
كلما إقترب لبنان مما يسمى "الإرتطام الكبير"، تضاعفت الأسئلة عما ينتظر هذا البلد في شهوره وسنواته القادمة، وأكثرها إلحاحاً: هل يمكن أن يُشكل الجيش اللبناني "بالتواطؤ" مع حزب الله مخرجاً بأن تقع على عاتقه مسؤولية إدارة البلد في هذه المرحلة الإنتقالية؟
كلما إقترب لبنان مما يسمى "الإرتطام الكبير"، تضاعفت الأسئلة عما ينتظر هذا البلد في شهوره وسنواته القادمة، وأكثرها إلحاحاً: هل يمكن أن يُشكل الجيش اللبناني "بالتواطؤ" مع حزب الله مخرجاً بأن تقع على عاتقه مسؤولية إدارة البلد في هذه المرحلة الإنتقالية؟
ثمة نافذة صغيرة جداً بأن تؤول المشاورات السياسية المكثفة في الداخل اللبناني خلال الـ 72 ساعة المقبلة، إلى مخرج ما لإنسداد الأزمة السياسية والحكومية، لكن أغلبية "الطبّاخين" يُقدرون أن طبخة الحكومة غير ناضجة كلياً.. والمشهد الآتي سيكون أكثر تعقيداً من الذي نعيشه اليوم!
لم يعش بلد ما عاشه لبنان من انخراط في لعبة الأمم ولم يخضع بلد لتجاذب إقليمي، كما خضع ويخضع لبنان، في إنتظار صياغة التفاهمات او التوافقات او الاتفاقات الكبرى.
مع زيارة الوسيط الأميركي في مفاوضات ترسيم الحدود البحرية بين لبنان وإسرائيل السفير جون دوروشيه إلى بيروت، في الساعات الأخيرة، تجدد الحديث عن إمكان تحريك المفاوضات غير المباشرة التي توقفت منذ مطلع شهر أيار/ مايو الماضي.
أن يُعلن سعد الحريري "التكامل" مع نبيه بري ويقول "سعد الحريري يعني نبيه بري ونبيه بري يعني سعد الحريري" فهذا يشتق وجهة جديدة في الصراع السياسي اللبناني: إصطفاف إسلامي يرأب الصدع السُني ـ الشيعي الذي استطال زمناً، مقابل إصطفاف مسيحي يُنعشه ويغذيه جبران باسيل بدعوى "حقوق المسيحيين"!
لم يعد إعتذار رئيس الحكومة المكلف سعد الحريري هو القضية. كتاب الإعتذار بات جاهزاً. المسألة تتصل بالتوقيت.. والتوقيت له عناصره المحلية والخارجية. تظهير القرار يتبدى خلال الأيام القليلة المقبلة.
لو إفترضنا أن مراسيم تأليف الحكومة اللبنانية الجديدة برئاسة سعد الحريري، ستذاع هذه الليلة، هل يشي مناخ التأليف، بكل تفاصيله وأفخاخه بوجود نوايا إيجابية تضع البلد على سكة التعافي الإقتصادي والمالي والتحضير للإنتخابات النيابية المقبلة؟
"ما من شر يدوم وما من خير ينتهي"، لسان حال الرئيس اللبناني العماد ميشال عون، الذي يردّد هذا القول أمام زواره في معرض توصيفه للمشهدية اللبنانية التي تعاني استعصاءً في كل الملفات، وسط لا مبالاة بمآل الأمور على كل المستويات.
برغم الأجواء الإيجابية التي أشاعتها عودة رئيس الحكومة المكلف سعد الحريري إلى بيروت وزاد من منسوبها اللقاء الذي جمعه برئيس مجلس النواب نبيه بري، إلا أن وقائع الساعات الأخيرة تشي بأن الأمور لا تتعدى "طبخة بحص"، على حد تعبير أحد "الطبّاخين"!
كان لافتاً للإنتباه في الخطاب الأخير للأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله في "يوم القدس العالمي" أن تنأى المقاومة بنفسها عن ملف ترسيم الحدود البحرية مع "إسرائيل"، تاركةً للدولة اللبنانية أن تتحمل مسؤولياتها التاريخية في الحفاظ على حقوق لبنان في الأرض والمياه والغاز والنفط.