لم يغب مخطط التهجير القسري لسكان قطاع غزة عن الأجندة السياسية للحكومة الإسرائيلية بل ما زال حاضرًا بقوة في التفكير السياسي الإسرائيلي، برغم الإعلان عن اتفاق شرم الشيخ ضمن ما يُعرف بـ"خطة دونالد ترمب".
لم يغب مخطط التهجير القسري لسكان قطاع غزة عن الأجندة السياسية للحكومة الإسرائيلية بل ما زال حاضرًا بقوة في التفكير السياسي الإسرائيلي، برغم الإعلان عن اتفاق شرم الشيخ ضمن ما يُعرف بـ"خطة دونالد ترمب".
ينظر غالبية المراقبين إلى اتفاق وقف إطلاق النار في قطاع غزة بوصفه أكثر الاتفاقات هشاشةً في المنطقة، على أساس أن ما تم كان سطحيًّا جدًّا، وأن جوهره الاستعراض الأمريكي والعناوين الكبيرة، فيما ما تزال التفاصيل بعيدةً جدًّا عن الاتفاق بمعناه الحقيقي والمغلق.
"بايدن يقامر بكل ما يملك في الشرق الأوسط"؛ تحت هذا العنوان، كتب المحرر العسكري الإسرائيلي رون بن يشاي تقريراً لصحيفة "يديعوت أحرونوت، ضمنه تفاصيل جديدة بشأن المفاوضات الجارية بين الولايات المتحدة وإسرائيل بالتنسيق مع مصر وقطر، إستعداداً لتقديمها لحركة حماس. ماذا تضمن تقرير بن يشاي؟
ليس من باب الصدفة أن يُباغت الوفد الإسرائيلي المشارك في اجتماعات الدوحة، قبل حوالي الأسبوع، رئيس الاستخبارات الأميركية (سي آي إيه) وليام بيرنز، رداً على إصراره بوجوب إبرام تسوية عاجلة، بتذكيره بشكل فج بما صرّحه الرئيس الأميركي جو بايدن على باب طائرته في مطار بن غوريون بعد 11 يوماً من اندلاع حرب "طوفان الأقصى". قال بايدن أن الوقت "حان للسماح لإسرائيل بالذهاب الى النهاية"، أي أن لا سقف زمنياً للعملية الإسرائيلية في غزة.
الأسئلة والتساؤلات ذاتها ما زالت مطروحة، عند جميع المعنيين من أطراف وقوى دولية وإقليمية فيما يتعلق بمسار التطورات والسيناريوهات المحتملة بعد أشهر عشرة ونيف من حرب غزة التى تبدو أنها مفتوحة فى الزمان، ولو أنها حتى الآن محاصرة نسبيا فى المكان.
تستمر الجهود الهادفة إلى وقف العدوان الإسرائيلي المُدمّر على قطاع غزة، وإذ من المقرر أن تحسم جولة القاهرة التفاوضية، هذا الأسبوع، التعقيدات المختلف عليها بين المقاومة الفلسطينية والإحتلال الإسرائيلي، لتنتقل بعدها جولة التفاوض إلى الدوحة، للتوقيع على النتائج المفترضة، فلا شيء حتى الساعة يُمكن الرهان عليه للقول إن مجالات الأمل فُتحت وبات وقف النار قريباً.
انتهت اجتماعات الدوحة التفاوضية اليوم (الجمعة) ببيان للوسطاء الثلاثة الأميركي والمصري والقطري وصف نتائج جولة "الفرصة الأخيرة" بأنها "كانت جادة وبناءة وأُجريت في أجواء إيجابية".
برغم تصاعد الحديث عن وجود "فرصة جدية" لإبرام صفقة تؤدي إلى هدنة مستدامة في قطاع غزة، ثمة خشية من أن يبادر رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو إلى تطيير "الفرصة" سعياً منه إلى كسب وقت إضافي يحاول من خلاله فرض وقائع جديدة.
من زاوية رفح، عاد الخلاف ليظهر بين إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن وحكومة بنيامين نتنياهو، على خلفية نتائج الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة والتي أظهرت عوارضَ فشل إستراتيجي بات كبارُ المُحللين الإسرائيليين يشيرون إليه بلا تردّد.
لم يُعارض الرئيس الأميركي جو بايدن يوماً عملية إسرائيلية في رفح، ولم يقل يوماً إنه يعارض القضاء على "حماس"، وبقي حتى أيام خلت يقاوم الضغوط التي يتعرض لها من الجناح التقدمي في الحزب الديموقراطي كي يضع قيوداً على تصدير الأسلحة إلى إسرائيل، كرافعة لحملها على وقف الحرب في غزة.