الإعلام العبري: دروز سوريا.. مُهدّدون بـ7 أكتوبر!

يتهيب الإعلام العبري الخطوات التي تقدم عليها حكومة بنيامين نتنياهو في الجنوب السوري، لجهة المجاهرة بدعمها ومساندتها لدروز سوريا، وثمة من يعتبر ذلك بمثابة تأسيس لعداوة مع النظام السوري الجديد، فيما يباركها آخرون ويضعونها في خانة الأعمال الاستراتيجية الإسرائيلية الإقليمية المهمة، أما وزير الدفاع الإسرائيلي يسرائيل كاتس فيقول إنّ "واجبنا هو حماية الدروز في سوريا لأجل إخواننا الدروز في إسرائيل ومساهمتهم الكبيرة في أمنها"!  

ويرى المحلل العسكري في “هآرتس” عاموس هرئيل “أن الحكومة الإسرائيلية تواجه صعوبة في صياغة سياسة مدروسة بشأن سوريا، نظراً للوضع الجديد الذي نشأ هناك. وفي الوقت الذي يتفاخر فيه نتنياهو بأن الهزيمة التي ألحقتها إسرائيل بحزب الله في لبنان أدت الى تسريع انهيار نظام الأسد في سوريا فان كثيرين في المؤسسة الأمنية يخشون من أن (أحمد) الشرع ليس إلا عبارة عن جهادي متخفٍ، وأن منظومة القوات التي يبلورها حوله في سوريا ستشكل تحدياً أكثر تهديداً لإسرائيل في السنوات القادمة”.

أما زميله في الصحيفة نفسها، تسفي برئيل، محلل الشؤون العربية، فيقول إن الحكومة الإسرائيلية “تسعى لاستغلال الدفاع عن الدروز السوريين لتبرير استمرار وجود الجيش الإسرائيلي في أراضٍ سورية ذات سيادة، وربما لإحياء حلم يغآل ألون (سياسي إسرائيلي راحل) بإقامة دولة عازلة درزية في جنوب سوريا. وفي الوقت نفسه، تخوض إسرائيل عبر الدروز في سوريا صراع نفوذ مع التدخل التركي، وتحاول إحباط جهود الشرع، الذي تعتبره نظاماً جهادياً خطِراً، من أجل توحيد البلد تحت حكم مركزي، على الرغم من أن الشرع نال اعترافاً عربياً واسعاً، ويحظى بتعاون من دول أوروبية والولايات المتحدة”.

إيتان أوركيفي: دروز سوريا “مهددون بخطر 7 تشرين الأول/أكتوبر على أيدي إسلاميين متطرفين.. واتخاذ إسرائيل قراراً بتقديم المساعدة إلى دروز سوريا يُعد أيضاً فرصة لترميم شيء من الأضرار التي جلبتها دولة إسرائيل على نفسها، وتحديداً في هذا الشهر، قبل خمسة وعشرين عاماً”.. والمقصود هنا هو الانسحاب من الشريط الأمني في جنوب لبنان، والتخلي المخزي والإجرامي عن حلفاء إسرائيل؛ مقاتلي “جيش لبنان الجنوبي” وقادته

ويرى برئيل أن ما تقوم به حكومة نتنياهو تجاه دروز سوريا “يُشبه إلى حد بعيد تبنّي إسرائيل الطائفة المسيحية في لبنان كأداة لها خلال الحرب اللبنانية الأولى (الاجتياح الإسرائيلي للبنان سنة 1982)، أو دعمها الأقلية الكردية في العراق كقاعدة عمليات ضد نظام صدام حسين وإيران”. ويستدرك الكاتب أن “هذه النية الإسرائيلية ليست خافية على الدروز، الذين بدأوا للتو في نسج علاقتهم الجديدة بالنظام السوري. وبينما هم لا يخفون مخاوفهم من أن النظام ربما لا يفي بوعوده في حمايتهم، فإنهم قلقون بالقدر عينه من أن يتحولوا إلى أدوات في الإستراتيجيا الإسرائيلية”.

من جهته، يرى الصحفي والاستاذ الجامعي رون بن يشاي في مقالة له في “يديعوت أحرنوت”، “أن جذر المواجهات بين الجهاديين السُنة الذين يحكمون اليوم في سوريا وبين الدروز هو ديني ويعود الى الوراء الى القرن الـ 11 الميلادي. في نظر الجهاديين السُنة فإن الدروز ومبادىء الدين التي يبقون على سريتها بتزمت، هم كفار من الواجب اعادتهم الى الطريق المستقيم – واذا ما رفضوا فيجب ازالتهم عن وجه البسيطة، تماماً مثل العلويين الذين يعيشون في سوريا في شاطىء اللاذقية وطرطوس، وكانوا أساس قوة نظام عائلة الأسد”.

ويلاقيه الكاتب في “يسرائيل هيوم” إيتان أوركيفي، الذي يشير إلى أن دروز سوريا “مهددون بخطر 7 تشرين الأول/أكتوبر على أيدي إسلاميين متطرفين”. ويرى “أن اتخاذ إسرائيل قراراً بتقديم المساعدة إلى دروز سوريا يُعد أيضاً فرصة لترميم شيء من الأضرار التي جلبتها دولة إسرائيل على نفسها، وتحديداً في هذا الشهر، قبل خمسة وعشرين عاماً”. والمقصود هنا هو الانسحاب الإسرائيلي من الشريط الأمني في جنوب لبنان في العام 2000، والتخلي المخزي عن عملاء إسرائيل؛ مقاتلي “جيش لبنان الجنوبي” وقادته. إن وصمة العار التي التصقت بإسرائيل منذ ذلك الحين “تُشكّل جزءاً لا يتجزأ من ذلك الإخفاق الاستراتيجي”.

ويختم أوركيفي مقالته، بأن ما يقوم به نتنياهو، تجاه دروز سوريا، “لا يقتصر على كونه واجباً أخلاقياً، بل أيضاً هو خطوة ذات أهمية استراتيجية”، ويؤكد أن “إسرائيل عادت لتصبح قوة ذات نفوذ إقليمي كبير، ومتعددة الأذرع، وفاعلة تصوغ المحيط الذي من حولها، وليس فقط “قوة تعرف كيف ترد” على التغيرات التي تحدث في الدول المجاورة لها. ممنوع وقف هذه الاندفاعة، وبالتأكيد ليس الآن”.

Print Friendly, PDF & Email
إقرأ على موقع 180  جيوبوليتيك لبنان.. بلدٌ يُصارع للبقاء!
مهدي عقيل

أستاذ جامعي، كاتب لبناني

Download Premium WordPress Themes Free
Free Download WordPress Themes
Premium WordPress Themes Download
Download WordPress Themes Free
online free course
إقرأ على موقع 180  مآلات الملف النووي بعيون الصحافة الإيرانية