
علاقة الطعام بالدين هي علاقة قديمة، يمكن أن نصفها بالتأسيسيّة. الطعام ليس فقط وجبة نأكلها، بل له امتدادات عميقة في الخطاب الديني (خصوصاً التوحيدي) وأصبح مجبولاً في معتقداتنا وأفكارنا ومفاهيمنا عن جوهر الدين والحياة.
علاقة الطعام بالدين هي علاقة قديمة، يمكن أن نصفها بالتأسيسيّة. الطعام ليس فقط وجبة نأكلها، بل له امتدادات عميقة في الخطاب الديني (خصوصاً التوحيدي) وأصبح مجبولاً في معتقداتنا وأفكارنا ومفاهيمنا عن جوهر الدين والحياة.
حتى في أسوأ السيناريوات المتخيلة، لم يكن وارداً أن ينتهي اللقاء بين الرئيس الأميركي دونالد ترامب والرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي في البيت الأبيض، إلى هذه الكارثة في العلاقات بين الولايات المتحدة وأوكرانيا، بما يُهدد الجهود الأميركية لوقف الحرب الروسية-الأوكرانية ويُعمّق الشرخ بين ضفتي الأطلسي، ويجعل الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في موقع أقوى.
كان "بوليه-نيوكمب" أول ترسيم للحدود اللبنانية بين لبنان وفلسطين. سلخ "بوليه-نيوكمب" سبع قرى لبنانية وضمّها إلى الأراضي الفلسطينية، وهي: طربيخا، صلحا، المالكية، قَدَس، النبي يوشع، هونين وآبل القمح. كانت هذه القرى تتوزّع على طول الحدود بين لبنان وفلسطين، من رأس الناقورة غرباً، إلى الجسر الروماني شرقاً.
بعدَ الذي حلّ بهذا البلد، أقلّه منذ نهاية الصّيف الماضي، وبعد مشاهد التّشييع المهيب والتّاريخيّ وغير المسبوق لبنانيّاً للشّهيد الوطنيّ والإسلاميّ والأمميّ الكبير، سماحة السّيد حسن نصرالله ورفيقه الهاشميّ العامليّ؛ بعدَ هذا كلّه، ألم يحِنَ الوقتُ الذي يَنزلُ فيه الأفرقاء الرّئيسيّون في لبنان عن الشّجرة، لا سيّما منهم من حمل خطاباً عاليَ السّقف والتّطرّف في المرحلة الأخيرة؟
الماضي هو ما حدث، والتاريخ هو الوعي بما حدث. الماضي نعيه، ونكتب عنه، ونستعبره، أي نستخرج منه العبر، وتتشكّل النظرية ويصير لدينا رؤية تاريخية تفسّر وتؤوّل ما حدث، الذي يتنامى ويتحوّل إلى حلقات في سلسلة لا تنقطع، وكل منها تؤدي إلى أخرى. ويصير كل حدث سبباً لآخر أو ناتجاً عنه. لا نستطيع أن نأخذ الحدث بمعزل عما قبله وما بعده، فيصير هو ذاته غير ممكن. يصير استحالة لا يمكن تفسيرها.
حصلت القمة العربية المقررة في الرابع من آذار/مارس 2025 في العاصمة المصرية على صفة "الاستثنائية" مُسبقاً لأنها تنعقد في غير المواعيد المقررة ولأسباب أخرى.
ثمة سيرة مشتركة بين ثوار عالميين. لم يكن اغتيال الأمين العام لحزب الله الشهيد السيد حسن نصرالله ليحصل لولا الخيانة والاختراق الاستخباراتي. هنا يستحضرني ما قاله الثائر العالمي أرنستو تشي غيفارا عن هذا الموضوع: "إذا أردت تحرير وطن، ضع في مسدسك عشر رصاصات، تسع رصاصات لخونة الوطن وواحدة لعدوك، فلولا خونة الداخل ما تجرأ عدو الخارج على وطنك".
أما وقد ودّعنا سيد المقاومة الكبير الشهيد حسن نصرالله ورفيق دربه الشهيد السيد هاشم صفي الدين، آن لنا أن نكون جزءاً من ورشة مراجعة شاملة، على قاعدة أن المعركة التي خضناها من لحظة 7 تشرين الأول/أكتوبر 2023 هي محطة في حربنا الطويلة مع الكيان الإحلالي العنصري التوسعي.
لم يكن المشهد عاديّا، يوم الأحد الماضي. كُنّا أمام لحظة عاطفية في وداع رجل تصدّر قيادة حزب االله لأكثر من ثلاثين عاماً حيث كان عنوانه الأساس مقاومة الاحتلال الإسرائيلي قبل أن يتشعّب ويتوسّع الدور إلى حد الإنخراط في الصراعات العربية الداخلية.
قبل ثلاثة أعوام، ترتّب على اندلاع الحرب الروسية-الأوكرانية، إعادة تشكيل المشهد العالمي برمته، وحدثت الكثير من الأشياء التي كانت غير متوقعة، من احتشاد الغرب على نحو غير مسبوق في دعم أوكرانيا ومعاقبة روسيا بقوة، وعودة الولايات المتحدة لتنشيط حلف شمال الأطلسي "الناتو" الذي توسع نحو شمال أوروبا، بينما خابت آمال الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في استعادة سريعة لأوكرانيا وتالياً الغرق في مستقنع من الاستنزاف، الذي فرض عليه الإرتماء كلياً في "شراكة بلا حدود" مع الصين.