“فورين أفيرز”: إسرائيل عاجزة عن كسر “المحور” لهذه الأسباب!

"محور المقاومة" قادرٌ على تخطي الصدمات التي يتعرض لها جراء الحرب الشرسة التي تشنها إسرائيل في غزَّة ولبنان، كما فعل طوال السنوات الأخيرة، "لأن قوى المحور عقدُ مترابطة من شبكات سياسية واقتصادية وعسكرية وأيديولوجية، ولديها قدرة عالية على التكيّف والمرونة". لذلك لن تستطيع إسرائيل أن تهزم هذه القوى؛ خصوصاً حزب الله و"حماس"؛ وستضطر في النهاية للقبول بتسوية سياسية شاملة تأخذ في الاعتبار الطبيعة الحقيقية لديناميكيات قوى المحور في المنطقة، بحسب مجلة "فورين أفيرز" (*).

رداً على عملية “طوفان الأقصى”، في 7 تشرين الأول/أكتوبر 2023، شنَّت إسرائيل حرباً إقليمية تريد منها إعادة تشكيل الشرق الأوسط. فاستهدفت؛ على وجه التحديد؛ قوى محور المقاومة (إيران، حزب الله في لبنان، حركة “حماس” في غزَّة، جماعة أنصار الله في اليمن، الحشد الشعبي في العراق، ونظام بشار الأسد في سوريا). وأمضت الأشهر الـ15 الماضية في محاولة تدمير البنية التحتية لشبكة المحور- السياسية والاقتصادية والعسكرية واللوجستية والاتصالات. كما شنَّت حملة اغتيالات غير مسبوقة، طالت عدداً من كبار قادة “حماس” وحزب الله والحرس الثوري الإيراني.

بالرغم من شراسة الهجوم الذي تشنه، مدعوماً بالتقنيات الحديثة والمتطورة وباستراتيجية الحرب الشاملة القائمة على تدمير الأحياء السكنية والمدن وإفراغها من سكانها، وبالرغم من تفوقها العسكري الذي لا يمكن إنكاره، والدعم الذي تحظى به من الغرب وبعض الدول العربية، فمن غير المرجح أن تقضي إسرائيل على قوى محور المقاومة بالطريقة التي تأملها. فقد أظهر “المحور”، مراراً وتكراراً، قدرة على التكيّف والمرونة تشهد على الروابط العميقة التي تحافظ عليها مجموعات أعضائه فيما بينها كما داخل مجتمعاتها. كما أن العلاقات العابرة للحدود التي يتألف منها “المحور” تعني أن “حماس” وحزب الله والقوى الأعضاء الأخرى لا يمكن اختصارها على أنها مجرد جهات فاعلة غير حكومية منفصلة أو جماعات مسلحة متمردة. إنها عقدٌ مترابطة من شبكات سياسية واقتصادية وعسكرية وأيديولوجية.

هذه الشبكات الإقليمية، بل والعالمية في بعض الأحيان، سمحت لقوى “المحور” باستيعاب الصدمات المختلفة التي تعرضت لها، بما في ذلك تخطي صدمة الاغتيالات (لا سيما اغتيال زعيمها الفعلي، الجنرال قاسم سليماني، بغارة أميركية في كانون الثاني/يناير 2020)، والانهيارات الاقتصادية نتيجة العقوبات التي شدَّدها الرئيس الأميركي، دونالد ترامب، وانهيار المصارف اللبنانية في عام 2019 (أسفر عن حجز الحسابات المالية للعديد من المجموعات الأعضاء)، والاحتجاجات الشعبية التي طعنت بسلطة المحور في إيران والعراق ولبنان وسوريا وغزَّة. وبرغم كل تلك التحديات، استعان أعضاء “المحور” ببعضهم البعض وبمجتمعاتهم المحلية من اجل البقاء على قيد الحياة.

