
للمرّة الأولى في تاريخه، واجه لبنان وما يزال خطر تفكك ما تبقى من مؤسسات الدولة الأمر الذي يُهدّد كل اللبنانيين وليس فئة دون أخرى وإن اعتقدت بعض الأحزاب والتيارات في محطات مختلفة بأن ميزان القوى، أو كفّة الحكم والنفوذ، يميلان لمصلحتها.
للمرّة الأولى في تاريخه، واجه لبنان وما يزال خطر تفكك ما تبقى من مؤسسات الدولة الأمر الذي يُهدّد كل اللبنانيين وليس فئة دون أخرى وإن اعتقدت بعض الأحزاب والتيارات في محطات مختلفة بأن ميزان القوى، أو كفّة الحكم والنفوذ، يميلان لمصلحتها.
لا أعرف إذا كان ما شهدناه في ربع القرن الماضي من القرن الحادي والعشرين هو أحسنه ("وجه الصحّارة"، بالعامية اللبنانية) أم سيكون الآتي أسوأ. لكن الأكيد أنّه بغياب معجزة ما، سيفقد البشر السيطرة على الكثير من الأمور، وسيُدير أمورنا وتصرّفاتنا حواسيب عملاقة يُوجّهها حثالة من أمثال أيلون ماسك (Elon Musk).
وضعت التحولات الكبرى في الشرق الأوسط خلال الأشهر الأخيرة، إيران في مكان بات يتطلب منها تحديد خيارات استراتيجية بالنسبة لسياستها الخارجية وعلاقتها بالغرب، وضمناً قرارات حاسمة في يتعلق ببرنامجها النووي، تصعيداً أو تقديم تنازلات جوهرية. وسيترتب على الحالتين نتائج بعيدة المدى.
لا شكّ عندي في أنّ "عودةَ الخلافة" هي قضيّة رمزيّة، وربّما عمليّة مهمّة بل ومهمّة جدّاً، في ما يعني الوعي، وخصوصاً اللّا-وعي، الفرديَّ والجماعيَّ لدى شريحة كبيرة من المسلمين حول العالم. يعتبرُ جزءٌ كبيرٌ من هؤلاء أنّ مصيبةً كبرى قد حلّت بـ"الأمّة" عند سقوط موقع "الخلافة" مع انهيار السّلطنة العثمانيّة. ولا بُدّ إذن أن "تعود" هذه "الخلافة" بطريقة أو بأخرى. ومن الواضح أنّ الكثيرين يرَون اليوم في الرّئيس التّركيّ، رجب طيّب أردوغان، نوعاً من تجلٍّ "ما" لمشروع عودة "الخليفة المنشود" هذا..
أقل من أسبوع يفصلنا عن موعد الجلسة التي حدّدها رئيس البرلمان اللبناني نبيه بري لانتخاب رئيس جديد للجمهورية، وذلك على مسافة سنتين وشهرين من انتهاء ولاية الرئيس ميشال عون. ما هي المهام الرئيسية التي تنتظر رئيس الجمهورية الذي تستمر ولايته لست سنوات؟
أستعد الليلة لقضاء أمسية مع أصدقاء أعزاء. اثنان منهما عائدان لتوهما من دمشق عاصمة عواصم بلاد الشام. أحمل معي إلى الأمسية صوراً انطبعت في مخيلتي على امتداد الأيام الأخيرة عن حال العالم وبخاصة أحوال الشرق الأوسط برمته وبضمنه العرب على اختلاف مللهم وضمائرهم وعن دول الغرب وعميدتها الولايات المتحدة المقبلة بشغف على عهد يمتزج فيه دونالد ترامب الأسطورة بإيلون ماسك الأسطورة الأخرى. أذهب الى الأمسية ومعي ما اجتمع عندي من صور آملاً أن أعود بخلاصات حوار صريح ومثمر.
خلص. مائة عام من الخيبات والخسائر. هذه البلاد مصابة بوباء الاستبداد. حاضرة دائماً للفتك. أهداها الغرب وباءً صهيونياً. نصحنا مراراً بالاستسلام: "من حق إسرائيل المطلق أن تكون بديلاً عن فلسطين".
تستبطن فرحة اللبنانيين الناقصة باتفاق وقف الأعمال العسكرية بين لبنان واسرائيل في السابع والعشرين من تشرين الثاني/نوفمبر الماضي وأفراح السوريين بسقوط نظام حزب البعث في الثامن من كانون الأول/ديسمبر الحالي هدفاً مُعلنا، حيناً، وكامناً، حيناً آخر هو الاستبشار بإعادة بناء الدولة في البلدين.
في سنة 1154، سقطت مدينة دمشق بيد نور الدين زنكي من دون قتال يذكر، بعد أن سبقتها محاولات فاشلة لاحتلالها بالقوّة. ساعد هذا الإنجاز نور الدين ليُصبح سلطاناً بلا منازع وأعطاه من القوة ما مكّنه، تدريجيّاً، من توحيد الحكم الإسلامي في بلاد الشام والجزيرة. هل يُعيد التاريخ نفسه في سوريا اليوم مع أحمد الشرع، وهل نحن أمام نور الدين جديد؟
من الحريق الأوكراني إلى شرق أوسط يغلي على نار الحروب الإسرائيلية والتحولات الجيوسياسية الزلزالية، إلى أفريقيا وحروبها المنسية، إلى المحيطين الهادىء والهندي الزاخرين بتوترات إقليمية لا تأمن عاقبة التحول إلى نزاعات ساخنة، فماذا يمكن للعام 2025 أن يحمل معه لعالم تنهشه الفوضى ومخاض الانتقال إلى نظام عالمي جديد؟