العلاقات الأميركية ـ الإسرائيلية.. ثقة بايدن بنتنياهو تتراجع

Avatar18018/02/2024
نشر المركز الفلسطيني للدراسات الإسرائيلية (مدار) تقريراً أعده الكاتب والباحث الفلسطيني المخضرم أنطوان شلحت يتناول وقائع من العلاقات الأميركية الإسرائيلية في أعقاب "طوفان الأقصى" تؤشر "إلى تباين في موقفي البلدين حيال حرب الإبادة الجماعية والتدمير الشاملة على قطاع غزة، ويتعلق هذا التباين، أساساً، بسير الحرب واتجاهاتها المتوقعّة من جهة، وبالمسار المتعلق في ما يوصف بـ"اليوم التالي" للحرب من جهة أخرى". ما هو أبرز ما تضمنه هذا التقرير؟

“وفقاً لما نشر ويُنشر في وسائل الإعلام الإسرائيلية والأميركية، فإن واشنطن ترغب في الدفع قدماً بصفقة تبادل أسرى بين إسرائيل وحركة حماس تشمل تهدئة طويلة قد تسفر عن وقف دائم لإطلاق النار، وكذلك بموجب ما كشف النقاب عنه توماس فريدمان في صحيفة “نيويورك تايمز” (الأول من شباط/فبراير 2024) باتت إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن تتبنى نهجاً جديداً يصفه بأنه عقيدة ينطوي على خطة تتضمن دفعة قوية نحو إنشاء دولة فلسطينية منزوعة السلاح ولكن قابلة للحياة على الفور، وهي برأيه نزعة لم تكن قائمة في السابق، كما يشمل هذا النهج تعزيز العلاقات الأميركية مع المملكة العربية السعودية إلى جانب تطبيع العلاقات بين هذه الأخيرة وإسرائيل، والمحافظة على موقف عسكري صارم ضد إيران ومن يوصفون بأنهم وكلاؤها في منطقة الشرق الأوسط. وأشار فريدمان إلى أن هجوم حركة حماس على إسرائيل يوم 7 تشرين الأول/ أكتوبر 2023 يبدو أنه يجبر إدارة بايدن على إعادة التفكير، بصورة أساسية، في منطقة الشرق الأوسط. وفي قراءته، إذا ما تمكنت هذه الإدارة من تحقيق ما أشار إليه، وهو أمر ضخم، فإن عقيدة بايدن يمكن أن تصبح “أكبر إعادة تنظيم استراتيجي في المنطقة منذ معاهدة كامب ديفيد بين إسرائيل ومصر العام 1979”.

وعلى ما يظهر حتى الآن، لم تحسم إسرائيل أمرها مع هذه الرغبات الأميركية. وقد برز التباين بين إسرائيل والولايات المتحدة على وجه الخصوص في إثر الجولة التي قام بها وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن في الشرق الأوسط الأسبوع الماضي وشملت إسرائيل. كذلك أكدته جلّ التقارير التي أجملت آخر محادثة هاتفية بين بايدن ونتنياهو جرت الأحد الماضي (الحادي عشر من شباط/فبراير 2024).

وعلى سبيل المثال، أشار ألون بنكاس، القنصل الإسرائيلي السابق في نيويورك، إلى أن جولة بلينكن كشفت النقاب عن اتساع الفجوات بين الولايات المتحدة وإسرائيل، والأهم من ذلك هو كشفها عن انعدام ثقة الإدارة الأميركية برئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو (“هآرتس”، التاسع من شباط/فبراير 2024). وأعرب بنكاس عن اعتقاده بأن انعدام الثقة الذي يشير إليه برز أكثر شيء في طلب بلينكن غير المسبوق في كل تاريخ العلاقات بين البلدين عقد اجتماع ثنائي منفرد مع رئيس هيئة الأركان العامة للجيش الإسرائيلي الجنرال هرتسي هليفي. وهو طلب رفضه نتنياهو جملة وتفصيلاً بذريعة أن إسرائيل ليست “جمهورية موز”.

أريك يوفيه: “سيُسجل اسم نتنياهو في كتب التاريخ، إلى جانب مسؤوليته عن كارثة السابع من تشرين الأول/ أكتوبر، بأنه مَن قام بتقوية بن غفير، العنصري الذي قام بتسميم العلاقات الإسرائيلية بالمجتمع الدولي، وهو يتسبب بزعزعة الدعم الأميركي الحيوي لإسرائيل، ويُحرج يهود الولايات المتحدة”

أما البروفسور إيتان غلبواع، وهو من أبرز الأكاديميين الإسرائيليين المتخصصين في العلاقات الإسرائيلية الأميركية، فأكد أن زيارة بلينكن في إسرائيل شفّت عن وجود تصدّعات في التنسيق العسكري والسياسي والدبلوماسي بين الجانبين، جزء منها نابع من السياسة الخاطئة لنتنياهو، الذي “ينشغل بنجاته السياسية أكثر مما ينشغل بالمصالح الأمنية والسياسية لإسرائيل”، على حدّ تعبيره (“معاريف”، الثامن من شباط/فبراير/2024).