هذه المرونة التاريخية والقدرة على التكيّف يؤكدان أن إسرائيل تجد/ وستجد دائماً صعوبة في القضاء على منظمات مثل “حماس” وحزب الله وغيرهما من قوى “المحور”. ومن المرجح أن تستمر إسرائيل في استراتيجية حربها الشاملة بهدف تحقيق انتصارات تكتيكية قصيرة الأجل وإضعاف قدرات المقاومة (…). ولكن في غياب حل سياسي يتكيف مع الترابط الاجتماعي لقوى “المحور”، سيستعين “المحور” مرة أخرى، بمصادر نفوذه المحلية واتصالاته العابرة للحدود، لإعادة تشكيل نفسه على المستويين المحلي والإقليمي (…).

المرونة من خلال التكيّف

إن محور المقاومة؛ كما هو قائمٌ اليوم؛ يختلف بشكل كبير عن “الشبكة” التي تأسست في ثمانينيات القرن العشرين. في ذلك الوقت، أسست الجمهورية الإسلامية الإيرانية الناشئة حزب الله في لبنان كـ”وسيلة” لإبراز وفرض قوتها. وكان هدفها “تصدير الثورة” واستخدام “الدفاع الأمامي” من خلال الردع غير المتكافئ ضد التهديدات المرتقبة، وبخاصة من إسرائيل. وقد استنسخت إيران هذا النموذج استراتيجياً عبر بلدان مختلفة، فأسّست، على سبيل المثال، “فيلق بدر” (لعب دوراً في الإطاحة بنظام الرئيس العراقي صدام حسين والاستيلاء على السلطة في العراق بعد عام 2003)، والجهاد الإسلامي في فلسطين وحركة “حماس”، ما ساعد في تعزيز نفوذها في المنطقة. وفي أعقاب انتفاضات ما سُمي بـ”الربيع العربي” وسَّعت دعمها للنظام في سوريا والحوثيين في اليمن، ما أدى إلى تعزيز نفوذها في الإقليم (…).

إن اعتمادها العميق على قواعدها الاجتماعية، واندماجها في نسيج دولها، والروابط العابرة للحدود بينها، كانت بوليصة دعم لقوى المحور خلال فترات الصدمات التي تعرضت لها

الاختبار المُبّكر لـ”المحور” جاء في عام 1992، عندما اغتالت إسرائيل الأمين العام لحزب الله آنذاك السيّد عباس الموسوي. في ذلك الوقت، أعلنت إحدى الصحف الإسرائيلية الكبرى أن “عصر الصراع مع حزب الله في ملعبه المريح قد انتهى”. لكن حزب الله استطاع إعادة بناء نفسه في وقت قياسي، وعزّز الدعم المحلي له، وحصل على المزيد من الدعم الإيراني (المال والتدريب العسكري والتوجيه الاستراتيجي)، ما مكَّنه ليس فقط من التعافي بسرعة استثنائية، بل وتوسيع نفوذه أيضاً. وتحت إشراف مجلس الشورى والأمين العام الجديد المُنتخب (خليفة الموسوي)، السيّد حسن نصرالله، أصبح حزب الله في نهاية المطاف قوياً بما يكفي لإجبار إسرائيل على الانسحاب من الأراضي اللبنانية من دون شرط، في عام 2000. هذا الانتصار، الذي تعزَّز بانتصار آخر تحقق في حرب تموز/يوليو 2006- عندما أُجبر الجيش الإسرائيلي على الإنسحاب من دون أن يحقق أياً من الشروط التي وضعها- إنجاز لم يسبق لأي جماعة/ أو جيش عربي أن حقّقه. وهذا ما عزَّز من سُمعة حزب الله إلى حد كبير. كما بشَّر بظهور تجسيد جديد وإستثنائي لـ”محور المقاومة”.

