
في عز "الزمن السوري" لبنانياً، وحتى يومنا هذا، لم يخطر لا ببال القيادة السورية ولا باقي من حاولوا وراثتها "التبرع" بصياغة بيان وزاري لأي من الحكومات اللبنانية المتعاقبة، أقله طوال ربع قرن من الزمن.
في عز "الزمن السوري" لبنانياً، وحتى يومنا هذا، لم يخطر لا ببال القيادة السورية ولا باقي من حاولوا وراثتها "التبرع" بصياغة بيان وزاري لأي من الحكومات اللبنانية المتعاقبة، أقله طوال ربع قرن من الزمن.
قبل ألفيْ سنة، جلس نيرون في برجٍ مرتفع يتأمَّل روما وهي تحترق. وتروي كتب التاريخ والأساطير، أنّ الإمبراطور الروماني الخامس (والأخير)، كان يمسك القيثارة ويغنّي أشعاراً لهوميروس وينظر إلى ألسنة اللهب. طوال خمسة أيام، التهمت النيران ثلثيْ المدينة. راقب نيرون المشهد بمتعة، وقيل إنّه كان يدخِّن ويرتشف الشاي السيلاني. وحدث الأفظع عندما خمد الحريق. إذْ أمَرَ، على الفور، بتشييد قصرٍ له على أنقاض الدمار الساخنة.
اتبعت الولايات المتحدة مع بداية الحرب الباردة ما أسمته "سياسة الاحتواء" التي تقوم على فكرة إنشاء سلسلة من الأحلاف والقواعد العسكرية، بهدف "تطويق وعزل الاتحاد السوفييتي" آنذاك، وإحكام الخناق حوله، و"منع انتشار نفوذه وأيديولوجيته إلى الدول المجاورة وإلى سائر مناطق العالم"، حيث دفع توازن الرعب القائم الإدارة الأميركية إلى البحث عن سبل لمواجهة موسكو من دون إطلاق شرارة حرب عالمية جديدة.
يضع الباحث الإسرائيلي في معهد دراسات الأمن القومي الإسرائيلي، آساف أوريون، في مقالة نشرتها "مباط عال"، التجديد الأخير لقوات "اليونيفيل" في الجنوب اللبناني في خانة "التضامن" مع لبنان، غداة إنفجار مرفأ بيروت، الأمر الذي أفقد الولايات المتحدة ورقة تعديل مهمات "اليونيفيل"، لمصلحة الورقة الفرنسية التي تزامنت مع عودة فرنسا إلى الساحة اللبنانية. ماذا تضمنت المقالة؟
إستهدفت العقوبات الأميركية للمرة الأولى شخصيتين محسوبتين على نبيه بري وسليمان فرنجية: علي حسن خليل ويوسف فنيانوس. ما هي أبعاد هذه الخطوة الأميركية ولماذا في هذا التوقيت بالذات؟
تزامنت الذكرى المئوية للبنان الكبير مع الإنفجار المروع في مرفأ بيروت، بكل تداعياته الكارثية، وللمناسبة، صدرت مقالات وتعليقات عديدة، منها ما تضمن إنتقادات تذهب إلى حد نسف فكرة الكيان اللبناني ولا تتمنى له أن يعيش لا مئوية ثانية ولا دقيقة واحدة.
لم يكد يخرج لبنان من إحتفالية استقبال الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون بوصفه حاملاً "ترياق النجاة" للبنانيين، حتى بدأ التهليل لوصول الدبلوماسي الأميركي ديفيد شينكر. الأول، أهان الطبقة السياسية وهدّدها وأمهلها. الثاني، قرر أن يحتقر الطبقة نفسها بتجاهلها لمصلحة "مجتمع مدني"، كان الأحرى بـ"مدنيته" أن تجعله يرفض أصل هكذا لقاء!
"أُعلنُ توقّفي عن ممارسة مهامّي كرئيسٍ للجمهوريَّة". بسبعِ كلماتٍ، تنازل الجنرال شارل ديغول عن السلطة في فرنسا. لم يتحمّل عنفوانه الشخصي وتاريخه النضالي، رفْض 52،41% من المواطنين الفرنسيّين إصلاحاته التشريعيَّة التي كان قد طرحها في استفتاءٍ عامّ بعد ثورة أيّار/مايو الشهيرة (1968). عقب صدور النتائج بعشر دقائق، صدح ليلاً صوت الجنرال الفرنسي الأشْهَر وهو يخاطب الشعب مودِّعاً.
يجيب مساعد وزير الخارجية الاميركي لشؤون الشرق الأدنى ديفيد شينكر على سؤال حول آفاق السلام في المنطقة بعد الاتفاق الاماراتي – الإسرائيلي، وذلك في سياق حديثه عن لبنان ومسار مباحثات ترسيم الحدود البحرية، معتبراّ ما حصل "تعبير عن أن الدول العربية لن تكون بعد اليوم رهينة المطالب الفلسطينية"، ويضيف أننا "سنشهد على غرار معاهدة كامب ديفيد التي مهدت الطريق لاتفاق وادي عربة، أن الاتفاق الذي وقعته الامارات سيكون له تأثير كبير في المنطقة... ومن المؤسف أن لبنان لا يستطيع الاستفادة اقتصادياً والتنقيب على الغاز الطبيعي والاتفاق على ترسيم الحدود".
إنفجار نيترات الأمونيوم في 4 اب/أغسطس، لم يدمّر فقط مرفأ بيروت وعنابره وإهراءاته والأحياء السكنية المحاذية له، بل دمّر آخر أساسات نظام سياسي ينازع منذ زمن طويل.