وعلى سيرة نتنياهو وكل ملف العلاقات مع الولايات المتحدة الآن وفي المستقبل، يعتقد نداف تامير، وهو دبلوماسي إسرائيلي سابق والمدير التنفيذي لمنظمة “جي ستريت” في إسرائيل،  أن المواطنين الإسرائيليين واتجاهات اقتراعهم هما أقل ما يهم نتنياهو حالياً، حيث أنه يضع نصب عينيه “جمهوراً واحداً مؤلفاً من 6 أشخاص فقط” هم: إيتمار بن غفير (رئيس حزب “عوتسما يهوديت”)، وبتسلئيل سموتريتش (رئيس حزب “الصهيونية الدينية”)، وأرييه درعي (رئيس حزب شاس)، وموشيه غفني (رئيس حزب يهدوت هتوراه)، وإسحق غولدكنوف (رئيس حزب أغودات يسرائيل)، ودونالد ترامب. وبموجب ما يؤكد تامير، نتنياهو بحاجة إلى أمرين رئيسين في الوقت الحالي: الأول، وجود سياسيين في الائتلاف الحكومي يسمحون له بالاستمرار في تولّي منصبه، والثاني، أن يكون الفائز في انتخابات  الرئاسة الأميركية، في تشرين الثاني/نوفمبر المقبل، لطيفاً معه (“معاريف”، الثامن من شباط/فبراير 2024) (…).

ويشير البروفسور إيتان غلبواع في الوقت عينه إلى أنه منذ قيام إسرائيل وحتى الآن لم يتدخل الزعماء الإسرائيليون في انتخابات الولايات المتحدة، باستثناء الانتخابات الرئاسية الأميركية في العام 1968، حينما دعم إسحق رابين، الذي كان آنذاك سفير إسرائيل في واشنطن، المرشح الجمهوري ريتشارد نيكسون ضد خصمه الديموقراطي. وأضاف: إن “العلاقات الفريدة” التي نشأت بين الولايات المتحدة وإسرائيل استندت إلى حدّ كبير إلى دعم الحزبين، الديمقراطي والجمهوري، داخل الكونغرس لإسرائيل، في إطار ما أُطلق عليه اسم “الثنائية الحزبية”. ومن شأن تفضيل إسرائيل لمرشح على حساب الآخر أن يضر بهذا الدعم الثنائي، ولذا فقد امتنع الزعماء الإسرائيليون عن القيام بالأمر. كذلك نوّه بأن نتنياهو قام، على مدار الجولات الانتخابية الثلاث الأخيرة في الولايات المتحدة، بخرق قواعد الحياد في هذه الانتخابات، وقدّم دعمه إلى مرشحين جمهوريين، وحطم الدعم الثنائي، وتسبب بشقاق مع الجالية اليهودية الأميركية، التي تصوّت أغلبيتها العظمى لمرشحي الحزب الديموقراطي. ففي انتخابات 2012 دعم نتنياهو ميت رومني الجمهوري ضد باراك أوباما، وفي كل من انتخابات 2016 و2020 دعم ترامب. والآن يواصل بن غفير السير وفقاً لهذه السياسة المدمرة التي انتهجها نتنياهو، والتي من شأنها أن تتسبب بأضرار كبيرة لإسرائيل، وخصوصاً في هذه المرحلة التي تُعتبر إسرائيل فيها أشد تعلقاً بالولايات المتحدة عسكرياً، وسياسياً، ودبلوماسياً (…).

إقرأ على موقع 180  الحرب الإسرائيلية "عن بعد".. احتلالاً وقتلاً وتدميراً وتهجيراً

وقال أريك يوفيه، الذي كان رئيساً للحركة الإصلاحية في الجالية اليهودية في الولايات المتحدة، في تصريحات أدلى بها إلى صحيفة “معاريف”: “سيُسجل اسم نتنياهو في كتب التاريخ، إلى جانب مسؤوليته عن كارثة السابع من تشرين الأول/ أكتوبر، بأنه مَن قام بتقوية بن غفير، العنصري الذي قام بتسميم العلاقات الإسرائيلية بالمجتمع الدولي، وهو يتسبب بزعزعة الدعم الأميركي الحيوي لإسرائيل، ويُحرج يهود الولايات المتحدة. إن بن غفير عار على الصهيونية، وهو يمثل تهديداً حقيقياً لوجود إسرائيل. وكان يتوجب على نتنياهو إطاحته منذ وقت بعيد” (الثامن من شباط/فبراير 2024) (…)”.

(*) لقراءة النص كاملاً، راجع موقع “المدار

Print Friendly, PDF & Email
Avatar

Download WordPress Themes Free
Premium WordPress Themes Download
Premium WordPress Themes Download
Download WordPress Themes Free
download udemy paid course for free
إقرأ على موقع 180  الأزمة الأوكرانية هل تمهد لحرب باردة جديدة؟