في عام 2011، واجه “المحور” تحدياً صعباً آخر عندما تعرض نظام الأسد لتهديد وجودي في هيئة حرب أهلية تطورت إلى ما يشبه “الحرب الكونية” على سوريا (…). لكن “المحور” تمكن، مرة أخرى، من التكيّف بطرق سمحت له بالتغلب على هذه الأزمة. وقد ساعد الأسد الروابط المهمة التي أقامها “المحور” مع دول خارج المنطقة: روسيا التي جاءت لإنقاذ الأسد وأصبحت شريكاً عالمياً مؤثراً لـ”المحور”. لكن المساعدة الأساس جاءت من أعضاء “المحور”. فبتوجيه استراتيجي من سُليماني، بدأت “قوة القدس” التابعة للحرس الثوري وجماعات شيعية عراقية في بناء جسر برّي حيوي لنقل الإمدادات والأسلحة والأفراد من طهران وبغداد إلى دمشق. ونشر حزب الله مقاتليه على طول الخطوط الأمامية، حيث لعبوا دوراً حاسماً (مع الدعم الإيراني) في دحر التكفيريين والمرتزقة الذين جاءوا من كل صوب لمحاربة الأسد، وبالتالي إنقاذ سوريا من الإنهيار ومنع ظهور نظام جديد في دمشق يكون معادياً لـ”المحور”.

إن محور المقاومة كما هو قائمٌ اليوم يختلف بشكل كبير عن الشبكة التي أنشئت في ثمانينيات القرن العشرين

كذلك أدَّت انتفاضات “الربيع العربي” إلى اندماج الحوثيين رسمياً في “محور المقاومة”. فبعد الإطاحة بالرئيس اليمني علي عبد الله صالح، أصبح الدعم الإيراني فعَّالاً في تحويل الحوثيين من جماعة مسلحة محلية إلى قوة عسكرية هائلة من خلال تقديم المساعدات المالية والأسلحة المتقدمة والتدريب العسكري (…). هذا الدعم، إلى جانب قواعد الدعم المحلية، سمح للحوثيين بالاستيلاء على صنعاء، في عام 2014 والحفاظ على هيمنتهم ضد “التحالف” الذي كانت تقوده السعودية.

وبالإضافة إلى العمليات العسكرية، واجه “محور المقاومة” أيضاً هجمات اقتصادية على شكل عقوبات. خلال السنوات الأولى من هذا القرن، دفعت طموحات إيران النووية ونفوذها المتزايد تحالفاً دولياً بقيادة الولايات المتحدة إلى فرض عقوبات جديدة ومشدَّدة على طهران وحلفائها داخل “المحور”. وزادت العقوبات بشكل كبير في عام 2018، عندما تراجع ترامب عن الاتفاق النووي وأطلق حملته لتشديد العقوبات و”الضغوط القصوى” على طهران، بهدف خفض صادراتها النفطية إلى الصفر، وتجريد النظام من مصدر دخل حيوي. وبالفعل، دمّرت العقوبات الاقتصاد الإيراني، لكن طهران وجدت طرقاً لبيع نفطها من خلال الأسواق غير الرسمية. وبمساعدة حلفائها في “المحور” استخدمت أسواقاً لتجارة موارد الطاقة، وتمويل العمليات العسكرية، والحصول على الدولار الأميركي. ففي العراق، على سبيل المثال، عملت إيران مع بقية قوى “المحور” على الجمع بين الوقود الإيراني وغير الإيراني قبل بيعه إلى دول في آسيا. وقد سمحت العائدات من هذه التجارة لإيران بشراء مكوّنات الأسلحة وشحنها إلى حلفائها في مختلف أنحاء المنطقة. كما منحت “المحور” علاقات عالمية إضافية على شكل مشترين صينيين للنفط.

إقرأ على موقع 180  الديموقراطيةُ مريضةٌ في "مجتمعاتها".. من يدفع الثمن؟

آخر تحدٍ كبير واجهه محور المقاومة، قبل الحرب الإسرائيلية الحالية على “حماس” وحزب الله، كان اغتيال قاسم سُليماني: مؤسس “المحور” وزعيمه الفعلي. فضلاً عن أنه كان له أسلوبه القيادي من أعلى إلى أسفل. وبرغم أن وفاته كانت نكسة حقيقية، إلا أن قوى “المحور” أظهرت؛ مرة أخرى؛ قدرة على التكيّف مع التهديدات الخطيرة.

