
من بعيد تبدو العلاقات بين أبو ظبي والرياض متينة ووثيقة، فهما ينخرطان في حلف إستراتيجي واحد ويخوضان معاً حروباً مشتركةً على أكثر من جبهة، أكان ضد إيران أو الأخوان المسلمين أو تركيا رجب طيب اردوغان. لكن من قريب تبدو الصورة مختلفة.
من بعيد تبدو العلاقات بين أبو ظبي والرياض متينة ووثيقة، فهما ينخرطان في حلف إستراتيجي واحد ويخوضان معاً حروباً مشتركةً على أكثر من جبهة، أكان ضد إيران أو الأخوان المسلمين أو تركيا رجب طيب اردوغان. لكن من قريب تبدو الصورة مختلفة.
نامت السياسة في لبنان في سبات عميق. الكل ينتظر مبادرة تأتي من الخارج، بعدما بات الداخل عبارة عن خطوط تماس سياسية مكشوفة. هل في رهان اللبنانيين على الخارج ما يستوجب المزيد من الإهتراء السياسي والإقتصادي والمالي؟
إنتهت مع نهاية كانون الأول/ ديسمبر 2020 المهلة التي منحها مصرف لبنان للمصارف اللبنانية لتقديم الخطوط العريضة لخططها المستقبلية (5 سنوات) بشأن الحاجات الرأسمالية وتحديد الخسائر وكيفية تكوين المؤونات مقابل خسائر سندات الخزينة والقروض والتوظيفات لدى مصرف لبنان.
2020، كانت سنةً تركيةً بامتياز. لم تَحُل كورونا ومضاعفاتها البشرية والاقتصادية، دون تمكن الرئيس التركي من المضي في وضع رؤيته الإقليمية موضع التنفيذ.
فيما كان الجميع ينتظر تحديد موعد جديد للجلسة الخامسة من مفاوضات الترسيم البحري بين لبنان والعدو الإسرائيلي، دخلت الولايات المتحدة مجدّدًا على خط المفاوضات، برغم التقديرات القائلة بأن المفاوضات مؤجلة إلى ما بعد تسلم الإدارة الأميركية الجديدة مهامها..
ما تبقى من أيام معدودة للرئيس الأميركي دونالد ترامب في البيت الأبيض، سيجعلها أياماً محفوفة بالمخاطر بالنسبة لاحتمالات إندلاع مواجهة مع إيران.
من يدخل الى كواليس الحركة السياسية في لبنان يُدرك أن كل تفصيل يصبُّ عند الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله، أو عند رئيس مجلس النواب نبيه بري. ومن يتابع الوساطات الجارية لاستئناف المفاوضات الاميركية ـ الإيرانية، يُدرك ان المصالح قد تتقدم مرة ثانية على العداوات.
تتصرف تركيا بوصفها "دولة عظمى".. في المقابل، تبدو إيران مترامية الأطراف بنفوذها وأذرعتها. إقتصادا البلدين ليسا بخير. ماذا يجمع تركيا وإيران وماذا يفرقهما؟
الرابحون من "الربيع العربي"، لم يكونوا العرب، لا أنظمة ولا شعوباً. ما بدا لوهلة، أنه شرارة الإنتقال بالعالم العربي من صحراء الإستبداد إلى واحة الديموقرطية، سرعان ما تحول طوفان دم وحروب أهلية، زالت معه دول وتغيرت جغرافيات وتبدلت تحالفات، لترتسم معادلات جديدة في الشرق الأوسط، ظهرت معها إسرائيل وتركيا وإيران، كثلاث قوى إقليمية تتحكم بمصير المنطقة رُمةً.
يفترض بالعام 2021 ان يشهد معركة نفطية بين إيران والدول الخليجية وعلى رأسها السعودية، بعدما أعلنت السلطات الإيرانية اطلاق ورشة تحضير بناها البترولية التحتية والفوقية للعودة بالانتاج الى مستويات العام 2018، أي إلى ما قبل تاريخ الخروج الأميركي من الإتفاق النووي.