في محاولة للدفع نحو عالم متعدد الأقطاب وإيجاد حلول للأزمات الاقتصادية والأمنية، عقدت منظمة "سيكا" مؤخراً مؤتمر "التفاعل وبناء الثقة في آسيا" بالعاصمة الكازاخية آستانة. وتتألف منظمة "سيكا" من 27 دولة كأعضاء دائمين.
في محاولة للدفع نحو عالم متعدد الأقطاب وإيجاد حلول للأزمات الاقتصادية والأمنية، عقدت منظمة "سيكا" مؤخراً مؤتمر "التفاعل وبناء الثقة في آسيا" بالعاصمة الكازاخية آستانة. وتتألف منظمة "سيكا" من 27 دولة كأعضاء دائمين.
لم تكن الأزمات التي واجهت جمهوريات الإتحاد السوفياتي السابق منذ إنهياره قبل ثلاثة عقود تحظى بإهتمام الرأي العام العالمي كما هو الحال في يومنا هذا مع أزمة أوكرانيا المفتوحة على مصراعيها والتي تحمل في طياتها بذور نظام عالمي جديد قيد التبلور. هذه مقالة تتوغل في بعض التاريخ والحاضر وتحاول إستشراف المستقبل.
قد تكون الجسور الجوية التي أقامها الغرب مع كييف أكبر من طاقة أوكرانيا على إستيعابها. ربما يحتاج الجيش الأوكراني إلى أشهر أو سنوات عدة للتدرب على الأسلحة الحديثة التي تتقاطر عليه من الولايات المتحدة وبريطانيا وكندا وأوستراليا. وعلى رغم ذلك، عيون الروس شاخصة أبداً إلى مسيرات "بيرقدار" التركية التي قلبت المعادلات الميدانية في ليبيا وفي أذربيجان في الأعوام الأخيرة.
بعيداً عن تفاصيل الجغرافيا، عشت بعض عمري أتصور أو أعتقد أن أوكرانيا مقاطعة روسية. كان لأوكرانيا صوتٌ في الأمم المتحدة باعتبارها كياناً مستقلاً. الكيان في الشكل مستقل والصوت في الواقع العملي غير مستقل. هذه المفارقة ظلت قائمة بشكل ما بعد الحرب الباردة وانفراط الإتحاد السوفييتي حتى نشبت في عام 2014 "ثورة الميدان" في أوكرانيا، وهي الثورة التي أطاحت برئيس جمهورية شديد الولاء لروسيا.
ما زالت معركة الوعي قائمة بين النخب العربية حول التحوّلات الدولية التي أفضت إلى صعود الشرق وأفول الغرب كي لا نقول أكثر من ذلك.
أما وقد إنتهى الأسبوع الديبلوماسي بين روسيا والغرب إلى لا شيء، وتصاعدت لغة الإنذارات المتبادلة في ضوء تباعد مواقف الجانبين من الأزمة الأوكرانية، صار لزاماً طرح السؤال التاريخي للينين والآن.. ما العمل؟
لم يهمس أحد من الحكومات العربية بموقف أو كلمات إزاء ما يجري في كازاخستان من أحداث. بالمقابل، تنبري إسرائيل بصحافتها تحديداً لمقاربات تتضمن وقائع جديدة، إن دلّت على شيء إنما على مدى تغلغل إسرائيل في الجمهوريات السوفياتية السابقة في آسيا الوسطى. في ما يلي تقرير كتبه المحلل السياسي الإسرائيلي ديفيد روزنبرغ في "معاريف":
بصرف النظر عن طبيعة التدخل الروسي في كازاخستان، وما يرافقه من إغراء المقارنة بين التدخل السوفياتي في هنغاريا (1956) وفي تشيكوسلوفاكيا (1968)، فإن نجاح الوحدات العسكرية لـ"منظمة معاهدة الأمن الجماعي" بقيادة روسيا في تثبيت حكم الرئيس قاسم جومارت توكاييف، لا يلغي واقع دخول كازاخستان في دائرة "الدول القلقة".
لم يترك التوقيت الذي إندلعت فيه إضطرابات كازاخستان، الكثير من الخيارات أمام الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، سوى المسارعة إلى إخماد الحريق في الحديقة الخلفية لروسيا قبل الجلوس إلى طاولة المفاوضات في جنيف مع المسؤولين الأميركيين للبحث في خفض التصعيد في أوكرانيا.
في زحمة التوتر الأميركي ـ الروسي في أوكرانيا وفي خضم توتر لا يقل خطورة بين الصين والولايات المتحدة في بحر الصين الجنوبي ومضيق تايوان، جاءت المفاجأة من حديقة روسيا الخلفية في الجنوب: كازاخستان أكبر دول أسيا الوسطى مساحة والثانية في عدد السكان بعد أوزبكستان وابرز مسالك طريق الحرير الصيني.