
لا صوت يعلو في إيران هذه الأيام على قهقهة فرح القيادة بخروج الأميركيين من افغانستان بالطريقة التي خرجوا بها ووصفت بـ"الهزيمة النكراء" و"الهروب الجبان". بيد أن الفرح الظاهر لا يخفي الحذر الكامن ولا المشاعر الأخرى المتناقضة، كيف؟ ولماذا؟
لا صوت يعلو في إيران هذه الأيام على قهقهة فرح القيادة بخروج الأميركيين من افغانستان بالطريقة التي خرجوا بها ووصفت بـ"الهزيمة النكراء" و"الهروب الجبان". بيد أن الفرح الظاهر لا يخفي الحذر الكامن ولا المشاعر الأخرى المتناقضة، كيف؟ ولماذا؟
في إنتظار قرار مجلس صيانة الدستور الأخير بتحديد القائمة النهائية للمرشحين الذين سيتنافسون في الإنتخابات الإيرانية المقررة في 18 حزيران/ يونيو المقبل، تتركز الأنظار على ما ستكون عليه نسبة المشاركة في الإنتخابات من جهة وهوية الفائز وهو حتماً سيكون من فريق المحافظين من جهة ثانية.
برغم تسريب التسجيل الصوتي لمحمد جواد ظريف بكل ما تضمنه من عناوين إشكالية، كالعلاقة بين السلطة السياسية (الحكومة) ومؤسسة الحرس الثوري، وبرغم ردود الفعل، إلا أن ذلك لا يمنع من القول إن هذه الشخصية الإيرانية تمثل رقمًا لا يُستهان به في الانتخابات الرئاسية الإيرانية.
التسجيل الصوتي المُسرب لوزير خارجية إيران محمد جواد ظريف، تجاوزت تداعياته الميدان السياسي الإيراني. حظي التسريب بإهتمام عالمي نظرا لأهمية المواضيع المثارة والمتصلة بالعلاقات الدولية. لا من يتحدث هو شخص عادي ولا من يجري الحديث عنه هو شخص عادي ولا المواضيع المثارة عادية، بل إنها كلها إستثنائية بكل معنى الكلمة.
السؤال الإقليمي الناتج عن واقع العلاقات السعودية ـ الإيرانية، يتوزع على فرعين وعلى الشكل التالي: هل اضطراب تلك العلاقات يخدم مصالح المنطقة؟ الإجابة: لا، هل التقارب بين الطرفين يُريح شعوب المنطقة؟ الإجابة: نعم.
إنشغلت إيران في الأيام الأخيرة بالتسريب الصوتي لوزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف الذي انتقد فيه القائد السابق لـ"فيلق القدس" في الحرس الثوري الجنرال قاسم سليماني لأنه كان يقدِّم "الميدان" على "الديبلوماسية". ومع أن المضمون لا يكشف سوى ما هو معروف عن العلاقة الحذرة بين الرجلين، فإن التوقيت كان العنصر الأبرز في هذا التسريب.
تحمل الأنباء الواردة من طهران، معطيات إيجابية حول محادثات فيينا الهادفة إلى إحياء الإتفاق النووي بين إيران ومجموعة 5+1، برغم صعوبة المفاوضات التي لا تتيح توقعًا عاجلًا وسهلًا يعيد الحياة إلى الإتفاق المجهض في أيار/مايو 2018، بل إن التقديرات تتقاطع عند منعطف استمرار المفاوضات إلى ما بعد الإنتخابات الرئاسية الإيرانية في حزيران/يونيو المقبل.
تستأنف مفاوضات فيينا غير المباشرة، غدا (الثلاثاء)، بين إيران والولايات المتحدة، في ظل إنطباع متبادل بين الجانبين بصعوبة التوصل إلى إتفاق قبيل الإنتخابات الرئاسية الإيرانية المقررة في منتصف حزيران/ يونيو المقبل، وهو أمر يبدو أن الطرفين يدفعان بإتجاهه.
أقفل المجتمعون في فيينا عائدين إلى بلدانهم. انتهت ما يمكن وصفها بالجولة الأولى من محادثات استعادة المبادرة للاتفاق النووي.
ما رشح إلى العلن بعد إنتهاء زيارة وزير الخارجية القطرية الشيخ محمد بن عبدالرحمن آل ثاني إلى طهران لا يشي بوساطة قطرية على الخط الأميركي ـ الإيراني، لكن التدقيق في ما سبق الزيارة وتخللها وما يعقبها من مواعيد، لا يمكن إلا أن يضع الزيارة في خانة لعب دور ما على خط واشنطن ـ طهران.