
عاد فؤاد السنيورة إلى الضوء. هي عودة ملتبسة. مبررها إنكفاء الآخرين. يريد تعويض فراغ الزعامة السنية. يعتقد الرجل أن قماشته السياسية تجعله قادراً على إرتداء الثوب المشتهى. هل ينجح أم يفشل. هذه محاولة لتشريح الدور.
عاد فؤاد السنيورة إلى الضوء. هي عودة ملتبسة. مبررها إنكفاء الآخرين. يريد تعويض فراغ الزعامة السنية. يعتقد الرجل أن قماشته السياسية تجعله قادراً على إرتداء الثوب المشتهى. هل ينجح أم يفشل. هذه محاولة لتشريح الدور.
لم يحظَ ملف ترسيم الحدود البحرية بأي إجماع وطني منذ عقد ونصف من الزمن. كل طائفة ومرجعية لبنانية تُغني على موالها. ما جرى غداة الزيارة الأخيرة للموفد الأميركي عاموس هوكستين يشي بـ"قطبة مخفية" جوهرها عدم وضع هذا الملف "على نار حامية"، كما كان يأمل كثيرون محلياً.
أضاعت حكومة نجيب ميقاتي ستة أشهر على مفترق جملة ملفات اقتصادية وإجتماعية كان اللبنانيون ينتظرونها منها بسذاجة اليائس. والأخطر، هو فشل جولة محادثات مع صندوق النقد الدولي، بسبب تماهي الفريق الحكومي مع رغبات حاكم مصرف لبنان رياض سلامة التمييعية غير المتصلة بأي نية حقيقية للاعتراف بالجريمة المرتكبة بحق المودعين، الأمر الذي جعل الصندوق يعطي مهلة أخيرة هي الحادي والثلاثين من آذار/ مارس.
للمرة الأولى منذ بدء وساطتها بين لبنان وإسرائيل في العام 2012، لأجل التوصل إلى خط حدودي مشترك ينهي النزاع الحدودي البحري، نجحت الولايات المتحدة في ترك إنطباع إيجابي لدى الحكومة اللبنانية. فما هو سر الإرتياح اللبناني؟
الإنتخابات النيابية اللبنانية قائمة في موعدها بقوة الإلحاح الدولي والإقليمي، وبرغم حسابات الأطراف اللبنانية المتنافرة من سعد الحريري المعتكف إلى سمير جعجع المندفع ووليد جنبلاط المتردد وجبران باسيل المكابر ونبيه بري المتوجس وحزب الله المُسبّح بحمد "الستاتيكو" على قاعدة أن الإنتخابات "وجعة راس" لا لزوم لها!
حمل وزير الخارجية الكويتي الشيخ احمد ناصر المحمد الصباح معه إلى بيروت مبادرة عربية ـ دولية مؤلفة من عشرة بنود، طلب الحصول على أجوبة عليها خلال مهلة لا تتجاوز تاريخ التاسع والعشرين من الشهر الحالي؟
غداة عودة وزير الطاقة اللبناني وليد فياض من زيارته الفرنسية في 12 كانون الاول/ديسمبر 2021، إستخلص من إجتمع به في بيروت أنه سمع في باريس كلاماً واضحاً من شركة "توتال" الفرنسية بأن لا تنقيب في البحر اللبناني ولا عقود تراخيص جديدة قبل الحسم النهائي لملف ترسيم الحدود البحرية مع اسرائيل.
لم يكد الرئيس اللبناني ميشال عون يُوقع مرسوم دعوة البرلمان اللبناني إلى عقد إستثنائي وفق جدول أعمال محدد، حتى إندلع إشتباك سياسي جديد بين رئيس الجمهورية وبين رئيس مجلس النواب نبيه بري الذي إعتبر أن مجلس النواب بموجب دستور الطائف "سيد نفسه"، ولا يمكن إلزامه بجدول أعمال محدد.
علاقة رئيس الجمهورية العماد ميشال عون برئيس مجلس النواب نبيه بري يصح فيها قول الشاعر ابن النحاس الحلبي "كلما داويت جرحاً سال جرحُ"، اذ بعد "التعاويذ" و"الطلاسم" و"الادعية" التي استعان بها رئيس الحكومة نجيب ميقاتي لتهدئة الاجواء التي استعرت نارها، الا ان الامور لم تُعمّر طويلاً، فحتى العقد الاستثنائي لمجلس النواب تحول الى باب "نقار" جديد.
ربما يظن البعض ان ما نشهده من "عقم" في توليد الحلول واستقالة من "الحس الوطني" محصور فقط بصراع الاشهر الاخيرة من نهاية عهد الرئيس اللبناني العماد ميشال عون، لكن من يضمن أن تبقى الأمور قيد السيطرة؟