لم تأت دعوة الرئيس اللبناني ميشال عون إلى الإستشارات النيابية الملزمة يوم الخميس في 15 تشرين الأول/أكتوبر، لتكليف رئيس جديد للحكومة اللبنانية، في سياق تفاهم سياسي مع أي طرف سياسي داخلي أو خارجي.
لم تأت دعوة الرئيس اللبناني ميشال عون إلى الإستشارات النيابية الملزمة يوم الخميس في 15 تشرين الأول/أكتوبر، لتكليف رئيس جديد للحكومة اللبنانية، في سياق تفاهم سياسي مع أي طرف سياسي داخلي أو خارجي.
يصل وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف الى لبنان في "زيارة مهمة"، نهاية تشرين الأول/أكتوبر الحالي، على أن يسبقه إلى بيروت سفير روسيا الجديد لدى لبنان الكسندر روداكوف، في 11 الجاري، حيث سيقدم اوراق اعتماده سريعا الى رئيس الجمهورية ليباشر مهامه واولها اعداد الترتيبات لزيارة رئيس الدبلوماسية الروسية.
حينما كنت اتابع خطاب السيد حسن نصرالله، الثلاثاء الماضي، همست ابنتي الصغرى البالغة من العمر تسع سنوات في أذني قائلة "بابا ليش ما عم يصرخ". لفتتني بسؤالها إلى هذا الهدوء العميق لرجل يقارب وقائع تراكمت على مدى ثلاثة اسابيع في خضم ازمة سياسية واقتصادية ومالية هي الاخطر على لبنان الكيان، الدولة، والشعب.
انتهت سريعا مفاعيل مبادرة الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون في لبنان، وفهم الرجل على الأرجح انه لم يحن الوقت بعد للسماح للبنان وسوريا بالانتعاش. فصراع المحاور على اشُده قبل معركة الانتخابات الرئاسية الأميركية المفتوحة على كل الاحتمالات الخطيرة في الداخل الأميركي والخارج، والأمل الذي كان قائما حول إمكانية تفاوض إيراني مع الرئيس دونالد ترامب قد طوي نهائيا على الأقل حتى الانتخابات.
خاض الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله هذه الليلة حواراً لا مثيل له مع الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون.. والنتيجة متروكة للرأي العام، وإن كان لبنان الذي منازله كثيرة، سيقرأ هذا الحوار، إستناداً إلى مواقف مسبقة، مع هذه الجهة أو تلك. لكن ماذا بعد الخطابين؟
هل تقتصر المبادرات الفرنسية حيال لبنان على الجانب السياسي؟ كيف يتحرك المجتمع في فرنسا من اجل اظهار تعاطفه مع الشعب اللبناني؟ وماذا عن التظاهرة الفنية الكبرى التي تستعد باريس لاحيائها تضامنا مع لبنان؟
أبرزت المبادرة الفرنسية وقوف اللبنانيين أمام أزمة نظام عميقة ومستعصية. أما في التفاصيل اللبنانية، فقد أصيبت المبادرة بتصدع مُذ أسقط ثنائي "حركة أمل ـ حزب الله" مهلة التشكيل التي كانت مُعطاة وصولاً إلى إستدعاء سعد الحريري "العنصر الطائفي"، على ما قال رئيس فرنسا ايمانويل ماكرون في مؤتمره الصحافي اللبناني أمس (الأحد).
ما هي ابرز النقاط التي اراد الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون تظهيرها الى الرأي العام اللبناني بعد الانتكاسة التي منيت به المبادرة التي اطلقها في قصر الصنوبر في بيروت في الأول من ايلول/ سبتمبر الحالي؟ ما هو مستقبل التحرك الديبلوماسي الفرنسي حيال أزمات لبنان المتراكمة؟
ما هي ردة فعل باريس على اعتذار رئيس الحكومة المكلف مصطفى أديب؟ ما مصير المبادرة الفرنسية لمساعدة لبنان للخروج من أزماته؟ كيف ستتعامل الديبلوماسية الفرنسية مع المستجدات على صعيد تأليف الحكومة اللبنانية الجديدة؟
إعتذر مصطفى أديب عن تأليف الحكومة اللبنانية، بعد 26 يوماً على تكليفه رسمياً بهذه المهمة، في سياق المبادرة الفرنسية "الإنقاذية" التي أطلقها الرئيس إيمانويل ماكرون، غداة إنفجار مرفأ بيروت في الرابع من آب/أغسطس 2020. ماذا بعد؟