
سيذكر اللبنانيون صيف هذه السنة لأجيال مقبلة. وستدون أحداثه المؤلمة للتاريخ بعدما وصلت وتصل، خلاله وتباعاً، الأزمات الاقتصادية والمالية والمصرفية والاجتماعية والمعيشية الى خواتيمها الدرامية.
سيذكر اللبنانيون صيف هذه السنة لأجيال مقبلة. وستدون أحداثه المؤلمة للتاريخ بعدما وصلت وتصل، خلاله وتباعاً، الأزمات الاقتصادية والمالية والمصرفية والاجتماعية والمعيشية الى خواتيمها الدرامية.
عندما بارك وليد جنبلاط لصديقه الأميركي جيفري فيلتمان مهمته الأفريقية الجديدة، أجابه الأخير برسالة مقتضبة: mission impossible. ما يسري على تلك المهمة، ينطبق أيضاً على الحكومة اللبنانية الموعودة. إستسلام "وطني" للفراغ، حتى الخارج نفسه، صار شريكاً في هذا التسليم ـ الإستسلام. الكل أطفأ محركاته وبالفعل صار تأليف الحكومة "مهمة مستحيلة"!
في إطلالته التلفزيونية الأخيرة، أعطى جبران باسيل إشارة واضحة إلى أن لا حكومة جديدة في المدى المنظور. تطرق إلى قضايا عديدة، لا بأس بتشريحها لأهمية الخطاب ومضامينه. البداية من الحدود البحرية.
كتب سفير إسرائيل الأسبق في القاهرة يتسحاق لفانون مقالة في "معاريف"، أمس (الأحد) شدد فيها على عدم التخلي عن جزء من حقل "كاريش" للبنان، لكنه فتح الباب أمام معالجة الأمر مع الجانب اللبناني "من خلال الإعراب عن استعدادنا لتأجيل البدء باستخراج الغاز من "كاريش" أشهراً معدودة فقط"!
خاطب الرئيس ميشال عون الشعب اللبناني طالباً ملاقاته في منتصف الطريق في معركة إصراره على التدقيق الجنائي، مشدداً على أن الوقت ليس للخلاف السياسي بل للإنقاذ. وكما فعل في مرات سابقة، اضطر الى استعمال رصيده الشخصي – عندما ذكر اسمه – لتحشيد جمهوره!
المواسم اللبنانية كثيرة ولكن حصادها قليلٌ جداً. بين زيارة ديفيد هيل إلى بيروت وزيارة سعد الحريري إلى موسكو، حلّق الفراغ الحكومي وطار تعديل مرسوم الحدود البحرية وأعيد تعويم رياض سلامة وتقدمت أسئلة دور الجيش اللبناني ما بعد "الإرتطام الكبير"!
الذهول إلى حد الصدمة، هو رد الفعل الأولي لدى شرائح لبنانية وازنة إزاء زيارة وزير الخارجية المصري سامح شكري إلى لبنان، ببرنامجها وخطابها ودلالاتها.
ما هي صحة المعلومات التي تداولتها أوساط سياسية وإعلامية لبنانية حول السعي الفرنسي لتحريك موضوع تأليف الحكومة اللبنانية الجديدة واستضافة باريس شخصيات سياسية وحزبية لبنانية؟ وما الجديد في ترجمة زيادة منسوب الضغط على "المعرقلين"؟
لم تبلغ مساحة الدور المصري في لبنان مداها الحالي، إلا في سني ما قبل الحرب الأهلية اللبنانية. بعد توقيع إتفاق كامب ديفيد، إتسمت السياسة المصرية بالإنكفاء، قبل أن تبدأ بإستعادة حضورها منذ حرب الخليج التي أدت إلى تحرير الكويت في العام 1991.
عملياً، لا معطيات تشي بخرق داخلي جدي. بالعكس، تجري محاولة توظيف عناصر خارجية في خدمة حسابات محلية، بعضها يخرج عن حدود التأليف إلى أصل التكليف نفسه!