بعد اغتيال سُليماني، صارت قيادة “المحور” أفقية يقودها الإيرانيون. احتفظت إيران بدور محوري في تحديد الاتجاه الاستراتيجي. لكن الهيكل الجديد سمح للأعضاء الآخرين بقدر أكبر من الاستقلالية والتفاعلات المستقلة مع الأحداث كما مع طهران ومع بعضهم البعض. وأصبح السيّد نصرالله وسيطاً مُهماً يقدَّم الإرشادات الاستراتيجية بشكل منتظم للجنرال إسماعيل قاآني (خليفة سُليماني)، الذي عمل على تحويل “المحور” إلى مؤسسة أكثر رسمية وتماسكاً (…).

حرب إسرائيلية شاملة 

إن التهديدات السابقة التي تعرض لها “محور المقاومة” تبدو ضئيلة مقارنة بالحرب الشاملة التي تشنها إسرائيل منذ عملية “طوفان الأقصى”. وكما حدث من قبل، اضطر “المحور” إلى التكيّف من أجل بقائه، وحافظ – أكثر من قبل – على هيكل قيادي أكثر أفقياً، وعمل على تشديد اتصالاته العابرة للحدود الوطنية.

وإلى حد أكبر بكثير من الصراعات السابقة، أثارت حرب إسرائيل ضد “حماس” وحزب الله استجابة قوية من حلفاء آخرين داخل “المحور”، مثل جماعة أنصار الله (الحوثيون) وكتائب حزب الله (فيلق بدر سابقاً) في العراق. في السابق، كانت هذه الجماعات هامشية في الديناميكيات الأوسع الخاصة بالصراعات الدائرة في الشرق الأوسط. ومع ذلك، فقد عزَّزت خلال العام الماضي استقلاليتها ونفوذها الإقليمي.

على سبيل المثال، بدأ الحوثيون؛ لأول مرة؛ باستخدام الصواريخ الباليستية المضادة للسفن لتعطيل الشحن التجاري في باب المندب والبحر الأحمر. وهاجموا السفن الإسرائيلية وتلك المتجهة إلى إسرائيل، ما أجبر شركات الشحن على تغيير مساراتها، الأمر الذي أدَّى إلى زيادة التكاليف وتأخير تسليم الطاقة والغذاء والسلع الاستهلاكية في جميع أنحاء العالم.

كانت العلاقات العابرة للحدود الوطنية بين دول “محور المقاومة” بمثابة بوليصة تأمين حاسمة خلال فترات الصدمة

كما سعت كتائب حزب الله في العراق إلى المزيد من المشاركة والنفوذ في الساحة العابرة للحدود مع تعرض “حماس” وحزب الله للهجوم. وفي خطوة تحدت المفاهيم الشعبية لدورها، قتلت المجموعة ثلاثة من أفراد الخدمة الأميركية في كانون الثاني/يناير 2024 عندما هاجمت موقعاً عسكرياً أميركياً يُعرف باسم “برج 22″ على الحدود الأردنية السورية. وقد تم الهجوم ضد رغبات الحرس الثوري الإيراني، الذي ناشد لاحقاً كتائب حزب الله بالعودة إلى وقف إطلاق النار. ومع ذلك، كشف الهجوم عن تكوين جديد لـ”المحور” يتضمن اتخاذ قرارات أكثر استباقية واستقلالية من جانب أعضائه (…).

إسرائيل تقلل من شأن “المحور”

تدرك إسرائيل الطبيعة العابرة للحدود لـ”محور المقاومة”. لذلك شرعت حكومة بنيامين نتنياهو في تنفيذ استراتيجية الحرب الشاملة رداً على عملية “طوفان الأقصى”، عبر شنّ هجمات قاسية ضد “حماس” وحزب الله وإيران ونظام الأسد، وأعضاء آخرين في “المحور”.

