يُقابله تصعيد. تلك سمة الحرب الروسية-الأوكرانية التي تمر بعامها الثالث. اتفاق أمني أميركي-أوكراني يضع رجلاً لكييف في حلف شمال الأطلسي، يدفع روسيا وكوبا إلى التذكير بأزمة 1962 وإيحاءاتها النووية. تعاون عسكري بين اليابان وأوكرانيا يستعجل قدوم فلاديمير بوتين إلى كوريا الشمالية التي لا تكلّ عن اجراء تجاربها الصاروخية، غير بعيد عن أجواء طوكيو، التي تنبعث نزعتها العسكرية بعد عقود من الرقاد.
فضح العدوان الإسرائيلي على غزة منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول، إفلات إسرائيل التام من العقاب ودعم غالبية القوى الغربية غير المشروط لإسرائيل. وفي فرنسا، ساهمت تلك الحرب في تحفيز الخطاب الذي يروّج للصدام الحضاري مع “البرابرة”، وهي السردية التي يردّ عليها آلان غريش في كتابه الأخير “فلسطين، شعب يأبى أن يموت”، الذي صدر في فرنسا في 2 مايو/أيار
حقوق الإنسان، الإتحاد الأوروبي القوي، استقلالية وسائل الإعلام، دور المعارضة؛ أسس أربعة للأنظمة الديموقراطية، حدّدها رؤساء كل من ألمانيا والنمسا وإيطاليا في مقالة مشتركة لهم في صحيفة "كورييري ديلا سيرا" الإيطالية، في شهر أيار/مايو المنصرم.
ماذا بعد صدور نتائج الانتخابات الأوروبية في فرنسا والهزيمة المُرّة والمُدويّة التي مُني بها الرئيس ايمانويل ماكرون من خلال خسارة وتراجع لائحة حزبه "النهضة" أمام التقدم والفوز غير المسبوق للائحة حزب "التجمع الوطني" اليميني المتطرف؟ وما هي أبعاد إقدام ماكرون على حل الجمعية الوطنية الفرنسية والدعوة إلى انتخابات نيابية مبكرة في 30 حزيران/يونيو الحالي و7 تموز/يوليو المقبل؟
مُجدداً، تقدم الدور القطري على أدوار باقي أطراف اللجنة الخماسية (الولايات المتحدة وفرنسا والسعودية ومصر)، لكن هذه المرة بفارق محاولة استفادة الدوحة من تجاربها طيلة سنة وسبعة أشهر من عمر الفراغ الرئاسي في لبنان. كيف؟