
هل هو خطأ أوروبا الوسطى أن الغرب لم يلحظ حتى اختفائها؟ ليس بشكل مطلق. في بداية قرننا، كانت أوروبا الوسطى، على الرغم من ضعفها السياسي، مركزاً ثقافياً عظيماً، ربما الأعظم على الإطلاق.
هل هو خطأ أوروبا الوسطى أن الغرب لم يلحظ حتى اختفائها؟ ليس بشكل مطلق. في بداية قرننا، كانت أوروبا الوسطى، على الرغم من ضعفها السياسي، مركزاً ثقافياً عظيماً، ربما الأعظم على الإطلاق.
في كتابه الجديد، بعنوان “تأملات 2022 في الحرية والسياسة والدولة” لمؤلفه الفضل شلق (الدار العربية للعلوم ـ ناشرون؛ 2023)، يسرح الكاتب في حقل سياسي فكري مترامي الأطراف. يناقش قضايا الحرية والهوية والثورة والثورة المضادة والإستبداد والطغيان، كما تشي عناوين هذه المقالة.
مع مرور سنة كاملة على إندلاع الحرب الروسية الأوكرانية، ما تزال نتيجة هذه الحرب "العُظمى" أسيرة المزيد من التكهنات، ما يجعل الصراع الناشب عصياً على منطق الحروب عبر التاريخ.
قيلَ وكُتبَ الكثير عن المساعي الفرنسية للمساعدة في إيجاد المخارج المقبولة لمأزق الانتخابات الرئاسية اللبنانية وآخرها استضافة باريس للقاء خماسي فرنسي - أميركي - سعودي - قطري - مصري، فماذا عن الأجواء التي رافقت هذه الجهود وعن نتائجها؟
مرة أخرى: هل تمثل الشيوعية نفياً للتاريخ الروسي أم تحقّقه؟ الإثنان بالتأكيد: نفيه (نفي تديُّنه، على سبيل المثال) وكذلك تحقُّقه (تحقق نزعاته المُتمَركِزة وأحلامه الإمبراطورية). بالنظر من داخل روسيا، يعد المظهر الأول ـ مظهر انقطاع استمراريتها ـ هو الأكثر إدهاشاً. من وجهة نظر الدول المستعبدة، يعد المظهر الثاني ـ ما يتعلق باستمراريتها ـ يحس بشكل أقوى.
يبدو أن الإستحقاق الرئاسي والمشهد اللبناني ككلّ يزداد تعقيدًا، مع اشتداد الأزمات الدولية والإقليمية وعدم وجود بوادر تسويات في أي اتجاه، على الأقل كما يظهر في العلن. ولعل ما سبق ورافق إجتماع باريس الذي إنتهى من دون إصدار بيان رسمي ختامي، يصب في خانة تعقيد الموقف أكثر مما يساهم في فكفكة عناصر التأزيم.
يحلو ضرب الأمثال وسرد قصصها في الجلسات الشتوية مع العائلة والأهل حول المدفأة، وهو تقليد عائلي في الدول العربية تتوارثه الأجيال، ولو نسبيًّا. بيد أنه حق مسلوب من سوريا كالكثير من حقوقها الأخرى التي حرمها إياها "قانون قيصر" باسم قوانين أحادية؛ أباح أصحابها تجاوز الأعراف والمواثيق الدولية والاستئثار بقرار المنظمات الدولية، وإخضاعها لسلطة نظام الاقتصاد السياسي الذي تتحكّم به وتهيمِن به على العالم.
سبعة عشر عاما أتمها "تفاهم مار مخايل" بين تيارين شعبيين كبيرين، وهو جاء ثمرة حوارات ولقاءات امتدت من باريس منفى "الجنرال" ميشال عون الى لبنان يوم شكّلت عودته ما وُصِفَ بـ"التسونامي" الذي تجمّعت في مواجهته احزاب المنظومة في انتخابات عام 2005.
لا شك أن أزمة بحجم الأزمة الاقتصادية التي تعصف بلبنان كان من المُحتم أن تترك أثرها على الأوضاع الاقتصادية والاجتماعية والسياسية. أزمة بهذا الحجم تمر بمخاض مستمر وستفضي حتماً إلى تسويات وتحالفات وقيادات سياسية جديدة.
في بداية القرن العشرين كان أهل بلاد الشام يستخدمون غالباً القطار للوصول إلى القاهرة. كانت حيفا هي محطّتهم الأولى، حيث كانوا يخلدون للراحة بضعة أيّام، تتخلّلها زيارة أكيدة لتلّ أبيب الأكثر صخباً والحافلة بالحياة "الغربيّة". لم تكًن يهوديّة تل أبيب تشكّل حينها مشكلةً لأحدٍ. إذ أنّ أغلبيّة اليهود كانوا أحد أجزاء مجتمعات الشام والرافدين ومصر وخاصّةً فلسطين.