وأظهرت الضربات الموجعة التي وجهتها إسرائيل على مدار الأشهر الـ13 الماضية، قدرة قوى “محور المقاومة” على الصمود (…). وقد أثبت العام الماضي أن “المحور”، إلى حد كبير، ما يزال قادراً على التكيّف مع مختلف التحديات العسكرية والاقتصادية. وفي حين أن العديد من قواه الأعضاء ستظل تحت الأرض أو قريبة من الوطن خلال هذه الفترة من الصراع المكثف، فإنها ستستمر مع ذلك في الاعتماد على الدعم المحلي، وعلى أعضاء آخرين في “المحور” في جميع أنحاء المنطقة، وعلى حلفاء عالميين مثل روسيا والصين.

إن القضاء على “المحور” مهمة مستحيلة ومن المرجح أن تتطلب، على أقل تقدير، هدم واحتلال وإعادة تأسيس دول جديدة بأكملها (…). وبالنسبة لإسرائيل، التي اتُهمت بارتكاب جرائم حرب في المحكمة الجنائية الدولية والأمم المتحدة، فإن هذا النوع من الجهود من شأنه أن يؤدي إلى ردود فعل عكسية حتى من حلفائها الرئيسيين والمجتمع الدولي.

ويشير التاريخ إلى أن العمليات العسكرية الإسرائيلية من غير المرجح أن تنجح في غياب حل سياسي شامل، وبخاصة عندما تُـدار هذه العمليات خارج أراضيها. بل إنّ الحملة الإسرائيلية من المرجح أن تفضي إلى شرق أوسط أكثر اضطراباً، حيث يصبح السلام الحقيقي احتمالاً بعيد المنال. والواقع أن المذابح التي ترتكبها إسرائيل بحق المدنيين، والتي أدانتها الأمم المتحدة ومنظمات حقوق الإنسان، أثبتت أنها مدمرة للمجتمع المدني، وتستخدمها مجموعات المحور لتعزيز إيديولوجيتها المقاومة. وعلى نحو يخالف البديهة إلى حد ما، فإن السكان في إيران والعراق ولبنان وسوريا سوف يجدون الآن صعوبة أكبر في الإصرار على مساءلة مجموعات “المحور” التي تحكم حياتهم اليومية، ناهيك عن المطالبة بالإصلاحات. وسوف يكون هؤلاء المدنيون، وليس أعضاء المحور، هم الضحايا الأكبر على المدى الطويل في الحرب الشاملة التي تشنها إسرائيل.

لذا، بدلاً من تمكين إسرائيل من تنفيذ استراتيجيتها الوحشية، يتعين على الجهات الفاعلة الدولية أن تعمل على إيجاد تسوية سياسية تبدأ بوقف إطلاق النار لإنهاء الحروب الدموية في غزَّة ولبنان. وينبغي أن تكون الخطوة التالية إشراك الحكومات المرتبطة بـ”المحور” في التفاوض على تسوية أوسع تأخذ في الاعتبار الطبيعة الحقيقية لديناميكيات القوة في المنطقة. وبدون مثل هذا النهج الشامل، فإن الصراع الإقليمي في الشرق الأوسط محكوم عليه بالاستمرار، على حساب الأجيال القادمة.

– ترجمة بتصرف عن “فورين أفيرز“.

(*) ريناد منصور، مدير مشروع “مبادرة العراق” في معهد “تشاتام هاوس”.

Print Friendly, PDF & Email
Free Download WordPress Themes
Premium WordPress Themes Download
Download WordPress Themes
Download WordPress Themes
free download udemy paid course
إقرأ على موقع 180  من مطعم حسن عباس وشوارع أمستردام.. من يُمثّل العرب والمسلمين؟