تتعقد الأزمة السورية بسبب إندماج ثلاث ساحات من الصراعات على أرض سوريا: الصراع بين أطراف محلية؛ الصراع بين أطراف خارجية (إقليمية ودولية)؛ الصراع بين الإقليمي، الدولي والمحلي.
تتعقد الأزمة السورية بسبب إندماج ثلاث ساحات من الصراعات على أرض سوريا: الصراع بين أطراف محلية؛ الصراع بين أطراف خارجية (إقليمية ودولية)؛ الصراع بين الإقليمي، الدولي والمحلي.
لم يعد خافياً على أحد أن رئيس حكومة الحرب الإسرائيلية بنيامين نتنياهو يُعطّل كل المبادرات والمفاوضات لوقف إطلاق النار في قطاع غزة، وفي كل مرة يخترع ذريعة جديدة لقطع الطريق على اي انجاز يُمكن أن تحقّقه إدارة جو بايدن، في انتظار كسب رهانه الرئاسي الأميركي؛ أي عودة المرشح الجمهوري الرئيس السابق دونالد ترامب إلى البيت الأبيض.
تُمثّل الإشارات المتبادلة بين الحكومتين السورية والتركية منعطفاً في مسار التوازنات الإقليمية الجديدة. وبرغم أن هذه الإشارات لم تقترب بعد من مستوى التطبيع الكامل، وبرغم أنه من غير المتوقع أن تُفضي إلى تحركات سريعة في هذا الاتجاه، إلا أن مثل هذه التحركات ستؤثّر حتماً على مسار الحل السوري، وهذا من شأنه أن يُشكّل حرجاً كبيراً للقوى السورية المعارضة على تنوعها. فتركيا شكّلت داعماً أساسياً للمعارضة، سياسياً وعلى الأرض، في حين ظلّ الداعمون الغربيون مُتردّدين.
تتالت الأنباء عن اندلاع اشتباكات متجدّدة بين قوى عسكرية لعشائر عربية عبرت نحو الضفة الشرقية لنهر الفرات، وبين قوات "قسد" المختلطة من قيادات كردية وعناصر من عشائر عربية أيضاً، في منحى جديد للصراع المندلع في إقليم غرب آسيا.
كان تأجيل انتخابات مجالس الإدارة المحلية في منطقة الجزيرة السورية أمراً متوقعاً على الرغم من التأكيدات المسبقة بالإصرار على إجرائها رغماً عن التهديدات التركية والنصائح الأميركية، وهي آخر خطوة في مسار تجربة سياسية عسكرية اجتماعية خاصة بدأت بعد بدء الحرب في سوريا عام 2011 وتبلورت أولى أسسها عام 2014 بعد الإعلان عن قيام الإدارة الذاتية في كامل مناطق الشمال السوري الممتد من عفرين إلى أقصى المثلث الحدودي بين سوريا والعراق وتركيا.
تنظيم الدولة الإسلامية "داعش" يستعيد زخمه، وإدارة الرئيس الأميركي جو بايدن "تمنحه دفعة قوية ليتمكن وينشط أكثر، وذلك بعد سحب ما تبقى من القوات الأميركية من سوريا والعراق، كما تُخطّط الإدارة الأميركية"، بحسب تقرير أعده تشارلز ليستر لـ"فورين بوليسي"(*)
ثمّ ماذا؟ وكيف ستنتهي هذه الجرائم ضد الإنسانيّة بحقّ الفلسطينيين ليس فقط في غزّة بل أيضاً في الضفّة؟ وكيف سيعاد ترتيب المنطقة بعد هذه الحرب؟
يُعتبر "معبر الحمران" بين ريف جرابلس وريف منبج على خط التماس الفاصل بين منطقتي سيطرة "قسد" من جهة ومنطقة سيطرة "الجيش الوطني" الموالي لتركيا من جهة ثانية، نموذجاً على أهمية المعابر الداخلية وأدوارها في تمرير المشاريع والحسابات المتصلة بالأزمة السورية، وأغلبها من خارج الحدود.
سنح المشهد السوري بأحداثه المتشعبة التي تفاعلت بقوة في الآونة الأخيرة وخصوصاً الاقتتال في دير الزور واحتجاجات السويداء، لأبي محمد الجولاني زعيم "هيئة تحرير الشام" والذي يُفضّل لقب "قائد المحرَّر" بفرصتين ذهبيتين سارع إلى اقتناصهما والإستثمار فيهما.
يستمر تراشق الاتهامات حول انتهاك تفاهم "منع التصادم" بين القوات الأميركية ونظيرتها الروسية العاملتين في سوريا، لكن يبدو من الصعب تحديد الجهة المسؤولة عن هذا التصعيد ودوافعها وأهدافها.